ايران تعرض تدريب الجيش العراقي و تؤكد أن حكومة المالكي خط أحمر

28-05-2007

ايران تعرض تدريب الجيش العراقي و تؤكد أن حكومة المالكي خط أحمر

اتفق دبلوماسيون أمريكيون وإيرانيون، في ختام الاجتماع الذي عقد بين الجانبين في العاصمة العراقية، على عقد اجتماع آخر في بغداد بغضون شهر، لاستكمال مناقشة تطورات الوضع الأمني بالعراق، على خلفية ما تم الاتفاق عليه في اجتماع الاثنين.
وسادت أجواء إيجابية، بحسب الجانبين، على الاجتماع، الذي يعد أول لقاء علني مباشر بين واشنطن وطهران منذ نحو 27 عاماً، رغم التقارير التي أعلنتها إيران الأحد، قبل قليل من بدء الاجتماع، بشأن بكشف وتفكيك شبكات تجسس أمريكية، بالإضافة إلى استعراض أمريكي للقوة في مياه الخليج.
عقد الاجتماع بين السفيرين الأمريكي ريان روكر والإيراني حسن كاظمي قمي، بمقر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الذي قال في كلمة استهل بها اللقاء، إن إحراز أي تقدم في هذا الاجتماع سيعزز جسور الثقة بين الدولتين، ويخلق أجواءً إيجابية في المنطقة.
وفي أعقاب الاجتماع، الذي شهد مناقشات تمحورت حول الوضع بالعراق امتدت لنحو أربع ساعات، أكد السفير الإيراني أنه نقل لنظيره الامريكي استعداد بلاده للتدريب وتسليح قوات الجيش والشرطة العراقية، بما يدعم قدرات هذه القوات لتولي مهام الأمن بالعراق.ونقلت جريدة «الأخبار» عن مصادر مطلعة قول الايرانيين : أنّ حكومة نوري المالكي «خطّ أحمر» وأنّ طهران لن تقبل بأيّ تغيير فيها، موضحةً أنّ هذه القضية كانت في صلب أهداف الوفد الإيراني وأنّ المساومة عليها تحت أي من الظروف ممنوعة، بحسب تعليمات وزارة خارجيته.
إلا أن السفير الأمريكي شدد على ضرورة أن تتوقف إيران عن "تقديم الدعم للميليشيات المسلحة بالعراق".وقبيل الاجتماع، شددت مصادر دبلوماسية أمريكية أن المفاوضات ستقتصر على العراق ولن تتناول قضايا عالقة بين الجانبين، من بينها برنامج إيران النووي واعتقال طهران لعدد من الأمريكيين، بجانب اعتقال الجيش الأمريكي لعدد من الإيرانيين في العراق. واضافت المصادر أنّ قبول الإيرانيّين بمحاورة «الشيطان الأكبر» قد يؤسّس لمرحلة جديدة تفتح الباب أمام حوار أكثر جدية في المستقبل يشمل قضايا عديدة في المنطقة، ولا سيّما في لبنان وفلسطين
وكشف الناطق باسم الخارجية الأمريكية، شون ماكورماك، الأسبوع الماضي أجندة اللقاء قائلاً "القضية التي سيتناولها لقاء السفير الأمريكي في العراق رايان كروكر والمندوب الإيراني ستركز على العراق واستقراره."
وأوضح وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن وفداً عراقياً سيشارك في المحادثات، التي قال إن الغاية منها "المساعدة في تخفيف حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران."وأستطرد قائلاً "لا نتوقع معجزات ولكن من مصلحتنا أن يبدأ حوار كهذا."وتأتي تصريحات زيباري مغايرة لانتقادات نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي للمحادثات الإيرانية-الأمريكية بدعوى أن الحوار الثنائي "يضر بسيادة العراق."
وصرح الهاشمي، أمام حشد من الصحفيين في ختام المنتدى الاقتصادي العالمي في الأردن الأسبوع الماضي "ليس من الجيد تشجيع أياً كان للتحدث بالنيابة عن الشعب العراقي فيما يتعلق بشؤونهم الداخلية والقومية."
وأوضح إنه يرى أن مشكلة استقرار العراق يجب أن "تحل من قبل العراقيين أنفسهم"، مشيراً أن اللقاء الأمريكي-الإيراني بشأن الأوضاع الأمنية في بلاده "يضر بسيادة العراق."
ويوصف لقاء اليوم بين السفير الأميركي ونظيره الإيراني حسن كاظمي القمي بأنه تحول من جانب واشنطن التي قطعت العلاقات مع إيران عام 1980.
وأتى بعد عقد مؤتمر بشأن العراق في مصر في وقت سابق من الشهر الجاري لم يتحقق خلاله عقد لقاء كان مأمولا بين وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ونظيرها الإيراني منوشهر متكي.
وحضر اللقاء -الذي عقد في منزل رئيس الوزراء العراقي- نوري المالكي نفسه ونائبه برهم صالح مع بدء المحادثات التي واصلها السفيران في جلسة مغلقة لم يعقبها أي بيان رسمي.
وأكد مكتب رئيس الوزراء العراقي في وقت سابق أنه "يشجع الجانبين على فتح حوار وحل مشاكلهما في العراق".ودعا نور المالكي في بيان إلى "إجراء الحوار في إطار خطة لتخليص البلاد من كل التدخل الخارجي بغض النظر عما حدث حتى الآن".
كما قال علي الدباغ المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي إن "علاقات سيئة بين البلدين لا تخدم العراق الذي دفع ثمن التوتر بينهما". وأضاف "لا نريد أن يكون العراق ساحة للقتال بينهما".
 ولم يتوقع المسؤولون الأميركيون إحراز أي انفراج كبير من هذه المحادثات التي جاءت في الوقت الذي تجري فيه سفن حربية أميركية مناورات حربية في الخليج، حيث أكملت تسع قطع حربية أمريكية تتبع الأسطول البحرية الخامس، عبورها عبر مضيق هرمز الأربعاء باتجاه الخليج العربي، ولأول مره في وضح النهار، بعملية استغرقت نحو أربع ساعات، وفي خطوة هي الأولى من نوعها منذ عام 2003.وستبدأ البوارج الحربية تدريبات عسكرية في الخليج العربي تستمر لمدة أسبوعين، والتي ترتبط بالقدرات الدفاعية والمرتبطة بالقوات الأمريكية في العراق وأفغانستان. ومع إعلان طهران أنها كشفت "شبكات تجسس في أراضيها تديرها الولايات المتحدة وحلفاؤها".ولم يعقّب البيت الأبيض مباشرة على الإعلان الإيراني.
على صعيد آخر أستبعد الناطق باسم الجيش الأمريكي، الجنرال ويليام كالدويل، أن تتضمن المحادثات الأمريكية-الإيرانية بنود تبادل سجناء بين الجانبين، ونوه قائلاً "على حد علمي ليس هناك شيئاً من هذا القبيل."
وقال كالدويل إن الجيش الأمريكي يعتقل سبعة "من عناصر الاستخبارات الإيرانية" في العراق، وتشير إيران إلى أن خمسة من رعاياها الذين اعتقلوا في يناير/كانون الثاني كدبلوماسيين وتطالب بإطلاق سراحهم.
وأضاف أن الإيرانيين السجناء "اعتقلوا كأي شخص أخرى ينتهك القانون" في العراق."ويتزامن اللقاء الأمريكي-الإيراني مع دخول الأزمة القائمة بشأن برنامج إيران النووي مرحلة مواجهة جديدة إثر إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأربعاء إن إيران لم تتجاهل مطالب مجلس الأمن الدولي بوقف برنامجها النووي فحسب، بل وسعت أنشطتها.
ويدفع  التقرير إلى مواجهة جديدة تقودها واشنطن ولندن للدفع بفرض المزيد من العقوبات الدولية على حكومة طهران. وكان مجلس الأمن الدولي قد فرض في السابق، و عبر قرارين دوليين، عقوبات محدودة على الجمهورية الإسلامية.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...