واشنطن ترفض مناقشة إحياء المفاوضات العربية الإسرائيلية
افادت معلومات ديبلوماسية ان الولايات المتحدة الاميركية تعارض انعقاد جلسة خاصة لمجلس الامن كان طالب بها وزراء خارجية الدول العربية لتحريك المفاوضات على المسارات العربية – الاسرائيلية المجمدة بفعل الشلل الذي اصاب "اللجنة الرباعية الدولية" منذ سنوات. وبررت واشنطن رفض عقد الجلسة على مستوى وزراء الخارجية بأنها غير مستعدة لمؤتمر مدريد – 2 رغم تحديد موعد لها في 21 من الجاري. ولم تشأ مصادر حكومية التكهن بما اذا كانت الاتصالات العربية الحثيثة مع اميركا ادت الى تخفيف رفضها.
واشارت الى ان الموقف الاوروبي اقل تصلبا ويؤيد العودة الى طاولة المفاوضات ومع ذلك شعر عدد من المسؤولين بحملة اوروبية مركزة ترمي الى اقناعهم باستمرار لبنان في تأييد "اللجنة الرباعية الدولية" بصيغتها الحالية لمعالجة عملية السلام في الشرق الاوسط عن طريق تفعيلها وسحب الطلب العربي المطروح على مجلس الامن في الـ 21 من الشهر الجاري في جلسة مخصصة لهذا الغرض، علما ان الجلسة ستعقد بناء على طلب مجلس وزراء الخارجية العرب الذي اقر ذلك في السادس من الشهر الجاري في دورته العادية التي انعقدت في مقر الجامعة في القاهرة.
ويقوم بهذه الحملة وزراء خارجية ونواب يزورون بيروت وعواصم عربية معنية بعملية التسوية من بينهم وزيرا خارجية اسبانيا ميغل انخل موراتينوس واللوكسمبورغ جان اسلبورن ورئيس مجلس النواب الاوروبي جوزف بوريل.
ولوحظ ان هؤلاء يعتمدون اللغة نفسها خلال مقابلاتهم مع المسؤولين من ان "الرباعية الدولية" افعل من مجلس الامن وتركيبته المعقدة من استعمال حق "النقد" للدول ذات العضوية الدائمة لدى المجلس.
واشاروا الى ان اكثر من مسؤول اوروبي ناقش ما ورد في الـ"اللاورقة" Non Paper العربية التي ارسلت الى المجلس وتبين انها خالية من اي شيء لافت سوى اقتراح وحيد يمكن اعتباره جديدا يدعو الى هدنة اعلامية تلتزمها الدول العربية المعنية واسرائيل اثناء اجراء المفاوضات على مدى سنة. الا ان الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ابلغ المجلس في الساعات الاخيرة انه اتفق على المستوى العربي ان يتحدث باسم المجموعة العربية وزير خارجية الامارات العربية المتحدة عبدالله بن زايد الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الجامعة، يلي ذلك مناقشة السلام العربية المطروحة لتحريك المسارات التفاوضية على قاعدة "مبادرة الاقتراحات العربية" التي كانت قد اقرت في بيروت عام 2002. وتجدر الاشارة الى ان موسى كان وراء التحرك العربي الجماعي الذي طالب بضرورة اللجوء الى مجلس الامن لمعالجة تعثر عملية السلام وايجاد المخارج الملائمة لها وفق جدول زمني وبموجب استراتيجية متفق عليها.
الا ان مصادر لبنانية مسؤولة اعربت عن قلقها للمعركة الديبلوماسية العربية المتوقعة في نيويورك في قاعة مجلس الامن ليس بفعل الرفض الاوروبي فقط بل الاميركي ايضا لاعتماد صيغة جديدة بديلة عن "الرباعية الدولية" بدخول الولايات المتحدة الاميركية على الخط داعمة الموقف الاوروبي الذي كان اطلقه الرئيس الفرنسي جاك شيراك وتبعه فيه رئيس وزراء بريطانيا طوني بلير ومسؤولون آخرون من دول الاتحاد، علما ان جميع هذه الدول تلتقي في موقفها مع الموقف الاسرائيلي في خطة ترمي الى اسقاط الصيغة قبل وصولها الى المجلس.
واعترفت انه لا يمكن التكهن بما ستكون عليه النتيجة لأن المعركة غير متكافئة وسيتخذ القرار المناسب في الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب الذي سيعقد في نيويورك في الـ 19 من الشهر الجاري على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة. وتقول هذه المصادر انه في مثل هذه الحالة فان بديلا وسطيا يمكن طرحه، اذا وافق الاميركيون على ذلك بعقد جلسة مناقشة شرط ان تؤدي الى الابقاء على صيغة "اللجنة الرباعية الدولية" بايجاد آلية فعالة لاحيائها وتحديد مواعيد جديدة للمسارات التفاوضية بين كل من لبنان وسوريا والسلطة الفلسطينية من جهة واسرائيل من جهة اخرى على ان يتوج ذلك في ختامها بعقد مؤتمر دولي للسلام كما تقترح روسيا واذا احتاج الامر الى اكثر من مؤتمر.
ولفتت الى ان من مؤشرات الضغط الدولي الاميركي – الاوروبي لاجهاض السعي العربي لتغيير صيغة "الرباعية الدولية" ان اعضاء اللجنة اي الرئيس بوش والرئيس شيراك والرئيس الفنلندي للاتحاد الاوروبي في دورته الحالية والامين العام للامم المتحدة سيركزون في خطاباتهم امام الجمعية العمومية للامم المتحدة على الابقاء على اللجنة وعدم محاولة ايجاد صيغة بديلة منها.
خليل فليحان
المصدر: النهار
إضافة تعليق جديد