أمريكا تكافئ إسرائيل بـ 30 مليار دولار

29-07-2007

أمريكا تكافئ إسرائيل بـ 30 مليار دولار

في “مكافأة سخية” للحليف “الإسرائيلي”، أعلن مسؤولون في الإدارة الامريكية اعتزام واشنطن تنفيذ زيادة كبيرة في المساعدات العسكرية المقدمة ل “إسرائيل” على مدى السنوات العشر المقبلة، ليبلغ بذلك مجمل المساعدات العسكرية ما يقارب الثلاثين مليار دولار، وذلك بزيادة تبلغ نسبتها 43 في المائة، وهي الزيادة التي حاول مسؤول كبير في إدارة بوش شرح مبرراتها بالقول: إن تلك الزيادة تأتي لتعويض “اسرائيل” عن خسائرها في الحرب ضد حزب الله في الصيف الماضي، وللمحافظة على التفوق “الإسرائيلي” العسكري في الأسلحة المتقدمة.

يأتي ذلك الإعلان عشية قيام كل من وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس بزيارة لدول المنطقة أملاً في الحصول على موقف عربي ضامن لتحريك عملية تسوية “إسرائيلية” - عربية، وفي الوقت نفسه للحصول على دعم عربي لازم أمريكياً للموقف في العراق، كما يتزامن ايضا ونية الإدارة الأمريكية الإعلان عن بدء مفاوضات ومناقشات مع 6 دول خليجية، تتقدمها المملكة السعودية، حول صفقات تسلح تتضمن قطعا بحرية متطورة وقنابل موجهة بالأقمار الاصطناعية وصواريخ جو - جو، تصل قيمتها الى عشرين مليار دولار.

وحسب مصدر في مركز أبحاث الكونجرس فإن قرار الإدارة الأمريكية بزيادة المساعدات العسكرية ل “اسرائيل” يأتي قبيل أيام من وضع الإدارة تقريراً يتضمن أيضا حجم المساعدات العسكرية المقررة لمصر، والتي تبلغ حتى الآن 1،2 مليار دولار سنويا.

وبينما كشف عن طلب المملكة السعودية من إدارة بوش التأكد أولاً من موافقة الكونجرس على صفقة الأسلحة الامريكية للرياض، قبل بدء المناقشات الرسمية بين الدولتين حولها، طالبت “إسرائيل” الإدارة الأمريكية بضمان طمأنة حول استخدامات السعودية للقنابل الموجهة بالأقمار الاصطناعية، مبدية خشيتها من وقوع هذه الأسلحة في أيدي تيارات راديكالية أو قيام فئة “بعمل متهور” ومهاجمة “إسرائيل” بتلك القنابل.

لهذا قررت واشنطن الطلب من الرياض بالموافقة على بعض الشروط والقيود حول اماكن تخزين القنابل الموجهة بالأقمار الاصطناعية، وكيفية حراستها، وضرورة ألا تكون أماكن تخزينها بقواعد أو أماكن قريبة من الأراضي “الإسرائيلية”.

وكانت لجنة الاعتمادات في الكونجرس، قد مررت من دون جدل وبشكل سريع قراراً بمضاعفة التمويل الأمريكي لبرنامج الدفاع الصاروخي “الإسرائيلي” قصير المدى، بعد تجربة “إسرائيل” “المريرة” مع حزب الله، حيث ستمنح واشنطن المؤسسة العسكرية “الإسرائيلية” 150 مليون دولار بدلا من 70 مليون دولار، وهي الزيادة التي ستظهر في قانون الاعتمادات للعام ،2008 والمعتزم التصويت النهائي عليه في الخريف المقبل.

وكان عدد من مسؤولي إدارة بوش قد قاموا باتصالات مع الكونجرس على مدى الاسبوع الماضي لشرح والحصول على موافقة مبدئية على صفقات الاسلحة الجديدة لدول الخليج، والتي ستحصل بموجبها المملكة السعودية على النصيب الأكبر في صفقة قد تصل الى 20 مليار دولار، وهو ضعف الرقم المتوقع، مما حدا بالشركات الامريكية الكبرى المصنعة للأسلحة الى التعبير عن غبطتها، والتضامن في الوقت نفسه مع بعض أقطاب الإدارة الامريكية في التعبير عن الخشية من تعطيل الكونجرس لهذه الصفقة، مما يزيد من احتمال لجوء السعودية والعرب الى جهات أخرى (دول أخرى) للحصول على احتياجاتها التسليحية، كما حدث في الثمانينات عندما لجأت الرياض الى عقد صفقة مع بريطانيا، بعد موقف مضاد من الكونجرس.

من ناحية أخرى، لوحظ قيام وسائل الاعلام الأمريكية بالتركيز على صفقة الأسلحة الأمريكية لدول الخليج، من دون قرار إدارة بوش مضاعفة المساعدات العسكرية ل “إسرائيل” ونقلوا عن مسؤولين بإدارة بوش خشيتها من أن يصفها منتقدوها بأنها ادارة بدأت سباق تسلح في المنطقة، في الوقت الذي يركز فيه مسؤولون أمريكيون من وزارتي الدفاع والخارجية في الأغلب خلال مناقشاتهم مع الكونجرس على أن صفقة الأسلحة لدول الخليج جاءت نتيجة التطويرات التي قامت بها إيران في قدراتها العسكرية، أيضاً لمواجهة خطر البرنامج النووي الإيراني وبأن الولايات المتحدة متهمة برفع مستوى منظومات الدفاع الجوي والمنظومات المضادة للصواريخ ورفع مستوى الدفاع البحري مع تحسينات متواضعة في الدفاع الجوي لدى دول المنطقة.

وكانت “واشنطن بوست” الأمريكية ذكرت أن الولايات المتحدة تستعد للإعلان عن عقود تسلح تبلغ قيمتها حوالي 20 مليار دولار مع السعودية وخمس دول خليجية، ونقلت عن مسؤولين أمريكيين طلبوا عدم كشف هوياتهم قولهم إن المشروع يقضي أيضا بأن تقدم واشنطن مساعدات بقيمة 30 مليار دولار إلى “إسرائيل” و13 ملياراً إلى مصر خلال 10 سنوات، وأضافوا أن هذه العقود تهدف إلى تعزيز حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط وتطويق النفوذ المتزايد لإيران في المنطقة.

وأضافت الصحيفة أن عقود التسلح هذه التي تشمل تسليم صواريخ جو- جو وتجهيزات للقنابل الذكية (الموجهة) ستكون أكبر صفقة يتم التفاوض بشأنها في ظل إدارة الرئيس جورج بوش. ونقلت عن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية لم تكشف هويته قوله إن “هذا مهم لأنه يندرج في إطار استراتيجية إقليمية أوسع، وفي إطار الإبقاء على وجود أمريكي قوي في المنطقة”.

وكانت جرت مناقشة عقود التسلح هذه منذ أشهر بين واشنطن والرياض، على الرغم من التوتر الذي ظهر بين العاصمتين، بسبب قلة الدعم السعودي للحكومة العراقية، على ما ذكرت “واشنطن بوست” التي أوضحت أن هذه العقود يفترض الإعلان عنها غدا الاثنين قبيل جولة وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبرت جيتس المنتظر وصولهما سويا إلى مصر والسعودية.

وكان مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أعلن أول أمس أن العمل جار على تحضير عقد مهم لمواجهة “التهديد الاستراتيجي” الذي تمثله إيران، وقال إن المفاوضات مع الكونجرس الأمريكي حول هذا العقد بدأت للتو، ولن يتم الإعلان عنه خلال زيارة جيتس إلى السعودية.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أمس أن صفقة الأسلحة للسعودية ربما تلقى معارضة من أعضاء في الكونجرس، وأفادت أن إدارة الرئيس جورج بوش تبحث عرض حزمة تتضمن أسلحة متقدمة، مثل القنابل التي يتم توجيهها عبر الأقمار الاصطناعية، فضلا عن تحديثات في سلاحي الجو والبحرية السعوديين.

حنان البدري

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...