عشرات الضحايا بتفجيرات إرهابية من طرطوس إلى دمشق

06-09-2016

عشرات الضحايا بتفجيرات إرهابية من طرطوس إلى دمشق

بعد أيام قليلة على قرار الجيش السوري إزالة عددٍ من الحواجز المنتشرة على طريق حمص - طرطوس، تمكنت سيارة مفخخة رباعية الدفع من الوصول إلى مشارف المدينة والانفجار في مقدمة الحاجز الرئيسي الأخير إلى المدينة. وتزامن انفجار طرطوس، وهو الثاني خلال الصيف الحالي، مع انفجارات أخرى في حمص والحسكة ودمشق، وإن كانت أقل تأثيراً، تبناها تنظيم «داعش»، وذهب ضحيتها 48 شخصاً.مواطنون وقوات أمنية سورية يتفقدون موقع الهجوم الإرهابي عند جسر الأرزونة في طرطوس امس (أ ب أ)
وارتفعت حصيلة التفجيرين قرب مدينة طرطوس الى 35 شهيداً و43 جريحاً، بحسب ما نقلت وسائل إعلام عن مدير «مشفى الباسل» محمد حسين.
وكانت وكالة «سانا» الرسمية قد أفادت في وقت سابق عن استشهاد 17 شخصاً وإصابة 45 آخرين بجروح جراء التفجيرين، أحدهما بسيارة مفخخة والثاني انتحاري، في المنطقة القريبة من أحد مداخل مدينة طرطوس.
ووقع التفجيران في طرطوس عند جسر الارزونة، عند أحد مداخل المدينة، الأول كان عبارة عن تفجير بسيارة مفخخة ثم فجّر انتحاري نفسه أثناء تجمع الناس لإسعاف المصابين، بحسب «سانا».
لكن رواية أخرى تحدثت عن تفجير انتحاري لحق به تفجير سيارة، وساهم وجود صهريج وقود بزيادة فعالية الانفجار، وفقاً لما تناقلته مواقع تواصل اجتماعي عن شهود عيان.
وجاء تفجير طرطوس مفاجئاً إلى حد ما، لا سيما أن المدينة خضعت بعد التفجيرات الكبيرة التي ضربتها في شهر أيار، وذهب ضحيتها 140 شهيداً وضعفهم من الجرحى، لإجراءات أمنية مشددة. وتحدث مسؤولون حينها عن إغلاق الثغرات الأمنية في المدينة، التي شهد محيطها تشدداً كبيراً في رقابة الحواجز، ولكن لمدة محدودة، قبل أن تتخذ قرارات بإلغاء العديد من الحواجز العسكرية على الطرق العامة والدولية، «لتسهيل حركة المواطنين».
ورجح مراقبون أن تكون السيارة قادمة من أرياف حمص التي لا تزال تعاني من ثغرات أمنية كبيرة، كما تتعدد مناطق السيطرة فيها بين فصائل مسلحة قريبة من «الجيش الحر» و «جبهة النصرة» و «داعش».
وفي شمال شرقي سوريا، أسفر تفجير في الحسكة عن مقتل ثمانية أشخاص، بينهم ستة من عناصر قوات الامن الداخلي الكردي (الاسايش) ومدنيان، وفق الإعلام الرسمي. وذكر «المرصد السوري»، بدوره، أن التفجير في الحسكة استهدف حاجزاً لقوات الامن الداخلي الكردية (الاسايش)، اذ يسيطر المقاتلون الاكراد على الجزء الأكبر من المدينة.
وفي وقت باكر من صباح الاثنين، استهدف تفجير بسيارة مفخخة مدخل حي الزهراء في مدينة حمص وسط سوريا، ما أسفر وفق «سانا» عن سقوط أربعة شهداء وإصابة 10 آخرين بجروح.
وتعرضت أحياء عدة في مدينة حمص، وحي الزهراء تحديداً، لتفجيرات في وقت سابق، فقتل في 21 شباط الماضي 59 شخصاً في تفجيرين تبناهما «داعش».
وقرب دمشق، نقلت «سانا» عن مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق وقوع «تفجير إرهابي على طريق الصبورة - البجاع» غرب العاصمة، قريب من طريق دمشق - بيروت، وفي منطقة تعتبر آمنة جدا. وحصل التفجير بعد اشتباه قوات الامن بسيارة تحمل ثلاثة أشخاص وفقاً لمصادر رسمية.
وقال قائد شرطة محافظة ريف دمشق اللواء جمال بيطار في تصريح من مكان التفجير إنه «بعد الرصد والمتابعة تم إيقاف سيارة تقل ثلاثة إرهابيين انتحاريين في منطقة الصبورة حيث تم التعامل معها ومقتل سائقها. وفي الأثناء، نزل منها انتحاريان وفجرا نفسيهما بحزامين ناسفين، ما تسبب باستشهاد شخص وإصابة ثلاثة آخرين».
من جهته، قال «المرصد» إن التفجير استهدف حاجزاً للجيش السوري، ما أسفر عن استشهاد «ثلاثة عسكريين».
ورجحت مصادر أمنية أن لا تكون تفجيرات كل من حمص ودمشق وطرطوس هي «الوجهة الأخيرة للإرهابيين» كونها حصلت بعد احتكاك بعناصر الامن والجيش على الحواجز، أو نتيجة شبهات أمنية، الأمر الذي يعزز القلق من احتمال أن تكون هنالك «خطة لاستهداف الأمن بشكل متزامن في مناطق سوريا الآمنة في الفترة المقبلة» والتي ستحتفي بعيد الاضحى الاسبوع المقبل.
وتبنى تنظيم «داعش» سلسلة التفجيرات من طرطوس إلى دمشق، بحسب ما أعلنت وكالة «أعماق» المرتبطة بالتنظيم. ونقلت الوكالة أن «سلسلة عمليات استشهادية متزامنة، نفذها مقاتلون من الدولة الإسلامية اليوم الاثنين، ضربت مناطق سيطرة النظام السوري في كل من دمشق وطرطوس وحمص». كما تبنى التنظيم تفجير الحسكة.

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...