«داعش»يفشل في اختراق الحسكة و«داعش» و«الجبهة الشامية» يحشدان في ريف حلب

04-06-2015

«داعش»يفشل في اختراق الحسكة و«داعش» و«الجبهة الشامية» يحشدان في ريف حلب

في وقت تتجه فيه الأنظار إلى الشمال السوري المشتعل الذي ينتظر ردة فعل الجيش السوري عقب انسحابه من معظم محافظة إدلب، يحاول تنظيم «داعش» تحقيق اختراق شرق سوريا، عبر شنه سلسلة هجمات عنيفة على مدينة الحسكة، تصدى الجيش السوري والفصائل التي تؤازره لها.
وفي الحسكة شرق سوريا، شن «داعش» هجوماً عنيفاً جنوب المدينة في محاولة لتحقيق اختراق للمدينة، في هجوم هو الثالث من نوعه على المحور ذاته، تصدى له الجيش السوري والفصائل التي تؤازره. وقال مصدر ميداني،  إن التنظيم قام بتفجير خمس سيارات قرب مبنى سجن الأحداث (مبنى قيد الإنشاء) ما أجبر القوات على التراجع الأمر الذي وضع المبنى على خط النار.
المصدر الذي أكد أن الجيش السوري استوعب الهجوم وتمكن من إفشاله رغم عنفه، أشار إلى أن المدينة محصنة ضد هجمات التنظيم، موضحاً أن «داعش» يسعى بهجومه للوصول إلى حاجز البانوراما الذي يشكل بوابة المدينة الجنوبية، وهو ما أفشله الجيش السوري بمؤازرة الطيران الذي شن سلسلة غارات على مواقع تمركز التنظيم في القرى المحيطة بالمدينة.
ورأى المصدر أن «داعش» يبحث عن «انتصار لتغطية الخسائر الفادحة التي تلقاها في جبل عبد العزيز وتل تمر وتل حميس على يد الوحدات الكردية، بمؤازرة طائرات التحالف الدولي الذي تقوده أميركا، وذلك عبر زيادة ضغطه على مدينة الحسكة».
وزار رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري العماد علي عبد الله أيوب ريفي إدلب وحماه، وذلك بتوجيهات من الرئيس بشار الأسد، وفق ما ذكرت مصادر إعلامية سورية رسمية. المسؤول العسكري الرفيع زار جبهات القتال برفقة عدد من الضباط، وعقد سلسلة اجتماعات مع القادة الميدانيين على هذه الجبهات. ومما تسرب من هذه اللقاءات فإن أيوب استمع لشرح مفصل لآخر التطورات الميدانية، كما عقد بعض الاجتماعات المغلقة مع عدد من الضباط.
وأعطت زيارة المسؤول العسكري الرفيع لجبهات القتال في ريفي إدلب وحماه مؤشراً جديداً على قرب بدء العمليات العسكرية لاسترداد المناطق التي انسحب منها الجيش السوري عقب الهجوم العنيف من قبل مسلحي «جيش الفتح» الذي تقوده «جبهة النصرة»، ما دفع بعدد من المصادر العسكرية إلى التأكيد أن «ساعة الصفر اقتربت كثيراً».
وفي هذا السياق، أوضح مصدر ميداني،  أن الجيش السوري يتمركز في الوقت الحالي في مناطق إستراتيجية تمكنه من بدء عملية عسكرية واسعة، مشيراً إلى أن محمبل وبسنقول مثلاً تقعان على مرتفعات إستراتيجية، ما يجعل القريتين نقاط انطلاق فعالة في العمليات العسكرية، إضافة إلى الحشود الكبيرة للجيش والفصائل التي تؤازره في مناطق الغاب، بانتظار بدء العملية العسكرية.
وترى أستاذة العلاقات الدولية والعلوم السياسية في جامعة دمشق الدكتورة أشواق عباس،  أن زيارة العماد أيوب «تعطي مؤشراً قوياً على أن القيادة السورية ستشن عملية عسكرية واسعة، خصوصا مع استمرار حشد الحلفاء لقواتهم المؤازرة في هذه المعركة، سواء القوات الإيرانية، أو العراقية، أو حزب الله».
وتضيف إن «ما جرى في الشمال السوري بعد حل الخلافات السعودية ـ التركية أنشأ قاعدة انطلاق عمليات عسكرية لجميع القوى المعادية لدمشق على الأرض السورية، الأمر الذي تطلب إعادة قراءة للوقائع الميدانية، وتغيير التكتيك، خصوصا مع التدخل التركي الكبير في سير هذه المعارك، ما نتج عنه الانسحاب السريع والمتتالي للقوات السورية من إدلب وجسر الشغور وأريحا».
وتابعت «هذه التحالفات الدولية الجديدة تطلبت رفع مستوى التعاون بين دول محور المقاومة، لذلك بدأنا نسمع بتوافد القوات الإيرانية والعراقية وعناصر حزب الله إلى ريف إدلب، فالمعركة في العراق وسوريا هي معركة واحدة»، مشيرة إلى أن «إيران بخطوتها هذه اعترفت بأن حساباتها السياسية السابقة لم تكن على صواب، خصوصا علاقتها بتركيا، والرسائل الأميركية التطمينية، الأمر الذي أفسح المجال لتقدم الفصائل الجهادية، قبل أن تتخذ القرار الصائب بخوض المعركة كتحالف واحد على جميع الأراضي المشتعلة من العراق إلى سوريا».
وفي وقت تشدد فيه عباس على أن «المعركة في الشمال السوري هي معركة محورية، في ظل إصرار القوى المعادية لسوريا ومحور المقاومة على تحويل الشمال إلى خاصرة رخوة»، ترى أن «محور المقاومة مطالب بتحقيق انتصار سريع في الشمال، لارتباط هذا المحور بمحور الجنوب الذي يجري الإعداد له بالتعاون مع العدو الإسرائيلي، لذلك فإنه من البديهي القول إن معركة الشمال السوري باتت قريبة، وأن دول محور المقاومة تضع اللمسات الأخيرة في حشدها لهذه المعركة».
وفي ريف حلب الشمالي، ذكرت مصادر ميدانية أن «داعش» قام باستقدام تعزيزات عسكرية للسيطرة على مدينة مارع بشكل كامل وتعزيز سيطرته على صوران واعزاز والقرى التي سيطر عليها في وقت سابق، وزيادة تقدمه نحو معبر باب السلامة الحدودي، في وقت استقدمت فيه فصائل «الجبهة الشامية» تعزيزات عسكرية لصد الهجوم العنيف الذي يشنه التنظيم، حيث شهدت خريطة السيطرة حالة «ستاتيكو»، وسط قصف متبادل عنيف بالأسلحة الثقيلة، من دون أن تتطور هذه المعارك إلى تقدم ميداني فعلي، في ظل انكفاء مسلحي «جبهة النصرة»، واتهام الفصائل المقاتلة لهم بـ «الخيانة» على جبهات قتال «داعش»، الذي قام بإعدام نحو 35 مسلحا من أسرى الفصائل التي تقاتله.

علاء حلبي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...