معلومات جديدة تتعلق بالقصف التركي لقواعد الأكراد

27-12-2007

معلومات جديدة تتعلق بالقصف التركي لقواعد الأكراد

الجمل: ما زالت وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية تتبارى في رصد ونقل الأخبار حول الضربات الجوية التركية ضد مواقع حزب العمال الكردستاني، وردود الأفعال الميدانية المترتبة على ذلك والمغالطات بين المصادر التركية والكردية حول الخسائر، إضافة إلى استعراض المواقف التركية، الكردية، العراقية، الإيرانية، الأمريكية، والأوروبية.
* مشاهد الحدث التركي – الكردي: الإعلام وإشكالية توصيف الصراع:
تمثلت رتابة التوصيف والنقل الإعلامي في التركيز على النقل الميكانيكي للوقائع والإثارة عن طريق التسويق لـ"المبارزة" بين التصريحات التركية والكردية – العراقية، إضافة إلى التقليل من دور العامل الإسرائيلي – الأمريكي في الوقائع والأحداث الجارية حالياً في شمال العراق.
إن توصيف الصراع التركي – الكردي يمضي إلى ما هو أعمق من مجرد الغارات وحجم الخسائر وذلك لجملة أسباب:
• ارتباط الصراع التركي – الكردي بـ:
* الصراع التركي – التركي.
* علاقات التعاون والصراع التركي – الأمريكية والتركي – الإسرائيلي.
• علاقات التعاون والصراع التركي – العربي:
* العلاقات الإثنوطائفية داخل العراق.
* العلاقات العربية – الكردية.
• منظور دول الجوار الإقليمي لملف الأزمة الكردية:
* الدور الخارجي في المنطقة.
* تسييس العوامل المجتمعية الإثنوثقافية.
* قضايا الأمن والاستقرار الإقليمي.
* توازنات علاقات الجوار الإقليمي.
* ما وراء الحدث: ديناميكيات الصراع التركي – الكردي:
الصراع، أياً كان، يرتبط بجملة من الديناميكيات التي تحفز دورات التصعيد والتهدئة التي يعيشها، وحالاً، على المدى القريب يمكن الإشارة إلى أنقرة، بغداد، أربيل، باعتبارها النقاط الثلاثة التي تشكل مثلث الصراع الجاري حالياً، وفي مجرى الصراع برزت بعض المحاور الرئيسية التي باتت تغذي حيوية الصراع وهي:
• محور بغداد – أربيل: ويتميز بالثنائية والازدواج، فعلى الصعيد الظاهر يوجد تعاون أو بالأحرى رغبة في التعاون من أجل مواجهة الهجمات التركية، ولكن فقط على أساس اعتبارات الحفاظ على "وحدة العراق"، ولكن على المستوى الباطن، فإن عبارة "وحدة العراق" ترتبط بالكثير من الحساسيات في إدراك بغداد لأربيل وفي إدراك أربيل لبغداد. وبين هذا وذاك، وعلى أساس اعتبارات حسابات الفرص والمخاطر فإن استقرار أربيل يعرض بغداد لمخاطر تقسيم العراق وبالتالي فإن مخاطر الاستهداف التركي لأربيل يؤدي إلى فرص استقرار وحدة العراق. ولكن إزاء هذا الافتراض يوجد افتراض آخر معاكس يقول بأن تعاون بغداد – أربيل هو في مواجهة مخاطر الاستهداف التركي لأربيل وسيؤدي بالضرورة إلى المزيد من المصداقية بين الطرفين بما يترتب عليه تعزيز فرص استقرار وحدة العراق.
• محور بغداد – أنقرة: بسبب التكوين الثنائي أو وجود العاملين العربي والكردي ضمن القوام العراقي، فإن أنقرة التي تمتلك الطرف الآخر أصبحت تتعامل مع بغداد على أساس اعتبارات وجود خطابين سياسيين أحدهما موالي لأربيل ويتمثل في جلال الطالباني الرئيس العراقي وزعيم الاتحاد الوطني الكردستاني وهوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي ونائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البرزاني، أما الخطاب الثاني فهو خطاب معارض في باطنه لأربيل وبهذا الخصوص تسعى أنقرة إلى توظيف هذا الخطاب لصالحها وقد حققت بعض التقدم في تفاهم أردوغان – المالكي بخصوص وجود حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، وهو تفاهم ووجه بمعارضة شديدة من أربيل التي اعتبرته موجهاً ضدها.
• محور أنقرة – أربيل: ويتميز هذا المحور بثنائية غريبة بعض الشيء، فهو على أساس الاعتبارات الاقتصادية يتميز بالتعاون وبالذات فيما يتعلق بالصادرات التركية، وتدفقات أنابيب النفط العراقي، أما على أساس الاعتبارات السياسية والعسكرية والأمنية فيتميز بالصراع المرتفع الشدة وبرغم أن أربيل تحاول الرهان على الورقة الاقتصادية فيمنع وقوع المواجهة العسكرية فإن أنقرة تراهن على الورقة السياسية في فرض توجهاتها إزاء الوضع الكلي السائد في إقليم كردستان والذي بات غير مقبول لأنقرة.
* دور الأطراف الثالثة: من "الأقلمة" إلى "التدويل":
التدخل الإقليمي في الصراع الكردي – التركي والكردي – العراقي والكردي – الإيراني، ظل معروفاً وماثلاً للعيان طوال الحقب الماضية، وعلى خلفية التغيرات الجيوسياسية في خارطة دول الجوار الإقليمي التي تتقاطع مع منطقة كردستان، برز العامل الإسرائيلي وتصاعد دوره بقوة على النحو الذي اجتذب تلقائياً العامل الأمريكي، مع ملاحظة أن العاملين الإسرائيلي والأمريكي يمثلان شيئاً واحداً، لأنهما يندمجان ضمن المشروع الإسرائيلي وقد تميز دور العامل الإسرائيلي – الأمريكي فيما يلي:
• دعمت إسرائيل الحركات الكردية بقوة ولكنها الآن تشارك بنفس القوة مع الطرف التركي، وقد نقلت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية الصادرة اليوم بأن بعض الطواقم الإسرائيلية التابعة لشركة إيروسبيس الإسرائيلية تقوم بعملية تشغيل أسراب الطائرات بلا طيار، والتي تقوم بتنفيذ عمليات التحليق فوق المناطق الكردية، وجمع المعلومات الاستخبارية عن المواقع والبنيات التحتية الكردية، لصالح قوات الجيش التركي. التنسيق العسكري التجسسي الإسرائيلي يتم تحت إشراف رئيس الأركان التركي الجنرال أليسار بيوكانيت. والذي يضع تحت إشرافه المباشر غرفة عمليات خاصة بذلك تم إعدادها بواسطة الخبراء الإسرائيليين في قاعدة باتمان الجوية العسكرية المجاورة للحدود العراقية – التركية، والتي تنطلق منها أسراب طائرات التجسس الإسرائيلية بدون طيار من طراز (Iai Heron UAV).
• دعمت الولايات المتحدة الحركات الكردية بقوة ولكنها الآن تشارك القوات التركية بالمعلومات الاستخبارية أو بالعتاد أو بالدعم السياسي.
سيناريو عمليات القصف التركي للمواقع الكردية، وعمليات الاقتحام البري المحدودة التي تقوم بها قوات المشاة والمدرعات التركية تتزامن مع التكهنات الآتية:
• التكهن الأول يقول بأن أمريكا وإسرائيل قد نجحتا في التقليل من فاعلية الهجوم التركي بعد تنسيقهما المسبق مع الأطراف الكردية، على النحو الذي يؤدي إلى تقلقل الخسائر المحتملة ويجعل الحركات الكردية الحليفة لأمريكا تحتفظ بقوتها الحالية إضافة إلى وعود أمريكية – إسرائيلية بدعم أكبر خلال الفترة القادمة.
• التكهن الثاني يقول بأن أمريكا قد قررت التخلي عن الورقة الكردية –ولو مؤقتاً- من أجل الاحتفاظ بأنقرة وبغداد –ولو مؤقتاً أيضاً- مع محاولة دفع أربيل إلى تجميد مشروعها الكردي إلى حين حدوث المزيد من التعديلات المواتية في الخارطة الجيوسياسية الشرق أوسطية. بكلمات أخرى، على أربيل إعطاء الفرصة لواشنطن من أجل التفرغ لتنفيذ أولوياتها المتمثلة في:
* حسم موضوع الملف الإيراني إما عن طريق "صفقة" أو عن طريق "ضربة" عسكرية.
* حسم موضوع السيطرة الأمريكية على العراق بعدم التشويش على الجهود الأمريكية الهادفة على تطوير إعلان المبادئ الذي وقعه بوش مع المالكي والذي يفسح المجال الواسع لأمريكا في السيطرة على العراق.
* حسم الصراع بين القوى العلمانية المعارضة وحزب العدالة والتنمية التركي الإسلامي على السلطة، وهو الصراع الذي لا يجد الفرصة إلى التصاعد بسبب تصاعد الصراع التركي – الكردي ولأن اهتمامات الرأي العام التركي تتركز حصراً على المشكلة الكردية بما لا يعطي القوى العلمانية فرصة لانتقاد القوى الإسلامية وحشد الرأي العام التركي ضدها.
أما بالنسبة لأربيل فهي تدرك تماماً أهمية الورقة التركية بالنسبة لأمريكا وإسرائيل وبالتالي فإن دخولها في علاقات صراع مع واشنطن وتل أبيب سوف يؤدي بالضرورة إلى عزلتها الكاملة وإلى فقدانها خطوط الدعم الرئيسية، كذلك تتفهم أربيل موقف بغداد الذي يجمع بين التأييد لأربيل والتواطؤ مع أنقرة.
وبرغم كل هذه التعقيدات فإن أنقرة ستواصل -كما تقول التوقعات- مشروعها العسكري إزاء شمال العراق، والذي تقول المعلومات بأنه سيركز على القيام بحرب استنزاف طويلة الأجل ستركز على القصف الجوي الشامل المستمر وعلى التدخل البري المحدود النطاق وذلك على النحو الذي يؤدي إلى:
• استنزاف قدرات أربيل.
• دفع واشنطن وتل أبيب إلى الوقوف إلى جانب أنقرة.
• تعزيز قوة بغداد في مواجهة أربيل.
• تعزيز الانقسامات وصراعات الأجنحة داخل أربيل.
• إسقاط خيار ضم كركوك إلى إقليم كردستان.
• تعزيز قوة التيار الإسلامي الصاعد في جنوب تركيا والمرتبط حالياً مع حزب العدالة والتنمية الإسلامي تحت مظلة خيار غول – أردوغان إزاء الأزمة الكردية في تركيا.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...