اليمن: إحياء مسار جنيف على وقع الغارات وتواصل إيراني ـ سعودي عبر قنوات ديبلوماسية

02-06-2015

اليمن: إحياء مسار جنيف على وقع الغارات وتواصل إيراني ـ سعودي عبر قنوات ديبلوماسية

في وقتٍ بات في حكم المؤكَّد أنَّ الولايات المتحدة، الداعمة «السياسية واللوجستية» للحرب، تسعى إلى تعزيز فرص التسوية اليمنية، برعاية سلطنة عمان، لوقف الحرب التي تخوضها حليفتها السعودية على اليمن وإحياء محادثات جنيف المؤجَّلة، أعلنت طهران، يوم أمس، أنها مستمرة في جهودها لحل الأزمة من خلال محادثات مع كافة الدول المعنية بالشأن اليمني، ومن ضمنها الرياض، عبر قنوات ديبلوماسية.
وتفيد مصادر سياسية مطلعة بأنَّ تقدماً كبيراً قد أُحرز في جهود عقد حوار بين الأطراف اليمنيين، بينما تتوقّع الأمم المتحدة الإعلان عن موعد جديد لعقد مشاورات جنيف المؤجلة بشأن الأزمة اليمنية خلال الأيام القليلة المقبلة.النار والدخان يتصاعدان من جبل نقم جراء غارات جوية، أمس (أ ب أ)
الإعلان جاء على لسان نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق من مقر المنظمة الدولية في نيويورك، مؤكداً أنَّ المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد المتواجد في السعودية، «يسعي جاهداً من أجل جمع جميع الأطراف الى طاولة المفاوضات».
وقال إنّ تأجيل محادثات جنيف، التي كانت مقرَّرة في 28 أيار الماضي، جاء بناءً على التماس تقدمت به الحكومة اليمنية المستقيلة ودول رئيسية (لم يحددها)، مشيراً، في الوقت ذاته، إلى أنّ «جمع أطراف الأزمة على طاولة المفاوضات لم يكن بالأمر السهل».
وتواصل إيران محادثاتها مع كافة الدول المعنية بالملف اليمني، ومن بينها السعودية، من خلال القنوات الديبلوماسية، وفقاً لمساعد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان الذي أكد أنَّ بلاده على تواصل مع المبعوث الأممي بهدف تكريس الحلّ السياسي من خلال حوار كافة الفرقاء اليمنيين، برعاية الأمم المتحدة، مطالباً السعودية بـ «الحياد» في هذا الإطار.
وفي معرض رده على وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي اتهم إيران بالتدخل في شؤون المنطقة، قال عبد اللهيان إنَّ طهران تلعب دوراً بناءً في المنطقة، خلافاً لبعض الجهات التي تدعم الإرهاب وتستخدمه كأداة لتجازف بأمن المنطقة واستقرارها من أجل مكاسب سياسية آنية.
وأوضح، في الوقت ذاته، أنَّ بلاده ترحِّب بعلاقات طيبة مع السعودية، «ونتوقع من الرياض أن تقوم بدورٍ بنَّاء، وأن تنتهج سياسة صحيحة ومدروسة لمنع اتساع رقعة الحرب، وتعزيز قوة الإرهابيين، والتقليل من حدة انعدام الامن والاستقرار في المنطقة».
وتسعى سلطنة عمان عبر التوسط في المحادثات المتواصلة بين ممثلين عن «أنصار الله» ومسؤولين أميركيين في مسقط، إلى إنهاء الحرب التي أدَّت إلى مقتل ما يزيد على ألفي شخص.
وقال ديبلوماسي في مسقط لـ «فرانس برس» إنَّ «الأميركيين يحاولون تقريب وجهات النظر بين الحوثيين من جهة، والسعوديين والرئيس (عبد ربه منصور) هادي من جهة أخرى على أمل أن يخفِّف الطرف الثاني من سقف شروطه».
مصادر سياسية في عُمان أكَّدت بدورها، أنَّ ديبلوماسييها يتوسَّطون في محادثات بين الحوثيين ومسؤولين أميركيين في فندق فخم في العاصمة مسقط تهدف إلى التوصل إلى حلٍّ سلميّ للأزمة، فيما أشار سياسيون في صنعاء إلى أنَّ المحادثات التمهيدية أسهمت في تقريب وجهات النظر بين «أنصار الله» والحكومة اليمنية في الخارج، لتمهيد الطريق أمام محادثات جنيف.
ونقلت «رويترز» عن مصدر سياسي قوله إنَّ «هناك تقدّما في المحادثات باتجاه عقد اتفاقية لإبرام هدنة طويلة الأمد وإحياء الحوار السياسي».
في هذا الإطار، قال المتحدث باسم الحكومة المستقيلة راجح بادي إنّ مبعوث الأمم المتحدة أحرز تقدماً بشأن «الموعد وجدول الأعمال وإطار محادثات جنيف والأطراف التي ستحضر الاجتماع».
وكان ولد الشيخ أحمد قد عقد في العاصمة السعودية محادثات مع هادي الذي بدا حريصاً «على إنجاح مهمة المبعوث الأممي إلى اليمن الرامية لإيجاد حل شامل للأزمة التي تسبب بها الإنقلابيون، وضرورة التزام ميليشيات الحوثي وصالح بالكف عن استخدامهم العنف ضد المدنيين والبدء في سحب ميليشياتهم من مختلف المدن والمحافظات والتخلي عن جميع الأسلحة وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2216».
وشدد هادي، خلال اللقاء، على «أهمية أن تمارس الأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي مزيداً من الضغوط على الميليشيات الحوثية وصالح من أجل تطبيق القرار 2216».
وفيما يستمر تقدّم الجيش اليمني بمساندة «اللجان الشعبية» التابعة لـ «أنصار الله» في محافظة شبوة جنوب شرق اليمن، قال مصدر عسكري إنّ الجيش و «اللجان» قصفوا، يوم أمس، بخمسة صواريخ قاعدة الدفاع الجوي قرب مطار نجران‬ الإقليمي جنوب السعودية.
في هذه الأثناء، قصف «التحالف» الذي تقوده السعودية جبل نقم المطل على صنعاء من جهة الشرق، ما أسفر عن انفجارات قرب الأحياء السكنية عند أسفل الجبل وعن تطاير الشظايا والمقذوفات في المنطقة، ما أدّى إلى مقتل ثمانية مدنيين وأكثر من 20 مصاباً.
وأكد سكان المنطقة أنَّ شظايا الذخائر المنفجرة سقطت بعيداً عن مكان الغارات وإلى مسافات تصل إلى خمسة كيلومترات، ما أسفر عن حركة نزوح للسكان إلى أحياء آمنة.
كما استهدفت مقاتلات «التحالف» مواقع عسكرية ومخازن أسلحة في جبل النهدين المطل على صنعاء من جهة الشرق، وفي فج عطان، وهو موقع جبلي جنوب صنعاء سبق أن تعرض لعدد كبير من الغارات. وقصف الطيران مواقع في محافظة عمران شمال صنعاء، وفي محافظة الحديدة غرب اليمن.
وأكد شهود عيان أنَّ مقاتلات «التحالف» أغارت على منطقة سناح وقعطبة شمال محافظة الضالع.
وفي سياق آخر، أفادت «فامين إيرلي وورننغ سيستمز»، وهي مجموعة رصد تركز على المجاعة، بأنَّ ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتراجع الدخل، قد يسببان تدهور حال المناطق النائية ووصولها إلى حالة الطوارئ.
وقالت المنظمة، في بيان، إنَّه «بسبب التأثير المستمر للصدمات المتتالية، فإنَّ مستويات الأمن الغذائي ستتراجع على الأرجح خلال الأشهر المقبلة»، في حين نبَّهت «هيئة الانقاذ»، وهي مؤسسة إغاثية يمنية محلية في مدينة الضالع قرب عدن، إلى معاناة السكان هناك.
ودعا مسؤول في المجموعة إلى إرسال مساعدات عاجلة إلى المنطقة لتخفيف الوضع الإنساني «الكارثي» الذي يعاني منه ربع مليون شخص في المحافظة.
وأشار المسؤول إلى وجود نقص في الطعام والوقود والكهرباء، فضلاً عن انتشار الأمراض بسبب سوء الصرف الصحي وتوقف جمع المهملات.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...