الجولاني: الظواهري وجّه بدعم الثورات العربية

04-06-2015

الجولاني: الظواهري وجّه بدعم الثورات العربية

وجه أمير «تنظيم القاعدة في بلاد الشام ـ جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني، امس، سهامه باتجاه اكثر من طرف، بدءًا بالجماعات الاسلامية المتشددة، كتنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام»، مروراً بجماعة «الاخوان المسلمين» و «حكام الخليج»، وصولاً الى ايران و «حزب الله» ونظام الرئيس بشار الاسد.
وتحدث الجولاني، في الحلقة الثانية من مقابلته مع الإعلامي «الاخواني» احمد منصور عبر قناة «الجزيرة» القطرية، عن طبيعة العلاقة بين «جبهة النصرة» و «الدولة الإسلامية»، قائلاً ان الاخير «يكفّر جبهة النصرة» إلا انها «لا تكفّره»، وداعياً «مجاهدي داعش» الى ان «يعودوا الى رشدهم» وان «يتقووا بنا ونتقّوى بهم»، واصفاً في الوقت ذاته التنظيم المتشدد الذي يقوده ابو بكر البغدادي بأنه من «الخوارج».
وكشف الجولاني، في المقابلة التي بدا طابعها سياسياً أكثر منه عقائدياً كما هي الحال في الحلقة الاولى من حواره مع «الجزيرة»، عن بعض التفاصيل المرتبطة بالصراع في الشرق الاوسط، اذ أشار الى ان القيادي السابق في «القاعدة» ابو مصعب الزرقاوي، وهو عملياً عرّاب تنظيم «داعش» قبل انطلاقته في العراق، قد استدرج الايرانيين الى معركة في بلاد الرافدين، تماماً كما استدرج الزعيم السابق لـ«القاعدة» اسامة بن لادن الاميركيين الى حرب برية في أفغانستان.
كما أشار الجولاني الى ان الزعيم الحالي لـ «القاعدة» ايمن الظواهري أمر فروع التنظيم بدعم ثورات «الربيع العربي» وتوجيهها.
وفي ما يتعلق بآفاق الصراع في سوريا، قال الجولاني ان «لا حل سياسيا في سوريا إلا في الفنادق»، متوعداً بأن «معركة دمشق قادمة لا محالة»، وان «أمد النظام لن يطول أكثر من ذلك»، ومعتبراً أن تنظيم «داعش» يقطع على «النصرة» الكثير «من الطرق» ويحول بينها وبين العاصمة السورية.
وتحدث الجولاني للمرة الأولى عن إيران، حيث توعد بـ «قطع أذرع» ما أسماه «المشروع الفارسي»، وميّز بين من أسماهم «عملاء إيران» في اليمن ولبنان، والنظام في سوريا، الذي اعتبر أنه بدأ بنشر «التشيع» بعد وصول الرئيس السوري بشار الأسد إلى الحكم.
وهاجم قائد «النصرة» للمرة الأولى أيضاً «حكام الخليج»، ولفت إلى أنهم «يدفعون الجزية» للولايات المتحدة من «أجل الحفاظ على عروشهم».
واعتبر الجولاني أن هناك «مداً إيرانياً فارسياً» على المنطقة، مشيرا إلى ان الولايات المتحدة «سلمت العراق لإيران والرافضة». كما أكد في هذا الشأن أن تنظيم «داعش» يقدم «تضحيات» في العراق في وجه «المشروع الرافضي»، مذكراً بأن زعيم تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» أبو مصعب الزرقاوي هو الذي «جر إيران إلى حرب في العراق لم تكن تريدها».
ولفت الجولاني إلى أنه بايع قائد تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي في السابق، بسبب مبايعة الأخير لزعيم «القاعدة» الحالي أيمن الظواهري، إلا أن البغدادي عاد و «نقض البيعة»، وشدد في هذا السياق على أن الخلافة التي أعلنها البغدادي «ليست شرعية» لأنها لم تحصل على «إجماع العلماء»، بينما أجمع هؤلاء على اعتبار تنظيم «داعش» من «الخوارج».
ورأى الجولاني أن لا حل قريبا للصراع مع تنظيم «داعش»، وقال «ليس هناك حل بينا وبينهم في الوقت الحالي وليس هناك حل منظور ونحن نأمل أن يتوبوا إلى الله ويعودوا إلى رشدهم.. نتقوى بهم ويتقووا بنا نأمل هذا، وهذا إن لم يكن فليس بيننا وبينهم إلا القتال». «جماعة الدولة» لم يلتزموا بأوامر الظواهري بعدم تفجير الأسواق والحسينيات،
 وعدد الجولاني من أسماهم «أهل السنة» في إيران من عدة أقليات، مهدداً بأنه سيدعم تحركهم بوجه الدولة الإيرانية، وشدد على أن من يتحدث عن «عاصفة حزم قادمة في سوريا لا يفقه كثيراً من الواقع الذي يجري على الأرض»، وأن «الحكومات العربية تابعة للإرادة الغربية فماذا سيفعلون إذا انقلبت أميركا عليهم كما انقلبت على من قبلهم»، معتبراً أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي «لم ينقلب على مرسي ولكن الأميركيين هم الذين انقلبوا على مرسي والسيسي كان مجرد أداة».
وتناول الجولاني نظرة تنظيمه إلى جماعة «الاخوان المسلمين»، وقال «نهلنا من المعين نفسه الذي نهلوا منه»، ولكن «نحن نختلف عن الإخوان المسلمين، وفكرنا أخذناه من الكتاب والسنة وأقوال علماء السلف»، مؤكداً أن «طلب فك الارتباط بالقاعدة لا معنى له لأن أميركا تعادي كل من يخرج على هيمنتها سواء كان من القاعدة أو غيرها».

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...