تفاعلات الأحداث السورية في كواليس واشنطن السياسية خلال 48 ساعة الماضية.

09-08-2011

تفاعلات الأحداث السورية في كواليس واشنطن السياسية خلال 48 ساعة الماضية.

الجمل: سعت واشنطن وحلفاءها الغربيين والشرق أوسطيين لجهة اتخاذ المواقف والتوجهات التي تفضي إلى إجهاد دمشق، والآن تقول التقارير والتسريبات بأن دمشق قد بدأت وهي تمارس حضورها القوي والفاعل لجهة إجهاد دوائر عملية صنع واتخاذ القرار في واشنطن ولندن وباريس وأنقرا والرياض، فما هي حقيقة تأثير عامل الحدث السوري، وتحديداً تداعياته الجديدة التي بدأت خلال اليومين الماضيين؟السفير الأمريكي لدى دمشق روبرت فورد
* تفاعلات الحدث السوري في كواليس واشنطن:
أعد المحلل السياسي الأمريكي جيم لوبي تحليلاً نشرته صحيفة آسيا تايمز حمل عنوان (الولايات المتحدة تشدد الضغط على سوريا)، وأشار فيه إلى النقاط الآتية:
•    تزايد الأصوات المرتفعة في أوساط أعضاء الكونجرس الأمريكي المطالبة بضرورة أن تسعى واشنطن من أجل انتهاج ضغوط أكثر شدة على النحو الذي يؤدي إلى تعزيز فعاليات تغيير النظام في دمشق.
•    سعت دمشق إلى إصدار المزيد من القرارات التي تهدف إلى الإصلاحات واعتماد النظام التعددي الديمقراطي وحرية التعبير والإعلام وإجراء الانتخابات بشفافية ونزاهة.
•    قيام دمشق بالانخراط في مسيرة الإصلاحات المؤدية إلى تحقيق التحول الديمقراطي, وعدم قيام الإدارة الأمريكية بمطالبة دمشق علناً بالتنحي ووصفها بأنها فاقدة الشرعية، أدت إلى حدوث حالة من الإحباط الشديد في أوساط خصوم دمشق الأمريكين، وعلى وجه الخصوص جماعة المحافظين الجدد، وجماعات اللوبي الإسرائيلي، وبقية صقور الإدارة الأمريكية المرتبطين بالتيارات المسيحية الصهيونية.
•    تزايدت انتقادات أطراف مثلث جماعة المحافظين الجدد ـ جماعات اللوبي الإسرائيلي ـ جماعات المسيحية الصهيونية لإدارة أوباما، وذلك على اساس الذرائع القائلة بأن الإدارة الأمريكية قد سعت علناً إلى مطالبة حسني مبارك بالتنحي، وسعت علناً إلى مطالبة زين العابدين بن علي للتنحي، وسعت إلى مطالبة الزعيم معمر القذافي بالتنحي، فلماذا لم تسع واشنطن لجهة إنفاذ نفس السيناريو على دمشق؟
•    بدأ مارك كيرك عضو الكونجرس الأمريكي عن الحزب الجمهوري، ومعه عضوان آخران، في جمع الدعم والمساندة لعريضة جديدة تطالب الكونجرس الأميركي بإصدار تشريع يحظر على سوريا سبل التعامل ضمن النظام المالي الأمريكي، إضافة إلى حظر الشركات الأمريكية والاجنبية من القيام بأي عمل أو الدخول في أي عقودات ضمن قطاع الطاقة النفطية السوري، مع تهديدات بالتعرض للعقوبات الأمريكية إذا أخلت بهذا القرار.
•    يتحدث خصوم دمشق داخل الكونجرس الأمريكي والإدارة الأمريكية عن ضرورة أن تقوم واشنطن بتصعيد نظام عقوباتها المفروضة ضد سوريا، بما يصل إلى نفس مستوى شدة العقوبات الأمريكية المفروضة ضد إيران.
هذا وأشارت التسريبات إلى وجود معارضة داخل الكونجرس الأمريكي وداخل الإدارة الأمريكية إزاء توجهات تشديد نظام العقوبات الأمريكية المفروضة ضد سوريا، ويقول هؤلاء المعارضون بأن على واشنطن تجنب خيار المضي قدماً في الاندفاع من أجل تشديد العقوبات والتورط في استهداف دمشق وذلك أولاً لان تشديد العقوبات سوف يلحق المزيد من الأضرار بالمدنيين السوريين. وثانياً لأن الشرق الأوسط يمثل المنطقة الأكثر خطورة في العالم، وبالتالي اللايقين وعدم القدرة لجهة السيطرة على تطورات الاحداث والوقائع إذا دخلت مرحلة الانفلات، فإن على واشنطن أن تمارس قدراً من الإنضباط والسيطرة على ردود أفعالها إزاء الحدث السوري.
* السياسة الأمريكية إزاء الحدث السوري: الإصطفافات وإعادة الإصطفافات.
أشعلت تعقيدات الاسبواع الأول من رمضان النقاش في واشنطن حول طبيعة واتجاهات ومدى فعالية السياسة الأمريكية المطبقة إزاء سوريا، وفي هذا الخصوص أشارت التسريبات إلى النقاط الآتية:
•    يعتبر الثنائي وزيرة الخارجية هيلاري كلنتون ـ السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد الأكثر اهتماماً لجهة قيام الإدارة الأمريكية بانتهاج توجهات أكثر تشدداً إزاء دمشق.
•    سعى محور الوزيرة كلينتون ـ السفير فورد لجهة اعتماد المزيد من الإجراءات الإستباقية المرتبة سلفاً من أجل دفع الكونجرس والإدارة الأمركية باتجاه التشدد.
•    قام السفير فورد بالسيناريو الاستباقي الاكثر أهمية، والذي تضمن: القيام بزيارة مدينة حماه السورية كخطورة أولى، ثم القيام بالخطوة الثانية، وهي تقديم الإفادات أمام جلسة لجنة العلاقات الخارجية التابعة للكونجرس.
هذا وأضافت التقارير والتسريبات بأن السفير فورد قد سعى من خلال إفادته لجهة التأثير على عملية صنع واتخاذ قرار الكونجرس الأمريكي من خلال التركيز على ترسيخ المفاهيم الآتية في أوساط الكونجرس:
•    المفهوم الأول: إن العقوبات الأمريكية المفروضة على دمشق سوف يكون معها المزيد من التأثيرات السلبية على سوريا.
•    المفهوم الثاني: إن استمرار وجود السفير في دمشق هو أمر ضروري لجهة متابعة ورصد التطورات الجارية ميدانياً.

هذا وبرغم أن المفاهيم التي سعى السفير فورد لترسيخها في أذهان أعضاء الكونجرس، تبدو في ظاهرها منخفضة الشدة، فإن قراءتها مقرونة بفحوى التقارير التي أعدها السفير فورد عن تطورات الاحداث والوقائع وبالذات بالنسبة لمدينة حماه، هي قراءة تفيد لجهة مدى دور السفير فورد الرئيسي في إعادة تشكيل المواقف السياسية والدبلوماسبة الأمريكية الجارية إزاء سوريا. هذا وتقول التسريبات بأن مواقف السفير فورد إزاء دمشق لم تعجب أو ترضي أطراف مثلث: جماعة المحافظين الجدد ـ جماعات اللوبي الإسرائيلي ـ صقور اليمين المسيحي الصهيوني، والذي طالب معظمهم بضرورة سحب السفير فورد من دمشق. إضافة إلى تشديد نظام العقوبات ضد سوريا بما يصل إلى نفس المستوى نظام العقوبات الأميركية المطبقة ضد إيران. هذا وأضافت التسريبات بأن ثلاثة من ابرز مؤسسات اللوبي الإسرائيلي تنشط حالياً في الدفع باتجاه المزيد من التصعيدات الأمريكية المعادية لدمشق: معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، حيث يتم العمل بإشراف اليهودي الأمريكي أندرو تابلر خبير الشؤون السورية، ومؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، إضافة إلى معهد المسعى الأمريكي، وتقول التسريبات بأن اللافت للنظر تمثل في أن جهود منظمات اللوبي الإسرائيلي الثلاثة المشار إليها، ينخرط ضمن فعاليتها مجموعة من الخبراء الذين يعملون جنباً إلى جنب في حالة تعاون وانسجام كامل، وتضم  هذه المجموعة عناصر من اليهود الأمريكيين ذوي التوجهات الليكودية، جنباً إلى جنب مع مجموعة من الناشطين السوريين المعارضين والذين برغم حيويتهم الكبيرة لجهة القيام بتغزيز استهداف دمشق، فإن أحد منهم لم يتحدث كلمة واحدة عن مصير مرتفعات الجولان السورية المحتلة من قبل إسرائيل.    

    
 

الجمل ـ قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...