ملف الأسرى ينتظر قائمة إسرائيلية جديدة

28-06-2007

ملف الأسرى ينتظر قائمة إسرائيلية جديدة

سيطرت قضية الأسرى من جديد، على ظاهر الحركة السياسية في العلاقة بين إسرائيل ومحيطها العربي.
وقد طالب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت بالإفراج عن أسرى فلسطينيين وفي مقدمتهم أمين سر حركة فتح السابق في الضفة الغربية المناضل مروان البرغوثي. كما اتفق أولمرت في اجتماع شرم الشيخ الأخير مع الملك الأردني عبد الله الثاني على تسليمه أربعة من المعتقلين الأردنيين القدامى لقضاء بقية أحكامهم في السجون الأردنية. وفي موازاة ذلك، كشف التلفزيون الإسرائيلي النقاب عن الدور الذي أدته الحكومة النروجية في نشر شريط الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليت.
وقال معلق الشؤون العربية في القناة الثانية الإسرائيلية، إيهود يعري، إن النروج أدت عبر مبعوثها الخاص إلى الشرق الأوسط، سوين سبيا، دوراً في قضية الأسرى. وأوضح أنه قبل حوالى 10 أيام سافر والد الجندي شاليت مع زعيم حركة ميرتس يوسي بيلين، وبعلم من الحكومة الإسرائيلية، إلى النروج في رحلة استمرت 4 أيام. وقد اجتمع شاليت الأب وبيلين هناك بالعديد من الشخصيات الرسمية النروجية وطلبوا المساعدة.
وذكر يعري أن النروجيين أوعزوا لسفيرهم في العاصمة السورية دمشق للاجتماع برئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، مطالبين بالسماح لممثلي الصليب الأحمر بزيارة جلعاد شاليت أو الحصول على أية إشارة حياة أخرى. ولم يعد مشعل بشيء، ولكن النتيجة ظهرت في نشر شريط بصوت شاليت.
وشدد يعري على أن النروجيين لا يريدون الظهور كمن يلتف عن الدور المصري المركزي في الوساطة بشأن تبادل الأسرى. ولذلك، فإن المبعوث النروجي قال في مقابلة أجراها معه التلفزيون الاسرائيلي، ان الاتصالات تجري بالتعاون الدقيق مع عباس ومع الحكومة الإسرائيلية.
وأشار التلفزيون الإسرائيلي إلى ان احتكار الوساطة بخصوص التبادل قد كسر منذ وقت وأن هناك جهات تسجل في حسابها الرسالة التي وجهها شاليت في أيلول الماضي الى عائلته.
وبين هذه الجهات، الدكتور غرشون باسكين الذي يرأس مركز الأبحاث والمعلومات الإسرائيلي الفلسطيني «إفكري». وقد وجه باسكين أمس رسالة احتجاج الى ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية قال فيها ان «المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود ليس فقط بسبب ابتعاد المصريين عن الموضوع. ان حركة حماس لا تنوي عرض قائمة جديدة للأسرى، وعلى إسرائيل أن تنظر بإيجاب إلى اقتراح حماس، بأن تعرض قائمة جديدة». والمقصود أن تعرض إسرائيل قائمة بأسماء آلاف الأسرى تختار حماس منها من تريد الإفراج عنهم.
وجاء في رسالة باسكين أيضا «إنني لن أقيم أي صلة مع عوفر ديكل (رئيس الطاقم الخاص في رئاسة الحكومة بمعالجة قضية الأسرى) إلا بعد أن يأمره رئيس الحكومة بإجراء اتصال معي وذلك بسبب معاملتي بشكل متجاهل من جانب أولمرت. وحتى الآن، قادت مشاركتي إلى الحصول على رسالة جلعاد في التاسع من أيلول الماضي وعرض القائمة الأولى للأسرى الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم. وأنا لا أعرف أن أية جهات في المؤسسة حققت إنجازات كهذه».
ومن المقرر أن تبحث الحكومة الإسرائيلية يوم الأحد المقبل مشروع قرار بتسليم 4 من قدامى الأسرى الأردنيين للحكومة الأردنية في أعقاب طلب ملكي في قمة شرم الشيخ. والمعتقلون الأردنيون الأربعة يقضون حكما بالسجن مدى الحياة في السجون الإسرائيلية في أعقاب اشتباك عدد منهم مع الجيش الإسرائيلي قتلوا خلاله 4 من الجنود الإسرائيليين قبل 17 عاما. وبحسب الصيغة المتفق عليها بين الأردن وإسرائيل، فإن الأردنيين الأربعة سينقلون إلى السجون الأردنية لقضاء ما تبقى من مدة محكوميتهم.
وبين المعتقلين الأربعة ثلاثة، سالم أبو جلون وخالد أبو جلون وعبد الكريم الصنعا، اشتبكوا مع دورية إسرائيلية في العام 1990 وتم اعتقالهم بعد ذلك وحكموا بالسجن مدى الحياة. أما المعتقل الرابع، فهو سلطان العجلوني الذي تسلل عبر الحدود الأردنية في ذلك العام وقتل رقيبا في الجيش الإسرائيلي.
وكان موضوع نقل الأردنيين الى السجون الأردنية قد أثير خلال لقاء بين أولمرت ورئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان في أنقرة مطلع العام الحالي. وقد عرضت الحكومة الأردنية على إسرائيل أن تهتم هي بإبقاء هؤلاء الأسرى في سجونها لقضاء محكومياتهم. غير ان الجميع يعلمون أن تسليم الأسرى إلى الأردن هو مقدمة للإفراج التام عنهم، حتى ولو بقيود إقامة في الأردن.
من جهتها، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن ديكل سـافر مؤخرا إلى العاصمة المصرية واجتمع مع مدير الاستخبارات العامة اللواء عمر سليمان للبحث في مسألة قوائم الأسرى. ويدور في إسرائيل نقاش متعاظم حول وجوب التخلي عن مبدأ عدم الإفراج عن أسرى عرب «ملطخة أياديهم بدماء الإسرائيليين».
وكان من المعروف أن الحديث يدور عن قائمة بأسماء 450 أسيرا رفضت إسرائيل مناقشة مصير 300 منهم بحجة أنهم لا يستجيبون لتصنيفاتها. وتوقعت «يديعوت» أن يعاد الحديث في القائمة وأن يتم تقسيمها إلى قائمتين بحيث يتم الإفراج عن 350 أسيرا حال تسليم شاليت للمصريين، ومئة آخرين حال تسلم إسرائيل لشاليت من أيدي المصريين.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...