بريطانيا تقرر المشاركة في غارات العراق ولافروف يشدد على «سيادة» بغداد

27-09-2014

بريطانيا تقرر المشاركة في غارات العراق ولافروف يشدد على «سيادة» بغداد

استكمل التصعيد الدولي لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش» عقده، أمس، في انضمام بريطانيا إلى حليفتها الولايات المتحدة في العمل العسكري الجوي، وانما على الأراضي العراقية فقط، من دون استبعاد حكومة ديفيد كاميرون خيار توجيه ضربات في سوريا نفسها مستقبلا، وذلك في وقت شددت روسيا على تأييدها الدائم لـ«سيادة العراق ووحدة أراضيه»، بينما أكد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي اشتهر بمواقفه الداعية إلى تقسيم العراق على ضرورة «العمل الإستراتيجي المشترك» مع بغداد.
وفي غضون ذلك، دعا المرجع الديني السيد علي السيستاني إلى عدم «التهاون مع الإرهاب والإرهابيين»، كما إلى عدم التهاون «مع المقصرين»، في إشارة إلى الانتقادات التي تطال عمل بعض القادة الأمنيين العراقيين مؤخراً.
وصوّت البرلمان البريطاني بغالبية 524 نائبا، أمس، لمصلحة مشاركة بريطانيا في الحملة العسكرية التي تشنها الولايات المتحدة على «داعش» في العراق، في مقابل 43 نائباً فقط اعترضوا على القرار، وجاء قرار المشاركة بشروط تقضي بحصر العمليات تحديداً في العراق من دون أن تشمل سوريا وباستبعاد أي تدخل بري.متظاهرون يطالبون بوقف الحملة العسكرية الأميركية في العراق، وسط العاصمة البريطانية لندن، أمس (أ ف ب)
ولكن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أكد أن التدخل في العراق «قد يستغرق سنوات»، وأضاف أن «مزايا هذه الحملة ستكون الصبر والمثابرة»، مشدداً على «عدم إرسال قوات بريطانية أو غربية لاحتلال العراق»، ولفت إلى ضرورة «اتخاذ خطوات أكبر في سوريا».
وأجاز البرلمان «اللجوء إلى ضربات جوية» ولكنه حرص ضمن النص الذي تم التصويت عليه على أن لندن «لن ترسل أي جندي بريطاني إلى مناطق المعارك».
وكان وزير الخارجية فيليب هاموند قد أكد قبيل جلسة التصويت أن «التدخل الذي يدرسه البرلمان محدد، والنقاش في البرلمان يتعلق بتوجيه ضربات جوية في العراق»، مشيراً إلى أن بلاده لم تقل إنها «لن تقوم في المستقبل بتوجيه ضربات جوية على الأراضي السورية، وهذا الاحتمال وارد مستقبلا لكن مثل هذا القرار يعني مناقشته مجددا في البرلمان»، أشار وزير الدفاع مايكل فالون إلى أن العمليات ستكون «طويلة الأمد»، وقد «تستغرق عامين أو ثلاثة أعوام»، وأكد مشاركة ست مقاتلات من طراز «تورنادو» منتشرة في قبرص في العملية.
إلى ذلك، واصل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، سلسلة لقاءاته التي يعقدها على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والتقى في هذا الإطار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي أكد استعداد موسكو «لمواصلة مساعدة القيادة العراقية في جهودها للتصدي لخطر الإرهاب، وخصوصا لصد داعش».
وذكرت وزارة الخارجية الروسية، أن لافروف شدد خلال لقائه العبادي، على تأييد روسيا الدائم «لاستقلال العراق وسيادته ووحدة أراضيه»، كما عبّر العبادي عن تقديره للموقف الروسي المتضامن مع العراق وشعبه، مشدداً على توجه بغداد «القوي نحو استمرار وتعزيز التعاون المتبادل مع روسيا في مختلف المجالات».
وبحسب بيان الخارجية، ناقش اللقاء الوضع الحالي في الشرق الأوسط، مع التركيز على مهمة «المكافحة الفعالة والموحدة للإرهاب وفق أساس قانوني دولي منسق».
كما التقى العبادي نائب الرئيس الاميركي جو بايدن، وبحسب بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، فقد تم التأكيد خلال اللقاء على أهمية دعم العراق في جهوده لمحاربة تنظيم «داعش»، وأوضح العبادي أن التنظيم «يريد بث الرعب والخوف لدى المواطنين بعد انهزامه أمام ضربات القوات الأمنية العراقية لتنفيذ أجنداته الخبيثة في المنطقة»، وأضاف أن «الحرب التي يخوضها العراق تتطلب دعماً دولياً حقيقياً»، مشيراً إلى «أهمية احترام سيادة العراق ووحدة أراضيه». وتعهد العبادي، بمعالجة النزاعات السياسية وإدراج جميع مكونات الشعب العراقي في الحرب ضد «داعش».
ومن جهته، قال بايدن إن «الولايات المتحدة تدعم بقوة الأمن في العراق واحترام سيادته»، مؤكداً ان «ذلك يأتي ضمن العمل الاستراتيجي المشترك».
وفي خضم الحراك السياسي والأمني الدولي الذي يلف العراق، دعا المرجع الديني السيد علي السيستاني إلى عدم التهاون مع خطر «الإرهاب والإرهابيين»، داعيا القوات الأمنية والحشد الشعبي إلى رص الصفوف وعدم ترك مواقعهم «مهما كانت الظروف».
وقال ممثل السيستاني الشيخ أحمد الصافي، في خطبة الجمعة، إنه «لا يجوز التهاون مع الإرهاب والإرهابيين وخطرهم ولا بد من رص الصفوف لغرض صد ودفع خطر الإرهاب»، داعياً إلى «توفير كل الإمكانات المتاحة وتذليل العقبات من أجل تحقيق هذا الهدف».
ودعا الصافي إلى «رباطة الجأش وثبات القدم من قبل القوات الأمنية والحشد الشعبي»، مشددا على ضرورة أن «لا يترك المقاتلون مواقعهم القتالية مهما كانت الظروف»، مطالباً «الضباط وجميع الرتب بأن يكونوا ميدانيين مع إخوانهم ويحملون معاناتهم وهمومهم»، لافتا إلى أن «القائد يجب أن يكون ميدانياً لأنه سيكون أقدر على اتخاذ القرارات المناسبة»، مؤكدا ضرورة أن «لا يتم التهاون مع المقصرين مهما كان موقعهم».
ميدانياً، ذكر مصدر أمني في محافظة صلاح الدين، أن الطيران الحربي الأميركي قصف أربع آليات تابعة لتنظيم «داعش» في قرية الحمرة شمال تكريت.
كما أعلن قائد عمليات الأنبار الفريق الركن رشيد فليح، عن مقتل وإصابة 9 عناصر من «داعش» في مواجهات وقصف جوي استهدفهم في مناطق متفرقة من الفلوجة، خصوصاً «في منطقة السجر، ومنطقة أسفل جسر الموظفين»، وأضاف أن «الطيران الحربي العراقي تمكن من قصف أحد المواقع التي يتمركز فيها عناصر تنظيم داعش في ناحية الصقلاوية، ما أدى إلى مقتل القيادي أبو إسحاق العسكري وإصابة مساعده أبو محمد العدناني وتدمير الموقع الذي كانوا يتمركزون فيه».
بدوره أعلن مدير شرطة قضاء الضلوعية، قنديل الجبوري، عن مقتل ثمانية من أعضاء الهيئة الشرعية لـ«داعش»، وتدمير أربع آليات تابعة لهم، في قصف جوي شمالي القضاء، في منطقة الهور. ويحاصر «داعش» قضاء الضلوعية الذي ينتمي أغلب سكانه إلى عشيرة الجبور.
إلى ذلك، بدأ مسيحيون عراقيون بتشكيل مجموعات مسلحة من أجل مواجهة تهديدات «داعش»، معتبرين أن «القوات الكردية» كما «الفدرالية» لم تؤمن لهم الحماية من هذا التنظيم.
ويرتدي هؤلاء زياً كاكياً موحداً ويضعون على زنودهم أو صدورهم العلم الآشوري محاطاً ببندقيتين، وهم ينتمون إلى الآشوريين المسيحيين الذين يسكنون منذ آلاف السنين في سهول نينوى.
وتم تشكيل الكتيبة في آب الماضي، وأطلقت عليها تسمية باللهجة الآرامية المحلية تعني «شهيد المستقبل»، وعدد أفرادها حوالي مئة رجل، وفقاً لمسؤول الكتيبة المقدم اوديشو. ووفقا لـ«الحركة الديموقراطية الآشورية»، أكبر التيارات السياسية الممثلة للآشوريين في المنطقة، فقد تطوّع ألفا رجل لمحاربة «داعش»، وبهدف تعزيز صفوفهم، توجه وفد من الآشوريين العراقيين إلى لبنان للقاء «القوات اللبنانية»، بحسب ما أكد مصدر من الكتيبة، ناقلا عن قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع قوله إنه «مستعد لدعم أي قرار يتخذه المسيحيون العراقيون للحفاظ على وجودهم».

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...