دمشق تستهجن تدخل وولش في الشؤون العربية الداخلية

24-02-2008

دمشق تستهجن تدخل وولش في الشؤون العربية الداخلية

استهجنت مراجع إعلامية رسمية سورية التصريحات التي أطلقها أول أمس مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد وولش وتساءل فيها عن إمكانية نجاح القمة العربية المقرر عقدها في دمشق في أواخر شهر مارس/آذار المقبل، في وقت يلقي فيه فريق من اللبنانيين باللوم على سوريا بشأن الأزمة السياسية في لبنان، وبأنه يتعجّب كيف ستنجح مثل هذه القمة التي تستضيفها سوريا، بينما لم تُحل الأزمة السياسية في لبنان، وتتحمل دمشق المسؤولية الأهم عن هذا الوضع.

واعتبرت هذه المراجع أن تصريحات وولش تفتقد لحس المسؤولية، وتدخل فاضح في الشؤون الداخلية العربية، وتحريض سافر على العمل العربي المشترك.

وأوضحت أن الرد على تفوهات ولش جاءت على لسان بعض العواصم الأوروبية التي أكدت لبعض زوارها العرب على أن سوريا بذلت بصدق كل ما في وسعها، وجندت كل إمكانياتها المتاحة لديها لدعم جهود الوساطة الأوروبية، وأن واشنطن هي التي أفشلت الجهود الأوروبية.

وأضافت المراجع أن ما قاله وولش تمن أمريكي بربط ملف القمة العربية بالأزمة اللبنانية، ونحت باللائمة على بعض تصريحات المسؤولين العرب التي صبت ضمنياً بذات الاتجاه، وشجعت ولش على التطاول والتدخل في الشؤون الداخلية العربية.

واختتمت هذه المراجع تصريحها بالقول: “إن القمة العربية ستعقد في موعدها ومكانها المقررين، وستناقش القضايا المدرجة على جدول أعمالها، وسوريا تبذل جهوداً كبيرة كي تكون من أنجح القمم العربية حضوراً وتمثيلاً وقرارات، ومن هذا المنطلق دعمت وستواصل دعمها للجهود التي يقوم بها الأمين العام لجامعة الدول العربية للوساطة بين طرفي الأزمة اللبنانية”.

من جهة أخرى دعت صحيفة “تشرين” الحكومية السورية أمس القادة العرب إلى المشاركة في القمة العربية المقبلة في دمشق “بإرادة الحوار والوفاق” لمعالجة ما أسمته “الفشل” وإنقاذ ما يمكننا اليوم انقاذه” قبل فوات الأوان.

وكتبت الصحيفة في تعليق لها “تعالوا إلى دمشق بقلوب مفتوحة، وعقول مستنيرة، وبإرادة الحوار والوفاق، ولنعمل معاً كأمة واحدة تتعرض لمخاطر واحدة، تتهددها لأجيال وأجيال”

وأضافت “والفرصة لا تزال متاحة اليوم لكن في الغد لن يكون بالإمكان معالجة ما فشلنا في معالجته اليوم، ولانقاذ ما يمكننا اليوم انقاذه. انه جرس انذار إن كانت هناك آذان تسمع وعيون ترى”.

ونددت الصحيفة بالبعض الذي “يؤجج الأوضاع” من دون الاشارة إلى جهة بعينها، ودعت لأن تكون القمة المتوقعة يومي 29 و30 مارس/آذار المقبل في دمشق “ساحة للتلاقي ونبذ الخلافات”.

وكتبت في تعليقها “ليس من العدل والانصاف ان يصب بعضنا الزيت على نار الأزمات والخلافات، ويؤجج الأوضاع في وقت تفتح دمشق ذراعيها لاستقبال الأشقاء على أمل مشروع في أن تكون القمة المنتظرة ساحة للتلاقي والتآخي وحل الخلافات ونبذها والتنبه للمصدر الحقيقي للمخاطر”.

وشددت الصحيفة على أن “الوضع العربي لا يحتمل مزيداً من الخلافات والانقسامات والمهاترات التي لا تخدم إلا أصحاب الفوضى والحروب، وحماة المشروعين الصهيوني والأمريكي”. وأضافت “يكفينا هذا الكم الهائل من النكسات والمؤتمرات والاستكانة لسكين المستعمرين القدامى والجدد التي أعملت في الجسد العربي تقطيعاً وتقسيماً، وتمزيقه إلى قبائل وأحزاب وجماعات متناحرة فيما بينها”.

يوسف كركوتي

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...