دور العامل السوري في إلغاء زيارة وزير الحرب الإسرائيلي إلى واشنطن

27-04-2008

دور العامل السوري في إلغاء زيارة وزير الحرب الإسرائيلي إلى واشنطن

الجمل: نقلت التسريبات الصادرة اليوم في العاصمة الإسرائيلية تل أبيب الأخبار حول قرار وزير الدفاع الإسرائيلي الجنرال إيهود باراك عن إلغاء زيارته للعاصمة الأمريكية واشنطن التي كان مقرراً لها أن تبدأ اليوم الأحد الموافق 27 نيسان 2008م.
* ماكينة الدبلوماسية الإسرائيلية: الهيكلية والدور الوظيفي:
في كل بلدان العالم وفي كل نظريات العلاقات الدولية والنظام الدولي يتم التأكيد على أن الدبلوماسية هي وسيلة السياسة الخارجية لتحقيق أهدافها وبالتالي فإن وزارة الخارجية ووزير الخارجية هما الجهة المعنية بشكل رئيسي لجهة القيام بالجهود الدبلوماسية وتنظيمها والإشراف عليها. ولكن، في إسرائيل يشير الأداء السلوكي للسياسة الخارجية الإسرائيلية إلى غير ذلك وحالياً تؤكد الوقائع والمعطيات على وجود العديد من أنواع وأجناس الدبلوماسية الإسرائيلية التي تكاثرت بشكل "سرطاني" على خلفية أزمات الكيان الصهيوني الداخلية والإقليمية والدولية فهناك:
• دبلوماسية الرئيس شيمون بيريز.
• دبلوماسية رئيس الوزراء أولمرت.
• دبلوماسية وزيرة الخارجية تسيبي ليفني.
• دبلوماسية وزير الدفاع إيهود باراك.
• دبلوماسية زعيم المعارضة بنيامين نتينياهو.
• دبلوماسية رئيس هيئة الأركان الجنرال غابي أشكينازي.
• دبلوماسية الجنرالات التي يقوم بها كبار ضباط الجيش الإسرائيلي ورؤساء أجهزة الأمن.
• دبلوماسية الأحزاب السياسية الإسرائيلية.
• دبلوماسية المؤسسة الدينية التي يقوم بها الحاخامات.
وبرغم التنوع والكثرة، فإن كل عناصر هذه الشبكة تتقاطع برغم تنافرها ضمن مصلحة مشتركة تمثل المجال الحيوي الذي يربط بين عناصرها وهو ابتزاز كل دول وشعوب العالم بأكبر قدر ممكن من أجل توفير الموارد والمدخلات اللازمة للإبقاء على الطبيعة العدوانية الإسرائيلية اللامحدودة.
* دبلوماسية خط واشنطن – وزير الدفاع الإسرائيلي: الحساسية والنوايا الجديدة:
أشارت المعلومات إلى أن زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي إلى واشنطن كانت ستستغرق يومين يتضمن فيها جدول أعمال الوزير ما يلي:
• لقاء مع ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي.
• لقاء مع روبرت غيتز وزير الدفاع الأمريكي.
• لقاء مع بعض كبار المسؤولين الأمريكيين المعنيين بشؤون الأمن والدفاع.
وتطرقت التسريبات الإسرائيلية إلى أن وزير الدفاع باراك يهدف لتغطية القضايا المتعلقة بالملفات الآتية:
• التفاهم حول تقييم إسرائيلي – أمريكي مشترك للمشاورات الجارية حالياً بواسطة مصر مع حركة حماس.
• التفاهم حول اجتماعات تصاعد التوتر المتوقع على الحدود الشمالية الإسرائيلية.
• التفاهم ومراجعة الترتيبات حول مشروع شبكة الدفاع الصاروخي الليزري.
* لماذا ألغى وزير الدفاع الإسرائيلي زيارة واشنطن: مناورة أم تطور جديد؟
أشارت التسريبات إلى أن الجنرال باراك قد ألغى زيارته المقررة يوم الأحد إلى واشنطن بهدف تجنب إعطاء انطباع بأن زيارته ولقاءاته وجدول أعماله في واشنطن يرتبط بقرار الإدارة الأمريكية بالكشف عن المعلومات المتعلقة بالمنشأة النووية السورية.
نلاحظ من جدول أعمال زيارة الوزير الإسرائيلي المتوقعة لواشنطن أنها لم تتطرق لا من بعيد ولا من قريب لملف إيران أو ملف حزب الله وهو أمر مستحيل، خاصة وأن الإدراك الأمني – العسكري الإسرائيلي يصنف إيران وحزب الله باعتبارهما من المهددات الرئيسية لأمن إسرائيل.
زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي يمكن فهم خارطتها على خلفية التطورات الأخيرة الجارية والتي يمكن التعرف على ملامحها البارزة من خلال:
• تعيين الجنرال ديفيد بتراوس –صديق إسرائيل- بمساندة جماعة المحافظين الجدد قائداً للقيادة الوسطى الأمريكية المسؤولة عن كامل المنطقة الممتدة من شمال إفريقيا والقرن الإفريقي وحتى باكستان وبلدان آسيا الوسطى.
• تصريح قائد القوات الجوية الإسرائيلية الجنرال أليعازر شكيدي الذي قال فيه أن إيران تمثل الخطر الرئيسي الداهم، وعلى الإسرائيليين الاعتماد على أنفسهم في القضاء على هذا الخطر.
• تصريح العقيد زيئف راز قائد إحدى القواعد الجوية الإسرائيلية الذي قال فيه بأنه أكمل الاستعدادات والاتدريبات وأصبح في حالة جاهزية كاملة لتنفيذ "مهمة إيران".
• تصريحات رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الذي أكد فيه على التحضيرات العسكرية الأمريكية لـ"عملية إيران".
• تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس الأخيرة التي قالت فيها بأن إيران لم تعد تجدي نفعاً معها لا الحوافز ولا العقوبات.
وعلى ما يبدو فإن حدث كشف السوريين لعرض أولمرت قد أدى إلى إرباك الحسابات الإسرائيلية لأنه في ظل وجود مثل هذا العرض وإدراك الرأي العام العالمي لمصداقية قيام تركيا بعملية الوساطة إضافة إلى عدم قدرة الإسرائيليين على إنكاره، فقد أصبح من غير الممكن لإسرائيل إشعال المواجهة في هذا الوقت، ويتبقى أمام الإسرائيليين فقط المضي قدماً في العرض الذي قدموه، إما بهدف تحقيق السلام أو بهدف الالتفاف عليه وإفشاله، وهي عملية برع فيها الإسرائيليون كثيراً وكما أن قيام السوريين بكشف وإعلان العرض الإسرائيلي كان له وقع الصاعقة على غرف تل أبيب – واشنطن المغلقة، بحيث أصبح مخطط إشعال حرب الصيف يحتاج إلى المزيد من عمليات ترتيب الأوراق. خاصةً وأن الدور المصري قد فشل تماماً في إقناع حركة حماس بالهدنة التي يمكن أن يؤدي حدوثها إلى الهدوء المطلوب بواسطة الإسرائيليين على النحو الذي يعزز قدرتهم على التفرغ لمعالجة ملفات "تأمين الحدود الإسرائيلية الشمالية" التي يشمل مجالها الحيوي كما يقول الإسرائيليون كامل المنطقة الممتدة من الجولان السوري وجنوب لبنان وحتى إيران!!
 

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...