حلول عراقية ورفض تركي يرافقه قصف جوي

27-10-2007

حلول عراقية ورفض تركي يرافقه قصف جوي

فشلت المحادثات التركية العراقية في أنقرة امس، في تحقيق أي تقدم على صعيد الأزمة الكردية، بعدما رفضت تركيا تبني مقترحات لمكافحة نشاطات عناصر حزب العمال الكردستاني تعهدت بغداد الالتزام بها. ووسط انتكاسة دبلوماسية بدت متوقعة، اعلنت القيادة العسكرية التركية تأجيل أي حسم في مسألة التوغل في شمال العراق، حتى اللقاء التركي الأميركي اوائل تشرين الثاني المقبل.
وعقب جولتين من المحادثات سبقها استقبال فاتر للوفد العراقي، أشادت وزارة الخارجية التركية في بيان بالمقاربة «السليمة النية والصادقة» للعراق. وتداركت «إلا أن الوفد العراقي جاء مع ذلك بأفكار يلزمها وقت طويل للتطبيق، في حين ان عامل الوقت مهم جداً». وأضافت ان تركيا تريد «إجراءات عاجلة وحاسمة».
وقال دبلوماسي تركي كبير ان مجموعة المقترحات التي عرضها الوفد العراقي على تركيا «غير مرضية»، موضحاً «تلك المقترحات لا تلبي توقعاتنا». وكان مسؤول تركي قال في وقت سابق «بالنسبة للعراقيين، هذه المقترحات ربما تكون ملموسة وقوية ولكن بالنسبة لنا فبعض هذه المقترحات ربما تكون ضعيفة».
بدوره، شدد نائب رئيس الوزراء التركي جميل تشيشيك، على ان تركيا تريد من العراق تسليم كل اعضاء حزب العمال الكردستاني، لافتا الى ان انقرة سلمت العراق قائمة بأسماء هؤلاء. كما ذكر ان القوات الجوية التركية قصفت أهدافاً في شمال العراق لكن لم يكن هناك توغل بري شامل. وأشارت وسائل الاعلام التركية الى ان انقرة سلمت بغداد اسماء 153 عنصراً كردياً، وردّ الوفد العراقي بالقول انه لا يمكنه تسليم سوى 18 عنصراً.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية محمد العسكري اقتراحات بغداد وهي «إعادة بناء وتنظيم وتسليح وتجهيز المخافر الحدودية العراقية مع الحدود التركية». واقترحت بغداد ايضا «تشكيل لجنة فنية ميدانية لمتابعة وتنسيق الاعمال العسكرية يكون مقرها في إقليم كردستان العراق... وتفعيل عمل اللجنة الثلاثية العراقية التركية الاميركية على المستوى العسكري والسياسي».
وقد شارك في المحادثات وزير الدفاع العراقي عبد القادر محمد جاسم العبيدي ووزير الامن الوطني شروان الوائلي، وعن الجانب التركي وزير الخارجية علي باباجان، الذي يزور طهران اليوم وغداً، ووزير الداخلية بشير اتالاي. وشــددت الصحف امس على الاستقــبال الفــاتر جدا الذي خص به الوفد العراقي، عازية إرجاء المحادثات لساعات الى استياء انقرة من تحركات بغداد.
من جهته، نفى رئيس إقليم كردستان العراقي مسعود البرزاني، أن تكون عناصر حزب العمال الكردستاني متمركزة هناك، قائلا إن أي توغل تركي سيهدف فقــط إلى عرقــلة عملـية التنمية في الإقلــيم. وأوضح «حزب العمال الكردســتاني حجة... الهدف إيقــاف أو إعاقة النمو والتطــور»، مشــيرا الى ان الأكراد سيقاومون أي توغل تركي.
ميدانيا، وفيما تواصل تركيا حشد قواتها على الحدود مع العراق وتقصف قرى عراقية ومراكز للأكراد في الجبال القريبة، اكد قائد الجيش التركي يشار بويوك آنيت، ان بلاده ستقرر في شأن التوغل في شمال العراق بعد عودة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان من زيارته الى واشنطن في الخامس من الشهر المقبل حيث يلتقي الرئيس الاميركي جورج بوش. وأوضح «القوات التركية ستقوم بعملية عسكرية عندما يتقرر ذلك... زيارة رئيس الوزراء الى الولايات المتحدة مهمة جدا وسننتظر عودته منها».
وأعلن اكبر قائد عسكري اميركي في شمال العراق، الجنرال بنجامين ميكسون، ان الاحتلال الاميركي لا ينوي ان يقوم «مطلقاً بأي شيء» ضد حزب العمال الكردستاني. وأضاف «المحافظات الثلاث في شمال العراق تحت سلطة الحكومة الكردية الاقليمية... لديهم قوات امنية معروفة باسم البشمركة، كما تعلمون. من مسؤوليتهم ضمان وحدة وسلامة محافظاتهم».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...