مؤتمر فيينا عن "التمييز العنصري العداء للأجانب و الإعلام"

29-05-2006

مؤتمر فيينا عن "التمييز العنصري العداء للأجانب و الإعلام"

الجمل- فيينا: اجتمع مائة صحفي و باحث و ناشط في مجال مكافحة التمييز العنصري و العداء للآخر ، في فيينا لمناقشة سبل تضييق الهوة الواسعة بين هذه الأفكار و العمل الإعلامي القائم اساسا في الغرب على "حرية التعبير المطلقة " ،و التي قد تعني في كثير من الحالات ، كما في قصة الرسوم الدنماركية ، الإساءة للآخر .  الانطباعات العامة كانت أن الرسوم التي حركت الجهد الفكري باتجاه إيجاد سبل تفاديها في المستقبل ، كانت هي ذاتها نتيجة و ليست محركا بالمطلق لما تلاها . و هكذا يسود الانطباع العام بأن أحداث الحادي عشر من ايلول كانت العقدة الرئيسية في كشف الشرق و الغرب عن وجهة اصابع الاتهام لدى كليهما ، و التي يحمل كل منهما الآخر مسؤولية واقعه الراهن .
و يمكن القول أن أبرز النتائج العملية للاجتماعات التي دامت يومين، و انتهت إلى جملة أفكار تحولت اقتراحات ، كانت فيما أعلنته إحدى الجهات المنظمة للمؤتمر حين قالت بأن اتفاقا قد تم التوصل إليه بين الاتحاد الأوربي و منظمة "الفيفا" الدولية لكرة القدم ، لإعلان يومين في نهاية شهر حزيران و بداية تموز  كيومين لنبذ العنصرية ، حيث ستعلن رسالة جامعة على لسان قادة المنتخبات الدولية ، و توزع على الإعلام ، كوسيلة لإشاعة روح التسامح بين بلدان العالم.

أما الاقتراحات فهي بحاجة لاختبار عملي شديد التعقيد ، يتمثل في "هبة"وسائل الإعلام في الشرق و الغرب لتبنيها ، و تطبيقها ، إضافة إلى تأمين المال اللازم لتحقيق ما يحتاج إلى ميزانيات مناسبة. و فكرة المقترحات الأساسية تقوم على فكرة  "الشراكة " بين وسائل الإعلام الغربية و الشرقية ، و العمل على تأسيس تفاهم إخلاقي و مهني يحترم خصوصيات كل فئة اجتماعية ، و لا يتعدى على حرية التعبير في ذات الوقت .
و ثمة مقترحات لدورات تدريبية ،  و للتعارف بين ممثلي الإعلام في المتوسط ، إضافة إلى التشدد في ضرورة إتاحة الفرصة لكتاب المجتمعات الشرقية  في شغل مساحة في الإعلام الغربي ، فيما العكس مطبق دون حدود ، و ايضا تشجيع ممثلي الجاليات المختلفة و الأقليات للعمل في وسائل الإعلام المحلية ، و ذلك انطلاقا من الفكرة العامة بأن أهم سبب وراء  الشعور بالرفض للآخر نابع من جهله ، إضافة إلى فكرة مكافحة الصور النمطية لدى كل من المجتمعات الشرقية و الغربية عن بعضها البعض .
و إذ كان لافتا قلة العنصر الإسرائيلي في المؤتمر ، فإن مصادر إعلامية تشير إلى أن ذلك مرده أمرين ، الأول هو رفض الجهات المنظمة للمؤتمر(هنا الاتحاد الأوربي ، و الذي ترأسه النمسا حاليا )  إضافة محور معاداة السامية على جدول أعماله ، و الثاني هو حالة الرفض الساخنة لدى مختلف المنظمات الحقوقية ذات الحضور الطاغي في المؤتمر اتجاه قرار المحكمة العليا الإسرائيلية،  بمنع لم شمل العائلات الفلسطينية  الذي صدر مؤخرا .
و كانت تجربة قامت بها مؤسسة "كوبيام " التابعة لتلفزيون " الراي "  الإيطالي الرسمي تستحق التوقف عندها ،  و التي تمكنت من إعداد ميثاق شرف وقعت عليه عشرون دولة أغلبها من دول المتوسط ، و لكن دون أي تواجد للبنان أو سورية أو إسرائيل أو تركيا ، و لأسباب غير واضحة  . و يقوم الميثاق على "الحرص على عدم بث أي معلومات و صور قد تضر بالكبرياء الإنساني " و " منع ، مع كل احترام لحرية التعبير، كل أشكال التمييز و التحريض على العنف ، أو عدم القبول إو  الكراهية الدينية و العرقية " و ضرورة " تجنب أي نشر للممعلومات قد يؤدي إلى تنامي سوء الفهم أو الإبهام أو الاستغلال " و " احترام تعدد الآراء " و " التشجيع على النقاش الجدلي و المواجهة بين الآراء في القضايا الجدلية " .
و بالطبع ، كان لا بد من التنويه، بأن اي ميثاق مهني لن يكون بالضرورة قسريا و بالتالي ، فإن اي ضمانات بالتطبيق غير ممكنة ، خصوصا حين تندلع الأزمات ،و تصبح وسائل الإعلام مطالبة بموقف ، قد تقع الوسيلة تحت ضغطه ، سواء انسجم مع ما وقعته من مواثيق أم لا ، و هو ما يأتي منسجما مع صعود التيارات اليمينية المعادية للأجانب بشكل عام في أوربا ، و تنامي الأصولية الدينية في الشرق أيضا.

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...