الصين تسعي لإنتشال البشير... والنفط

02-08-2008

الصين تسعي لإنتشال البشير... والنفط

 أبدت الصين حرصها علي وقف إتهامات جرائم الحرب التي وجهتها المحكمة الجنائية الدولية للرئيس السوداني عمر البشير، معللة أنها تتسبب في تعقيد مفاوضات السلام في إقليم دارفور. لكن الخبراء يبررون هذا الحرص بأن الصين تمتص ما يزيد علي ثلاثة أرباع صادرات السودان من النفط، فيما تتزعم قائمة مصدري السلاح لحكومة الخرطوم.

وعُلم أن نائب الرئيس الصيني شي جيبنغ، المعين لخلافة رئيس الحزب هو جينتاو، قد أبلغ المبعوث الخاص للرئيس السوداني، أن بلاده تشعر بالقلق البالغ تجاه محاولات المحكمة الدولية محاكمة البشير وأن "تدخلا خارجيا في السودان قد يضر بمسار السلام".

وأعربت صحيفة الشعب اليومية، وهي الجريدة الرسمية للحزب الشيوعي، عن موقف مماثل جراء مطالبة المدعي العام لويس مورينو أوكامبو في 14 يوليو، بإصدار مذكرة لإعتقال الرئيس السوداني، بعد أن إتهمه بتدبير حملة إفناء راح ضحيتها 35,000 قتيلا علي الفور و 100,0000 آخرين "بالموت البطيء" في دارفور.

وأعترضت الصين علي هذا الإجراء لأنه "يسكب الزيت علي النار في توقيت دقيق وحرج"، وفقا للصحيفة الرسمية. كذلك لأنه قد "يهدد المفاوضات السياسية بين الحكومة السودانية والقوات المسلحة المعادية لها".

ثم دعت إلي إتباع الحيطة والحذر من كافة الأطراف، والتشاور إنطلاقا من مبدأ المساواة، والسعي إلي التعاون، بدلا عن التعجل في الضغط من أجل فرض عقوبات، ومحاكمات، وأحكام، وطلبات إعتقال.

وتجدر الإشارة إلي أن الصين إستثمرت في جهود دبلوماسية لبناء صورتها كلاعب عالمي موثوق به، وبالتالي لا ترغب في أن يُنظر إليها كطرف يعمل علي تجميد حلا لأزمة إنسانية هامة يجري التحري فيها. كما أنها بإعتبارها الدولة المستضيفة لدورة الألعاب الأولمبية هذا الشهر، معرضة لخطر إندلاع إحتجاجات بسبب روابطها مع السودان.

وفي نفس الوقت، وفي مواجهة أسعار النفط ومعدلات التضخم العالية، تحرص الصين علي حماية مصالحها النفطية في السودان. فتحصل الصين علي 7 في المائة من وارداتها من النفط من هذا البلد الأفريقي وحده. كما قدر بنك السودان المركزي أن البلاد تبيع ما يزيد عن 80 في المائة من نفطها للصين.

كذلك فقد طورت الصين عددا من آبار النفط، وشيدت خط أنابيب يقزب طوله من 1,500 كيلومترا، وبنت مصفاة وميناء. ويتجاوز حجم إستثماراتها في السودان 3 مليار دولار.

ويعتقد أن السودان تلعب أوارقها علي حوزة البلاد أكبر موارد نفط غير مستغلة في القارة الأفريقية، بما يفوق خليج غينيا. ويقدر أن آبارها تنتج 500,000 مليون برميل في اليوم الواحد، ما يقدر خبراء النفط أنه يمثل مجرد 15 في المائة من إحتياطيها من النفط.

لكن نزاع دارفور، الذس إسفر عن 300,000 قتيلا و 2,5 مليون نازحا في غرب السودان منذ 2003، قد ألقي الظلال علي التواجد الصيني في المنطقة. ويذكر أن الصين، بإعتبارها عضو دائم يملك حق الإعتراض (الفيتو) في مجلس الأمن، قد إمتنعت عن التصويت لصالح غالبية التدابير الموجهة للضغط علي الحكومة السودانية لحماية حقوق الإنسان.

كما تعتبر الصين أكبر مورد للسلاح للسودان، علي الرغم من إتهام المنظمات الحقوقية لها بإختراق الحظر الذي فرضته الأمم المتحدة.

وحاليا، تسعي بكين لإقناع الأطراف المعنية بقبول نداءات جامعة العربية والإتحاد الأفريقي، الموجهة لمجلس الأمن، بوقف إجراءات محاكمة الرئيس السوداني.

كذلك فقد أيدت بالإشتراك مع روسيا إقتراح ليبيا وجمورية جنوب أفريقيا بإدراج نصا يقضي بوقف إجراءات المحكمة الجنائية الدولية ضد البشير، في قرار ينص علي تمديد ولاية بعثة السلام المشتركة بين الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي، في درافور.

أنتوانيتا بيزلوفا

المصدر: آي بي أس

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...