متكي يتكي على اللوبي الإيراني في الحكومة العراقية

27-05-2006

متكي يتكي على اللوبي الإيراني في الحكومة العراقية

اعلن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي، في بغداد أمس، تعليق محادثات مباشرة مقترحة مع الولايات المتحدة حول مستقبل العراق، متهما واشنطن بمحاولة استغلالها دعائيا لأثارة <بعض القضايا الأخرى>، مشيرا إلى أن طهران ستستضيف اجتماعا لدول جوار العراق في نهاية حزيران المقبل.
وجاءت زيارة متكي إلى بغداد، بعد ساعات من اعتراف الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الحكومة البريطانية طوني بلير، خلال لقائهما في البيت الأبيض أمس الأول، بانهما ارتكبا أخطاء خلال الغزو، إلا انهما رفضا الالتزام بخفض عديد القوات المحتلة للعراق.
ودعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، في خطبة الجمعة في جامع الكوفة في النجف، أمس، البرلمان العراقي إلى إخراج
الاستعمار ولو بجدولة زمنية موضوعية. وسقط خلال اليومين الماضيين 130 قتيلا وجريحا في هجمات متفرقة في العراق، فيما أغلقت المساجد السنية في البصرة أبوابها احتجاجا على قتل مجهولين إمام وخطيب مسجد الكواز السني الشيخ وفيق موسى الحمداني. وتعاني مدينة الضلوعية من وضع إنساني صعب جراء حصارها من قبل قوات الاحتلال الاميركي منذ خمسة أيام.
متكي في بغداد
يشار الى زيارة متكي، الذي استقبله نظيره العراقي هوشيار زيباري في مطار بغداد، هي الأولى لوزير إيراني إلى بغداد منذ تشكيل اول حكومة عراقية دائمة وتسلم الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد مهامه في آب ,2005 وتعيين سفير إيراني جديد لدى العراق هو حسن كاظمي قومي في 9 أيار الحالي.
وقال متكي، خلال مؤتمر صحافي مع زيباري في مقر وزارة الخارجية خارج المنطقة الخضراء التي تقع تحت حماية القوات الاميركية، <كنا قد قررنا إجراء محادثات مباشرة بخصوص قضية العراق مع الأميركيين، لكن للأسف الجانب الاميركي حاول استخدام هذا القرار كدعاية، وأثار بعض القضايا الأخرى>، مضيفا <حاولوا خلق مناخ سلبي، لذلك تم اتخاذ القرار في الوقت الحاضر بتعليق هذا الحوار>.
وفي واشنطن، رد المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك على كلام متكي، مشيرا إلى أن واشنطن ما زالت منفتحة على حوار مع طهران حول الوضع في العراق، مضيفا <في ما يتعلق بنا، إنها قناة (اتصال) ما زالت صالحة ومفتوحة إذا ما شعر كلانا بالحاجة> إلى إجراء حوار.
وأعلن متكي، الذي أجرى مباحثات مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي وزعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد عبد العزيز الحكيم ورئيس جبهة التوافق العراقي عدنان الدليمي، أن طهران ستستضيف في نهاية حزيران المقبل مؤتمر دول الجوار العراقي ومصر <لتأكيد استمرار الإرادة الجماعية لمساعدة العراق>. وأوضح انه <سيتم خلال الاجتماع التطرق إلى استمرار الإرادة الجماعية لمساعدة العراق في تحقيق الاستقرار والهدوء، والتأكيد على هذه الإرادة الجماعية من اجل سحب البساط من العوامل التي تريد إثارة التوتر والمشاكل في العراق>.
وقال زيباري، من جهته، <نحن لا نريد أن يمتلك أي من جيراننا وأي دولة صديقة أسلحة دمار شامل>، مضيفا <نؤكد ونحترم حق إيران وكل دولة ترغب بتملك القدرات العملية والتكنولوجية للبحث عن مجالات الطاقة النووية للاستخدامات العلمية، مع ضمانات وتعهدات بمنع سباق التسلح في المنطقة والتعامل بشفافية مع وكالة الطاقة الذرية>.
وحول ما إذا كان طلب من متكي أية ضمانات حول البرنامج النووي الإيراني، قال زيباري <إيران لا تدعي امتلاك سلاح نووي أو قنبلة نووية حتى نطلب منها ضمانات>.
وأكد زيباري أن <العلاقات العراقية الإيرانية تشهد تطورا مستمرا على مختلف الأصعدة منذ سقوط النظام العراقي السابق>، مشددا على ان أن <العراق لن يكون في أي يوم من الأيام مصدر تهديد لإيران والشعب الإيراني>.
وفي مؤتمر صحافي مع رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني، قال متكي <ليس هناك سوى خيارين من اجل حل الملف النووي الإيراني، التعاون أو الاصطدام>، مضيفا <نحن نفضل الخيار الأول القائم على السبيل الدبلوماسي لحل شامل للموضوع>.
وأضاف متكي <بما أن العقل لا يسود أحيانا لدى متخذي القرار في أميركا، فنحن مستعدون لأي خيار، وقمنا بإعلام الجهات الاميركية بهذا الموقف الصريح>، موضحا <أننا لا نرى أن أميركا في موقع يتمكن من خلق أزمة لدافعي الضرائب الاميركيين، كما أنهم يعلمون انه في الأزمات السابقة التي قاموا بخلقها كانوا هم المنهزمون الأوائل. إذا احتمال الاصطدام ضعيف جدا>.
وحول ما إذا ضربت أميركا إيران، قال متكي <في حال قام الاميركيون بذلك من أي مكان فإنهم سوف يتلقون الضربة من جانب إيران في ذلك المكان بالذات>.
بوش وبلير
وفي واشنطن، اجرى بوش وبلير، أمس الأول، نقدا ذاتيا غير معهود بشأن العراق، معترفين بارتكاب أخطاء جسيمة في احتلاله.
وقال بوش، في مؤتمر صحافي مع بلير في البيت الأبيض، <قرار طرد صدام حسين من الحكم أثار جدلا. لم نعثر على أسلحة الدمار الشامل التي كنا على ثقة جميعا بأننا سنجدها. هذا دفع الناس إلى التساؤل حول ما إذا كانت التضحية التي قمنا بها في العراق تستحق أن نقوم بها>، إلا انه أوضح انه <برغم الضربات والكبوات، أنا على ثقة أن ما قمنا به ولا نزال نقوم به، هو الصواب>
وأسف بوش للتصريحات والتعابير اللاذعة التي قالها سابقا، ومنها أن واشنطن ستقبض على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن <حيا أو ميتا>، وقوله في العام 2003 ردا على سؤال بشأن المقاومة العراقية <دعهم يأتون>، مشددا على أن <الخطأ الأكبر> الذي ارتكبه الاميركيون هو الممارسات في حق المعتقلين العراقيين في معتقل أبو غريب، معتبرا <أننا ندفع ثمن ذلك حتى الآن>.
واقر بلير بأخطاء لها طابع سياسي لا تتعلق بسلوك العسكريين، ومنها عملية اجتثات حزب البعث من الجيش والمؤسسات العراقية وعدم تقييم مخاطر المقاومة بشكل كاف.
واعتبر بلير أن <من الممكن> أن تتولى القوى الأمنية العراقية الأمن في كل أنحاء البلاد بحلول نهاية العام 2007 كما توقع المالكي، مضيفا <لكن عندما تحدث رئيس الوزراء (العراقي) عن تحديد جدول زمني، فان ما أراد قوله كان جدولا زمنيا تقرره الظروف الميدانية>.
واعتبر بوش وبلير أن العبر قد استخلصت من غزو العراق، وان القضية عادلة، وان العراق يخطو خطوات إلى الإمام. ورفضا مرة جديدة تحديد جدول زمني للانسحاب من العراق.
وشدد بوش على أن <القوات ستبقى على الأرض الوقت الضروري لتحقيق النصر>، مجددا التأكيد على أن خفض عديد القوات الاميركية سيقرره القادة العسكريون وفقا للظروف على الأرض وتحسن أداء القوى الأمنية العراقية. ودعا بوش وبلير المجتمع الدولي إلى توفير دعم اكبر للحكومة العراقية.

 

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...