مؤسسات القتل الشرعية تعمل في استثمار مضمون الربحية

26-08-2006

مؤسسات القتل الشرعية تعمل في استثمار مضمون الربحية

الجمل: بتورط إسرائيل مرة أخرى، في حرب عدوانية بلبنان، وحمايتها بشكل متكرر بوساطة فيتو وقوة الولايات المتحدة، من أي رد فعل دولي، فقد أصبح واضحاً أكثر من أي وقت مضى، أن مشكلة العالم المركزية المتعلقة بالعنف المنظم وغياب القانون في مطلع القرن الواحد والعشرين هذا، تكمن في أهداف وغايات المحور الإسرائيلي- الأمريكي المتآمر.. والذي أصبح بعد تفكك الاتحاد السوفييتي يملك القوة الضاربة الوحيدة في العالم عسكرياً واقتصادياً.
تشير المعطيات التاريخية المعاصرة لخبرة الأداء السلوكي من حرب الخليج الأولى وحتى الآن إلى تميز المحور الإسرائيلي- الأمريكي بالخصائص والسمات الآتية دون سواه في البيئة الدولية المعاصرة:
• حرية الاعتداء: قامت الولايات المتحدة بشن ثلاثة حروب عدوانية (يوغسلافيا- أفغانستان- العراق)  شكلت جميعها انتهاكاً للقانون الدولي المعاصر، والآن قبل أن تستكمل الإدارة الأمريكية سيطرتها الكاملة على أفغانستان والعراق، تقوم حالياً بفبركة المزيد من الأكاذيب واستخدام الحيل المختلفة، وذلك من أجل ممارسة الهروب إلى الأمام من تورطها، عن طريق شن حرب عدوانية رابعة ضد إيران، والآن أصبحت كل المؤشرات تقول: إن الجريمة الأمريكية الدولية الرابعة خلال سبعة سنوات، أصبحت الآن قيد التنفيذ، وإذا كانت أمريكا قد أصبحت تعتدي على الآخرين بحرية خلال فترة ما بعد الحرب الباردة، فإن إسرائيل ظلت حرة وطليقة اليد في الاعتداء على الآخرين.. ليس لبضعة سنوات، وإنما لفترة ست حقب (60 عاماً) كاملة غير منقوصة.. وحالياً أصبحت إسرائيل تطالبا لمجتمع الدولي بألا يقيد حركتها، وبأن يعطيها حرية أكبر في الاعتداء على الآخرين.
• الاستباحة المؤسسة لجسد الإنسان: إضافة إلى العدوان الاستباقي، فقد أصبح محور إسرائيل- أمريكا، يضيف إلى عملية اللجوء إلى الأساليب المحرمة: مثل التعذيب، والاعتقال المفتوح، والقتل خارج النطاق القضائي أبعاداً مؤسسية، وذلك بإقامة المراكز والمعتقلات والسجون السرية، ومركز التعذيب على كل أنواع التعذيب والتي يتم توجيهها بأجهزة الكمبيوتر، ومراقبتها عن طريق الأقمار الصناعية.. وإذا كان تعذيب السلطات الأمريكية واستباحتها للجسم الإنساني قد برز في فترة انكشاف فضائح غوانتانامو وأبو غريب، فإن أساليب التعذيب النظامي ظلت إسرائيل تمارسها ضد الفلسطينيين والعرب لعدة حقب.
• ماكينات القتل: كانت الولايات المتحدة أكثر تردداً في القيام بقتل الآخرين، بسبب العراقيل القانونية والحرص على توازن المكانة الدولية، ولكنها أصبحت بعد انهيار المعسكر الشرقي، لا تتردد في تصفية وإبادة كل من يقف في طريقها، وذلك على غرار الطريقة الإسرائيلية في القتل والتنكيل بالآخرين، وحالياً أصبحت صناعة تكنولوجيا القتل والدمار تمثل التجارة الأكثر عائداً وربحية، وأصبحت البنوك والمصارف والمؤسسات المالية الإسرائيلية والأمريكية تقدم أعلى أسعار الفائدة لهذا النوع من الاستثمار المضمون الربحية سلفاً، وأصبحت معظم الشركات الإسرائيلية والأمريكية تقبض سلفاً قيمة عقود خدماتها في الحروب العدوانية القادمة قبل وقوعها، ففي حرب العراق الأخيرة في مطلع عام 2003 قبضت الشركات الأمريكية المسؤولة عن تقديم الخدمات للجيش الأمريكي قيمة تعاقداتها قبل إعلان الحرب ضد العراق بفترة عام على الأقل.
• الاجتياح: أصبحت الولايات المتحدة وإسرائيل تستخدمان التكنولوجيا المتطورة ليس من أجل قتل الأعداد الكبيرة من الناس في البلدان التي تقف في معارضتها، وإنما أيضاً في تدمير البنى التحتية، والقضاء على وسائل معيشة السكان المحليين.. ففي عام 1990/ 1991، قامت أمريكا خلال حرب الخليج الأولى باجتياح العراق، مدمرة بناه التحتية، ولكي لا يقوم بتعويض ما تم تدميره قامت أمريكا بفرض حالة حصار عليه استمرت لأكثر من عشر سنوات، اختتمتها بعدوان وغزو جديد قامت فيه بتدمير ما تبقى من بنى العراق التحتية.. أما إسرائيل فقد قامت بتدمير ما لم تقم بتدميره في اعتداءاتها السابقة، إضافة إلى أنها بدأت منذ مطلع عام 2000 عملية تدمير منظمة للبنى التحتية الفلسطينية، بحيث دمرت البنى العامة، والطرق والجسور والمكتبات والمنشآت الطبية، وكان آخر إنجازات إسرائيل في هذا المجال القيام بعملية تدمير محطة توليد الطاقة الكهربائية والتي كانت تقوم بتزويد حوالي مليون مواطن يمثلون سكان قطاع غزة، كما قامت قوات الجيش الإسرائيلي باستهداف صهاريج مياه الشرب لا الرئيسية فحسب، بل وحتى تلك التي على أسطح البنايات، قامت أيضاً بتدميرها أيضا في حقبة العنف المتصاعد، الذي تخطط له وتقوده وتشرف على تنفيذيه القوى الكبرى، باستخدام أكثر القدرات العسكرية تطوراً.
يزعم صقور المحافظين الجدد، بأن استخدام القوة القاهرة هو السبيل الوحيد لبناء الشرق الأوسط الجديد والذي يمتد من خليج السويس وحتى بحر قزوين، ويحاولون البرهنة على ذلك بالإشارة إلى نموذج اليابان، ونموذج ألمانيا، وذلك عندما تمت هزيمتهما بالقوة القاهرة، وأعلنتا الاستسلام، ثم تمت إعادة بناءهما بعد ذلك تحت إشراف أمريكا.
وقياساً على ذلك يطالب المحافظون الجدد الإدارة الأمريكية بالعمل على غرار هذا النموذج بحيث يتم تطبيقه ضد دول محور الشر، بما يجعل أمريكا وإسرائيل تسيطران بالكامل على هذه المنطقة، وذلك على النحو الذي يحسم موضوع الهيمنة الأمريكية، ويجعل من الـ(100 عام) القادمة بمثابة: القرن الأمريكي الجديد.
مؤشر السياسة الأمريكية هذا الأسبوع يبدو أكثر اضطراباً، لا خوفاً من المجتمع الدولي، ولكن خوفاً من أن المعلومات الاستخبارية حول القدرات النووية الإيرانية، قد تكون ناقصة –مثلما حدث بالنسبة لإسرائيل في تقدير قدرات حزب الله- ومن ثم تكون إيران قد طورت في الفترة الماضية بعض (الأسلحة الخطيرة)، والتي سوف لن يتردد القادة الإيرانيون في استخدامها، وذلك على النحو الذي يجعل أمريكا وإسرائيل بعد العشرة دقائق الأولى من عدوانهما تواجهان ما لا يحمد عقباه.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...