جورجيا تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع روسيا

30-08-2008

جورجيا تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع روسيا

أعلنت جورجيا، أمس، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع موسكو رداً على اعترافها باستقلال جمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، في وقت سعت روسيا إلى تهدئة المخاوف بشأن احتمال وقوع مواجهة عسكرية بين قواتها البحرية وسفن حلف شمال الأطلسي في البحر الأسود، لكنها أكدت، في الوقت ذاته، أنّه إذا حدث ذلك، فإن صواريخها قادرة على إبادة هذه السفن خلال دقائق.
وقال نائب وزير الخارجية الجورجية غريغول فاشادزه »لن تكون لدينا بعد الآن علاقات دبلوماسية مع روسيا، ووفقا لاتفاقية فيينا يتعين في هذه الحالة على الدبلوماسيين الروس مغادرة جورجيا«، مشيراً إلى أنّ قرار قطع العلاقات الدبلوماسية سيبلغ قريبا إلى موسكو، على أن يتم الإبقاء على »العلاقات القنصلية«.
ونقلت وكالة »نوفوستي« عن مصدر في الخارجية الروسية قوله إنّه سيكون على موسكو إغلاق سفارتها في تبليسي بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، موضحاً »أنّ السفارة ستغلق وستبقى القنصلية فقط«.
إلى ذلك، أكد القائد السابق لأسطول البحر الأسود الروسي الأميرال ادوارد بالتين أن القوات الروسية قادرة على تدمير سفن الأطلسي الموجودة هناك »خلال عشرين دقيقة«، موضحاً أنه »في حال الضرورة فإن دفعة صواريخ واحدة من حاملة الصواريخ موسكوفا، وزورقين أو ثلاثة قوارب صواريخ ستكون كافية لإبادة المجموعة بالكامل«.
لكن بالتين أشار إلى أنّ احتمالات المواجهة العسكرية بين الأسطولين الروسي والأطلسي ضئيلة، مشيراً إلى أن روسيا »لن تبدأ بالهجوم، ولا يبدو عليهم أنهم ذوو ميول انتحارية«.
من جهة ثانية، اتهمت وزارة الخارجية الروسية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى بـ»تبرير الأعمال العدوانية الجورجية«، وذلك بعد إدانتها اعتراف موسكو باستقلال أوسيتيا وأبخازيا، مشيرة إلى أنّ هذا الموقف »يكتسي طابعاً متحيزاً«.
وأكدت الخارجية الروسية أنّ موسكو نفذّت جميع البنود الستة التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار بين الرئيسين الروسي ديميتري ميدفيديف والفرنسي نيكولا ساركوزي، موضحة أنه تم سحب القوات الروسية من جورجيا، باستثناء قوة حفظ سلام في المناطق الأمنية المتاخمة لأوسيتيا الجنوبية حسبما نص الاتفاق.
ورأت الخارجية الروسية أنّ حلف شمال الأطلسي تجاهل باستمرار ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ولا يملك »الحق الأخلاقي ليقوم بدور المرشد في قضايا العلاقات الدولية وفي الحكم على أفعال الدول الأخرى«.
في غضون ذلك، أعلن رئيس برلمان أوسيتيا الجنوبية زناور غاسييف أنّ اتفاقاً سيوقع الثلاثاء المقبل مع موسكو حول إقامة قواعد عسكرية روسية في الجمهورية.
من جهته، قال وزير الخارجية الأبخازي سيرغي شامبا أن حكومته تعد اتفاقية حول إقامة علاقات دبلوماسية مع روسيا، وتنوي توقيعها خلال أسبوع، مشيراً إلى أنّ الجانبين سيعقدان لقاءً قريباً لبحث نص مشروع هذه الاتفاقية، وأنّ العمل يجري حالياً على إعداد اتفاق حول التعاون العسكري مع موسكو.
وفي تبليسي، أعلنت وزارة الداخلية الجورجية أنّ مروحيتين عسكريتين روسيتين من طراز »مي ـ ٢٤« و«مي ـ ٨« حلقتا في أجواء مدينة بوتي، التي زار الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي مرفأها، الذي تشرف عليه القوات الروسية.
إلى ذلك، دعا مندوب روسيا لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أنور عظيموف إلى فرض رقابة دولية على المناطق الجورجية المتاخمة لأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، وذلك لمنع تبليسي من القيام بمغامرة عسكرية جديدة.
وفيما يستعد قادة الاتحاد الأوروبي لمناقشة الوضع في القوقاز، بعد غد في بروكسل، أوضح مصدر في قصر الاليزيه أنّ القمة لن تتبنى عقوبات في حق روسيا، مؤكدا أنّ »ساعة العقوبات لم تحن«، في وقت أعرب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن رفضه لفرض العقوبات، محذراً من وقف الحوار مع موسكو.
وفي دوشنبي، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن السلطات الحاكمة في جورجيا سمحت لدول أخرى بأن تتدخل في سياستها، موضحا أن هناك معلومات متوافرة له تفيد بأن إسرائيل تدخلت في النزاع الأخير في جورجيا.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...