ترسيم خطةالسياسة الخارجيةالأمريكيةتجاه سوريا ولبنان وفلسطين وتركيا

26-11-2009

ترسيم خطةالسياسة الخارجيةالأمريكيةتجاه سوريا ولبنان وفلسطين وتركيا

الجمل: تواجه السياسة الخارجية الأمريكية إزاء شرق المتوسط إشكالية بالغة الصعوبة تتمثل في كيفية ترسيم خطة السياسة الخارجية إزاء بلدان شرق المتوسط الرئيسية المتمثلة بسوريا – تركيا – لبنان – الأراضي الفلسطينية، ومن الواضح بجلاء، أن هذه الإشكالية أدت إلى إرباك تحركات أوباما، وتضارب الإشارات القادمة من واشنطن.
* مجلس الأمن القومي الأمريكي: إشكالية "ترسيم" القوة الدبلوماسية الأمريكية؟
من المعروف، أن مجلس الأمن القومي الأمريكي يمثل الحلقة الأساسية التي تربط بين مثلث الحلقات التنفيذية الأمريكية الرئيسية والممثلة في:
- البيت الأبيض الأمريكي.
- وزارة الخارجية الأمريكية.
- وزارة الدفاع الأمريكية.
- وزارة الخزانة الأمريكية.
وتتجلى عملية الربط بين هذه الحلقات في مبدأ الأمن القومي الأمريكي الذي درج خبراء مجلس الأمن القومي على القيام بوضع وتحديد مكوناته وخطوطه الرئيسية، وحالياً، تجد أن مجلس الأمن القومي الأمريكي قد اضطلع بأعباء استبدال "مبدأ الاستباق" الذي اعتمده مجلس الأمن القومي الأمريكي السابق الخاص بإدارة بوش الجمهورية والذي عُرف بمبدأ بوش بـ "مبدأ المسار المزدوج" الذي تقول المعلومات بأنه يمثل مبدأ أوباما، والذي سوف تتقيد بالالتزام به الإدارة الأمريكية الديمقراطية الحالية.
يقوم مبدأ الاستباق الذي اعتمدته دبلوماسية إدارة بوش الجمهورية السابقة على استخدام الضغوط التدخلية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط بشكلٍ مكثّف استباقي، وذلك بما يتيح إعداد الدولة المستهدَفة لجهة تقبّل ما هو مطلوبٌ أمريكياً وبشكلٍ مسبق، أما مبدأ المسار المزدوج الذي بدأت إدارة أوباما الحالية اعتماده، فيقوم على الجمع بين التعامل والضغط، بحيث تتعرض الدولة المستهدَفة لخيار المفاضلة بين إما أن تقبل بالتفاهم وتقديم التنازلات أو تتعرض للمزيد من العقوبات والضغوط.
* وزارة الخارجية الأمريكية: إشكالية "إسقاط" القوة الدبلوماسية الأمريكية:
تواجه وزارة الخارجية الأمريكية في الوقت الحالي مشكلة كيفية تطبيق الإسقاط البديل للقوة الدبلوماسية الأمريكية، بما يتيح للدبلوماسية الأمريكية القيام في وقت واحد بتحرُّكات تجمع بين مسار التفاهم والتعامل مع دول الشرق الأوسط، وفي نفس الوقت الضغط على هذه الدول، وتوضيحاً لذلك نشير إلى الإشكاليات النوعية الآتية:
• إشكالية التعامل مع سوريا، بهدف التوصل إلى السلام، وفي نفس الوقت الضغط على سوريا وتجميع التحالفات الإقليمية والدولية ضدها.
• إشكالية التعامل مع لبنان، بهدف دعم حلفاء أمريكا اللبنانيين، وفي نفس الوقت الضغط على لبنان بهدف إضعاف خصوم أمريكا اللبنانيين.
• إشكالية التعامل مع السلطة الفلسطينية، بهدف تحقيق السلام وإنجاز ما تبقى من عملية سلام الشرق الأوسط، وفي نفس الوقت الضغط على الفلسطينيين والفصائل الفلسطينية.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن معطيات الخبرة التاريخية تشير إلى أن إدارة الرئيس كلينتون الديمقراطية سبق أن جرّبت مبدأ التعامل مع دول الشرق الأوسط ولكن دون ضغوط، أما إدارة بوش الجمهورية، فقد جرّبت مبدأ التعامل مع دول الشرق الأوسط من خلال الضغوط، وفي كلا الحالتين، فقد كان مصير مبدأ كلينتون ومبدأ بوش هو الفشل الذريع، ولكن بسبب الحضور القوي لتأثير العامل الإسرائيلي،  فإن إدارة أوباما باعتمادها لمبدأ المسار المزدوج الذي يجمع بين جانب التعامل وجانب الضغط، فإنها تكون قد «جربت المُجرَّب» والذي سبق أن ثبت فشله مرتين، والآن، وكما هو واضح، فإن مبدأ المسار المزدوج سوف يؤدي بإدارة أوباما إلى الحصول على "الفشلين" معاً في وقتٍ واحد.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...