"جمعة" العرب الاشد وطأة تُدخِل المنطقة في متاهات جديدة...

30-07-2011

"جمعة" العرب الاشد وطأة تُدخِل المنطقة في متاهات جديدة...

حفل يوم الجمعة الذي عادة ما يشهد حراكا متزايدا في الدول العربية والإسلامية التي تمر بأزمات وثورات بثلاثة أحداث مفصلية من شأنها أن تبدل المشهد الإقليمي برمته، خصوصاً أن أحداً لا يمكن أن يصدق أن مثل هذه الأحداث المتزامنة تحصل نتيجة صدفة، بل هي عادة ما تندرج في إطار الأجندات الكبرى غير الخاضعة للمساومة أو للنقاش.
الأول جاء من ليبيا مع الإعلان عن مقتل القائد الميداني العسكري للمعارضة الليبية عبد الفتاح يونس مع اثنين من مرافقيه في ظروف غامضة في منطقة وادي القطارة، التي يعتبرها الثوار معقلاً هاماً خاضعا لسيطرتهم، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول قدرة جيش القذافي على تنفيذ مثل هذه العملية في هذا الموقع بالذات، وذلك في ظل معلومات وتكهنات تتحدث عن دور لقيادة الثورة في العملية، على خلفية الشروع بمحادثات سرية مع القذافي ونظامه بعد أن وصلت الأمور إلى الحائط المسدود، وبعد أن ثبت باليقين القاطع عدم قدرة أي فريق على حسم المعارك لمصلحته، كما بدا أن الغرب ليس على عجلة من أمره لوضع حد للعنف الدموي في البلاد، فضلا عن إشارات محدودة عن عقد صفقة تقسيم مناطق النفوذ بين جماعة القذافي والثوار.
الحدث الثاني، وان غاب عنه العنف إلا أن مدلولاته كثيرة وهو جاء من تركيا في أعقاب استقالة رئيس الأركان التركي وقادة القوات البرية والجوية والبحرية في ظل خلافات مزمنة  مع الحكومة أشارت مصادر إعلامية تركية إلى أنها انفجرت على خلفية التعاطي مع الأزمة السورية. فالجيش وقياداته التي هي حامية النظام العلماني لا تحبذ الاندفاعة التركية ضد النظام، بل إنها تريد فرملة الاندفاعة الحكومية، خصوصاً بعد أن تحرك الشارع الكردي مستفيدا من الانشغالات الحكومة التركية الساعية إلى دور على مستوى المنطقة يصل بحدوده إلى دول الخليج. وفي سياق هذا التطور التركي تعتبر مصادر دبلوماسية مواكبة أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد إرباكات على الصعيد السياسي من شأنها أن تبدل المشهد الإقليمي لاسيما في حال حدت أنقرة من اندفاعتها السلبية تجاه سوريا في أعقاب دخول إيراني على الخط بعد أن وصلت الأمور في سوريا إلى مرحلة حرجة تقلق طهران.
أما الثالث فسوري بامتياز حيث شهد يوم "الجمعة السوري" تطورات نوعية بدأت فجرا مع تفجير أنبوب نفط، ما يؤكد بان معارضي النظام انتقلوا إلى مرحلة العمليات النوعية التي تربك الأمن الاجتماعي والسياسي في البلاد، فضلاً عن اتساع رقعة المناطق التي تشهد احتجاجات على الرغم من إجماع وسائل الإعلام الأجنبية والعالمية على أن حشد هذا النهار لم يرق إلى مستوى حشد الأسبوع المنصرم، ما يشير إلى أن النظام نجح نوعاً ما في الحد من انفلات الشارع.
وخلاصة المشهد بحسب المصادر الدبلوماسية أن المنطقة برمتها دخلت مرحلة جديدة، وهي قد تكون أشد قسوة على بعض الدول خصوصاً أن واشنطن باتت بحاجة ماسة إلى صرف الأنظار عما يحدث في داخلها من تداعيات اقتصادية هي الأخطر منذ عقود.

                                                                                                                                      أنطوان الحايك

المصدر: النشرة اللبنانية

التعليقات

إنشاء الله تنتهي الأمور على خير وصار لازم نراقب تداعيات الأزمة الأقتصادية الأميركية على العالم وعلى منطقتنا خصوصاً لأنهم عودونا عند وقوعهم في أزمات من هذا النوع أن يشعلوا العالم كله فلا حدا يقلي معارضة و أصلاح و بتأيدهم أميركة و من لف لفها و خلصونا بقى و حاجة لف ودوران و كل واحد يفرش أوراقه كلها لأنو ملينا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...