تعاون معلوماتي أمريكي سوري لتأهيل الشباب العراقي

02-03-2008

تعاون معلوماتي أمريكي سوري لتأهيل الشباب العراقي

بعدما قدمت مساعداتها للشبان من أبناء بلاد الرافدين في جنوب العراق والأردن ولبنان، حطت «منظمة ميرسي كوربس» الأميركية رحالها في سورية التي تضم اكبر عدد من اللاجئين العراقيين (نحو 1.5 مليون) في المنطقة.

وتتركز جهود المنظمة الأميركية على تأهيل الشباب في استخدام الكومبيوتر وعلوم المعلوماتية وتقنياتها لـ «تخفيف حدة الآثار التي قد يؤدي إليها وجودهم في الأحياء التي يعيشون فيها بلا عمل والتي قد تقود إلى احتكاكهم السلبي بالسكان»، على ما يرد في بعض كتيبات المنظمة.
وفي دمشق أخيراً، وُقّعت مذكرة تفاهم ثلاثية الأطراف بين تلك المنظمة الأميركية غير الحكومية و «الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية» و «اتحاد جمعيات المعلوماتية العربية» (إجمع).

ووفقاً لهذه المذكرة تتولى «الجمعية المعلوماتية» تنفيذ الأعمال الميدانية وذلك بالاستعانة بالجهات المحلية المتخصصة، بمن فيها مراكز التدريب على الحاسوب والمُدربون المحترفون في المعلوماتية وسواهم. في المقابل، تُقدّم منظمتا «ميرسي كوربس» و «إجمع» الخبرة والمشورة والدعم المالي وتدريب المدربين والمساعدة في إدارة المشروع والإشراف على حسن سير الأعمال فيه. وكذلك اتّفق على إدارة المشروع من خلال مكتب مشترك يضم ممثلين عن الأطراف الثلاثة.

خلال حفل إطلاق هذه المبادرة، أوضح رئيس «السورية للمعلوماتية» راكان رزوق أن الجمعية حصلت على موافقة الخارجية السورية على المشروع الذي جاء بناء على مبادرة عرضتها منظمة «ميرسي كوربس» الأميركية على «اجمع» بهدف التعاون مع الاتحاد وشركاء محليين في البلدان التي تعنى بقضية اللاجئين العراقيين.

وفي سياق متصل، أكد حسين صباغ من إدارة المنظمات الدولية في الخارجية السورية أن «الحكومة تسعى دوماً الى تقديم كل ما من شأنه مساعدة الأشقاء العراقيين الذين هجرتهم الأزمة التي يعانيها بلدهم نتيجة الاحتلال القائم هناك، وخصوصاً في ضوء التقارير الكثيرة التي كشفت عن ازدياد مطرد في حجم معاناتهم». وفي تصريحاته إلى وسائل أعلام مختلفة، أكّد صباغ «ترحيب الحكومة بالمبادرات التي تقدمها جهات متنوعة لمساعدة العراقيين في سورية».

وفي المقابل، عبر ديفيد هولدبريدج المدير الإقليمي لمنظمة «ميرسي كوربس» في الشرق الأوسط عن سعادة المنظمة لتواجدها في سورية لمساعدتها في تحديها لتأمين شؤون اللاجئين العراقيين في بلادها، بما يكفل تسهيل الظروف التي يعيشون فيها، لافتاً إلى «أن المساعدات تتركز على تقديم المعرفة ذات الطابع التكنولوجي».

وأوضح هولدبريدج أن «ميرسي كوربس» منظمة أميركية في الأصل (تحولت في ما بعد إلى منظمة دولية)، لافتاً إلى أنها تملك مقار في الصين وأوروبا. وتحرص المنظمة على التواجد في المناطق التي يعاني أهلوها مشاكل جماعية كالحال في تشاد ودارفور وإثيوبيا وباكستان وأفغانستان والعراق، بهدف العمل على «تخفيف الآلام الناتجة من الكوارث الطبيعية والحروب».

وأشار إلى أن «ميرسي كوربس» تطبّق مجموعة من البرامج في الشرق الأوسط منذ عقدين، وخصوصاً في العراق ولبنان وإيران والأردن والكويت ومصر. وأوضح أيضاً أن مديرة المنظمة شددت على ضرورة العمل في سورية ودعم اللاجئين العراقيين فيها.

وكذلك لفت إلى أن المساعدات التي تقدمها المنظمة في مناطق عملها، تأتيها من جهات عدّة، من ضمنها وزارة الخارجية الأميركية التي قدمت الدعم لـ «ميرسي كوربس» في العراق والأردن. وبيّن أيضاً «أن أموال المساعدات التي ستقدمها المنظمة في سورية مقدمة من قبل أفراد ومن شركات القطاع الخاص في أوروبا والولايات المتحدة». وتتركز المساعدات على تقديم المعرفة ذات الطابع التكنولوجي. وتتعاون الأطراف التي تدعمها على تأمين احتياجات الأطفال واليافعين اللاجئين في حقل المعلوماتية بما يكفل تمكينهم من استخدامها في أعمالهم، وكذلك في الحصول على فرص للعمل، عند عودتهم إلى العراق.

في سياق متصل، أكّد الأمين العام لمنظمة «إجمع» نزار زكا أن الاتحاد العربي لجمعيات المعلوماتية يتعاون في الوقت الراهن مع هذه المنظمة الأميركية في عدد من الدول العربية للمساعدة في تطوير المعلوماتية فيها وفي شكل خاص في الجانب التنموي والاجتماعي. وكذلك لفت إلى وجود «مشروع لمساعدة العراقيين في العراق لكي يظلوا في بلدهم ولا يفكروا بالرحيل عنه». وأوضح أن المشروع يتضمن تدريباً لمجموعات من الشباب في جنوب العراق يحصلون من خلاله على شهادة معتمدة من شركة «مايكروسوفت» في المعلوماتية.

وأضاف أن العراقيين اللاجئين في الأردن «يحصلون التدريب عينه الذي يشبه أيضاً ما يُقدّم للشباب اللبناني (من المناطق اللبنانية كافة) بعد الأذى الكبير الذي تعرضوا له جراء حرب تموز (يوليو) في العام 2006».

يشار إلى أن الولايات المتحدة تضم المقر الرئيسي لمنظمة «ميرسي كوربس» التي قدمت نحو 1.3 بليون دولار لمساعدة الشعوب في مئة دولة. كما عمل برنامج المنظمة الشامل الموحد على توظيف 3400 شخص وامتد ليصل إلى 14.4 مليون شخص في أكثر من 35 دولة.

سمر أزمشلي

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...