خلافات وضرب بالأيدي ومشادات داخل وخارج القاعة والمعارضة تعارض ذاتها وتنسف جنيف

04-07-2012

خلافات وضرب بالأيدي ومشادات داخل وخارج القاعة والمعارضة تعارض ذاتها وتنسف جنيف

كشفت أعمال مؤتمر «توحيد المعارضة» في سورية بالقاهرة تحت مظلة الجامعة العربية، أن المشاركين ذهبوا في خلافاتهم والتنازع على قيادة المعارضة لدرجة التلاسن والتراشق بالكراسي والضرب بالأيدي والمشادات ليس فقط داخل قاعة المؤتمر وإنما حتى خارجها وتأخر بيانهم الختامي حتى وقت متأخر من مساء أمس في حين أن الاتفاق الوحيد الذي ظهر في الاجتماع كان في نسف ما توصلت إليه مجموعة الاتصال في جنيف، حيث صدرت تعليمات من الدوحة وأنقرة لأزلامهم في معارضة اسطنبول لنسف المؤتمر والتمسك بالفصل السابع.
وعوضا عن «لم شمل المعارضين» وتوحيد كلمتهم وموقفهم، أدى المؤتمر إلى مزيد من الانقسامات والشروخ، وتنافس وتدافع على الإدلاء بتصريحات أمام عدسات المحطات الفضائية للتعبير عن خلافات حتى شخصية.
وكشف مؤتمر القاهرة الذي بدأ الاثنين على أن ينتهي قبل مساء أمس لكنه قد تم تمديده، مزيداً من الخلافات بين أطياف المعارضة التي مثلها 250 شخصية.
وأظهر المشاركون توتراً واضحاً في المناقشات، وخاصة لدى البحث في «وثيقة العهد الوطني» وهي بمثابة «مشروع دستور للدولة السورية الديمقراطية»، والوثيقة الثانية التي تتضمن سبل التعامل مع الأزمة التي تشهدها سورية و«تحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية». وانسحبت الخلافات بين المشاركين على اقتراح يدعو إلى إنشاء «لجنة متابعة» مهمتها متابعة وتنفيذ القرارات التي ستصدر عن المؤتمر، الأمر الذي فسره ما يدعى بالمجلس الوطني محاولة لسحب الكرسي من تحته على حساب معارضة الداخل، ورفض الاقتراح.
وبحسب ما تسرب من المؤتمر فإن الخلافات كانت حتى على العبارات الأساسية في البيان الختامي وحول تضمين مصطلحات ترفض «عسكرة» الحراك مقابل آخرين يدعمون هذا التوجه.
وقد بلغت «الأجواء الساخنة» للمؤتمر إلى حد الحوار بمفردات شديدة «المادية» لم تلبث أن وصلت إلى حد التلاسن والضرب والتراشق بالكراسي، بينما تمددت الخلافات خارجة من أبواب قاعة المؤتمر إلى الردهات.
وفي ما يؤكد عمق الخلافات الحاصلة، شهد المؤتمر انسحاب «المجلس الوطني الكردي» من جلساته، بينما تضاربت الأنباء حول انسحاب ما يسمى «الهيئة العامة للثورة السورية» من المؤتمر، ففي حين صدر بيان قيل إن الهيئة أصدرته وأعلنت فيه انسحابها، نفت العضو بالهيئة سهير الأتاسي صدور مثل هذا البيان معتبرة أنه صدر عن أفراد.
وتعليقا على ما يحدث في القاهرة، أكد رئيس «جبهة التغيير والتحرير» المعارضة قدري‏ جميل في حديث لقناة «روسيا اليوم» أن ‎‫الجامعة ‎‫العربية فقدت مصداقيتها، وهي طرف في الأزمة السورية، مشيراً إلى أن مؤتمر ‎‫القاهرة لا يمثل المعارضة الحقيقية الوطنية والحركة الشعبية التي هي أهم عنصر اليوم في الحياة السياسية بسورية، معتبرا في الوقت ذاته أن صيغة نص ‎‫البيان الختامي لمؤتمر جنيف قابلة للتفسير من كل طرف على أساس مواقفه السابقة، مؤكداً أن «الحكومة الحالية بوزاراتها الجديدة هي مؤشر ورسالة سياسية قوية للجميع في الداخل والخارج بأننا نريد السير باتجاه جديد».
ويبدو أن الأمر الوحيد الواضح في المؤتمر كان مشاركة السفير الروسي لدى القاهرة فيه حيث أجرى لقاءات مع قيادات المعارضة لإقناعها بالخروج بموقف موحد من التسوية السلمية.
وفي حين قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمام الصحفيين في موسكو أمس إن «سفيرنا لدى القاهرة سيعمل على إقناع المعارضة السورية ببلورة موقف موحد من التسوية السلمية والاتفاق بشأن من سيمثلها في المفاوضات مع الحكومة السورية»، قال السفير الروسي بالقاهرة إنه يتعين على المعارضة السورية دعم اتفاق جنيف، مشيراً إلى أن الموقف الروسي من الأزمة السورية واقعي ومدروس.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...