الأبعاد غير المعلنة في لقاء بيريز–ميدفيديف بمنتجع زوتشي

24-08-2009

الأبعاد غير المعلنة في لقاء بيريز–ميدفيديف بمنتجع زوتشي

الجمل: قبل حوالي أسبوع تقريباً شهد منتجع "زوتشي" الروسي المطل على البحر الأسود لقاء الرئيس الروسي ميدفيديف مع الرئيس الإسرائيلي بيريز، وقول المعلومات أن برغم أن اللقاء كان خافتاً ومعتماً فقد كان هاماً للغاية، وعلى ما يبدو أو بالأحرى كما هو واضح فقد تم ترتيب هذا اللقاء بحيث يكون بعيداً عن الأنظار بما يوفر لطرفي اللقاء حرية اللقاء والتفاهم الصريح.
* ماذا تقول التسريبات الجديدة؟
نشر مركز دراسات أورسام التركي تقريراً تطرق إلى استعراض وتحليل محتويات جدول أعمال لقاء منتجع زوتشي الذي جمع ميدفيديف – بيريز وأشار التقرير إلى أن اللقاء ناقش الآتي:
• الأنشطة النووية الإيرانية.
• الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
• عقد مؤتمر موسكو الدولي للسلام في الشرق الأوسط.
• مسار العلاقات الروسية – الإسرائيلية.
هذا، وأضافت المعلومات أن وجهات نظر الطرفين في اللقاء تمحورت حول النقاط الآتية:
• كان الاتحاد السوفيتي السابق يتبع سياسة خارجية شرق أوسطية تقوم على أساس اعتبارات دعم الجانب العربي ولكن بعد ظهور وصعود روسيا كدولة مستقلة فإن المطلوب هو الالتزام بتلبية حاجة الطرفين الإسرائيلي والروسي بما يغطي كافة المجالات.
• ترى إسرائيل ضرورة تطوير علاقاتها مع موسكو لعدة أسباب الأول يتمثل في وجود رغبة إسرائيلية للتفاهم مع موسكو حول ضرورة الحفاظ على صيغة توازن القوى السائدة بما يدفع موسكو إلى الامتناع عن تزويد دول الشرق الأوسط بالأسلحة المتطورة التي سيؤثر بالضرورة على ميزان القوى، أما الثالث فيتمثل في رغبة إسرائيل بتطوير علاقاتها التجارية مع موسكو.
• تعزيز التعاون المشترك الروسي – الإسرائيلي لمواجهة المشاكل والأزمات خاصة وأنه عند اندلاع الأزمة الاقتصادية الروسية سعت إسرائيل إلى مساعدة موسكو عندما قامت بفتح حساب مصرفي في أحد البنوك الروسية وأودعت مبلغ 50 مليون دولار بما ساهم في تخفيف أزمة ندرة القطع الأجنبي في البنوك الروسية آنذاك.
* الأبعاد غير المعلنة للقاء:
تشير التسريبات أن تل أبيب تسعى للقيام بمناورة استراتيجية دبلوماسية تهدف لتقريب الرئيس ميدفيديف باتجاه تل أبيب بما يؤدي إلى التأثير سلباً على علاقات ميدفيديف – بوتين ومن أبرز المؤشرات يمكن ملاحظة ما يلي:
• التلويح بملف التعاون التجاري الروسي – الإسرائيلي سيغري ميدفيديف أكثر فأكثر خاصة وأنه من المسؤولين الروس المشهورين بالانخراط في الأنشطة التجارية.
• إقناع ميدفيديف باعتماد موقف روسي يقوم على أساس اعتبارات الشراكة مع إسرائيل أولاً مقابل أن تسعى إسرائيل إلى اعتماد روسيا طرفاً أساسياً في دبلوماسية إدارة أزمة الشرق الأوسط إضافة إلى التزام إسرائيل بالتعاون مع روسيا في عقد مؤتمر السلام الروسي الخاص بالشرق الأوسط.
• السعي لحث ميدفيديف على ضرورة التنسيق مع تل أبيب بما يتيح له الاحتفاظ بالمنصب الرئاسي لولاية جديدة في مواجهة بوتين الذي ما زال متحفزاً للعودة إلى منصب الرئاسة الذي تركه لمدفيديف على أمل ترشيح نفسه مرة أخرى طالما أن الشرط الدستوري المانع يكون قد انتفى.
ومن أبرز النتائج التي خرج بها لقاء ميدفيديف – بيريز نجد ان الطرفين قد اتفقا على ضرورة تصحيح الإدراك الروسي – الإسرائيلي المتبادل وتنقية خط تل أبيب – موسكو من رواسب ومخلفات الحرب الباردة، مع ضرورة الاهتمام باعتماد الفهم الجديد الذي لابد بالضرورة من أن يكون براجماتياً يركز على المصالح المشتركة وفي مقدمتها صادرات النفط والغاز الروسي لإسرائيل والعلاقات الثقافية الروسية – الإسرائيلية طالما أن إسرائيل تضمن مليون مهاجر يهودي روسي يتحدثون الروسية والذين أصبح لهم الآن حزب سياسي (إسرائيل بيتنا) الذي يتزعمه المهاجر اليهودي الروسي أفيغدور ليبرمان والذي أصبح شريكاً في ائتلاف الحاكم ووزيراً لخارجية إسرائيل.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...