استخبـارات العالـم تشكـك بروايـة الـ «سكـود»

30-04-2010

استخبـارات العالـم تشكـك بروايـة الـ «سكـود»

أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أمس، أن الصواريخ تشكل خطرا على الشرق الأوسط بأسره، مبديا قلقه من نقل سوريا صواريخ «سكود» إلى حزب الله في لبنان. وكثرت التفسيرات الإسرائيلية للقلق اللبناني والسوري من التهديدات الأخيرة، التي انطلقت جراء الحديث عن نقل صواريخ «سكود». وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن رسائل التهديد والطمأنة الإسرائيلية إلى لبنان وسوريا نقلت عبر عدد من الأطراف الأوروبية والعربية.
وقد استغل ليبرمان مؤتمرا صحافيا عقده بحضور وزير الخارجية الكولومبي خايمي برمودث ليعلن أن موضوع الصواريخ «أمر بالغ الخطورة». وأضاف «إنني متشجع من أقوال وزير الدفاع الأميركي» الذي أشار إلى أن إدارته تتابع بقلق موضوع الصواريخ في لبنان. غير أن ليبرمان، خلافا لعادته في التوتير، قال إنه يود التوضيح أن إسرائيل لن تهاجم لبنان فـ «الأمر مقلق جداً... لكن لا نية لإسرائيل لخلق استفزازات أو الإقدام على أفعال غير مدروسة. إن إسرائيل دولة فيها حكومة مسؤولة. وخطر الصواريخ هو خطر على المنطقة بأسرها».
وكان الملك الأردني عبد الله الثاني قد حمل من جديد على إسرائيل في مؤتمر عقده يوم أمس للسفراء الأردنيين في الخارج. وقال ان الوضع في الشرق الأوسط «قد ينفجر» إذا واصلت إسرائيل الاستيطان في القدس الشرقية وإن جميع الأطراف «سوف تدفع الثمن»، و«على إسرائيل أن تختار بين العزلة والسلام».
وأشارت صحيفتا «هآرتس» و«يديعوت أحرونوت» إلى ما اعتبرتاه ذعرا في لبنان من احتمال هجوم إسرائيلي على خلفية الأنباء حول صواريخ «سكود». وكتب المراسل السياسي لـ «هآرتس» باراك رابيد أن الحديث عن خوف في لبنان جاء في كلام وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في حديث مغلق. وأشار أبو الغيط إلى أن مرد الخوف هو التقارير عن صواريخ «سكود». غير أن «هآرتس» نقلت عن «دبلوماسيين كبار» قولهم إن عددا من أجهزة الاستخبارات الغربية وبينها الأميركية، رأت أن ما أشيع عن صواريخ «سكود» أمر لا يمكن التحقق منه بشكل مستقل.
وأوضحت «هآرتس» أن إسرائيل في الأشهر الأخيرة عملت ضمن قنوات دبلوماسية مع الولايات المتحدة ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي، وقد نقلت رسائل حادة بشأن نقل وسائل قتالية متطورة من سوريا إلى حزب الله. ومؤخرا نشرت تقارير مختلفة في وسائل الإعلام الأجنبية تحدثت في كل مرة عن نوع آخر من السلاح الذي تزعم إسرائيل أن سوريا نقلته إلى حزب الله: صواريخ مضادة للطائرات، صواريخ «سكود»، وفي حالات معينة حتى سلاح كيميائي.
وطلبت اسرائيل من الولايات المتحدة ودول أخرى مثل فرنسا، ايطاليا وألمانيا، ان تتوجه إلى سوريا وتحذرها من نقل السلاح. وهذه الدول نقلت الرسائل، لكنها طلبت أيضا من وكالات استخباراتها أن تتأكد من مصادرها الخاصة من المعلومات التي رفعتها اسرائيل، وأن تختبر ما إذا كانت توجد معلومات تشير الى وسائل قتالية كهذه، لا سيما صواريخ «سكود».
وأوضحت «هآرتس» أن دولا غربية ذات قدرة استخبارية جيدة حول ما يجري في سوريا وفي لبنان، بما في ذلك الاستخبارات الأميركية، أبدت شكوكا كبرى بشأن صحة المعلومات الاستخباراتية التي لدى اسرائيل، أو على الأقل بالنسبة لتحليل معناها. وأشار الدبلوماسيون الى أن الاستخبارات الأميركية كانت الوحيدة التي قدمت معلومات حول الموضوع بشكل مستقل، لكنها أشارت إلى حقيقة أن رجال حزب الله يتدربون على تشغيل صواريخ «سكود» في سوريا، ولم تشر الى أن الصواريخ قد نقلت الى لبنان.
وكتبت «هآرتس» أن الانطباع الشديد لدى أبو الغيط عن المزاج لدى القيادة اللبنانية، تضاف إليه انطباعات مشابهة لمسؤولين كبار في العديد من الدول الأوروبية تلقوا طلبات منفعلة من رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الذي طلب منهم نقل رسائل كبح جماح لإسرائيل. فمثلا، قبل نحو أسبوع ونصف الاسبوع، زار الحريري روما والتقى رئيس الوزراء سيلفيو برلوسكوني، الذي ذهل من الضغط الشديد الذي مارسه الحريري. وتحدث الرئيس المصري حسني مبارك أيضا مع الحريري عن الخوف من هجوم إسرائيلي. ومن المتوقع أن يطرح الأمر في لقاء الرئيس المصري مع نتنياهو الأسبوع المقبل.
من جانب آخر، كتبت مراسلة الشؤون العربية في «يديعوت» سمدار بيري أن مصر «تقدم الآن معالجة جذرية لتهدئة رياح الحرب في لبنان». وأشارت إلى أن «الرئيس مبارك أغلق الباب على نفسه مع رئيس وزراء لبنان سعد الحريري وأقسم إنه ليست لإسرائيل خطط لجولة حربية جديدة. أنا على اتصال بهم، ولا أسمع قرعا للطبول. وبعد ساعة من ذلك، اتفق مبارك هاتفيا مع نتنياهو على ان يلتقيه بعد أربعة أيام في شرم الشيخ».
وتحت عنوان «لماذا ذُعر اللبنانيون والسوريون؟»، كتب المعلق العسكري لموقع «يديعوت» الإلكتروني رون بن يشاي أن منسوب التوتر ارتفع مؤخرا بعدما لاحظت أجهزة استخبارية جهدا سوريا بتشجيع إيراني لتزويد حزب الله بصواريخ «سكود». وبعد ذلك هدأت العاصفة، وعادت وثارت بعد إعادة نشر الخبر من جانب صحيفة خليجية.
واعتبر بن يشاي أن هذه الأنباء أغرقت الأجواء برائحة بارود بسبب خشية كل من سوريا ولبنان من عدم تسليم إسرائيل بامتلاك حزب الله مثل هذه الصواريخ الثقيلة. وشدد على أنه «بالوسع القول بدرجة كبيرة من اليقين أنه ليست لإسرائيل نية، الآن، لمهاجمة لبنان أو سوريا. ومن الجلي أن العدد القليل من صواريخ سكود التي يمكن أن تكون نقلت إلى لبنان لا تزيد جوهريا الخطر الواقع على الجبهة الداخلية الإسرائيلية من الصواريخ التي يملكها حزب الله».

حلمي موسى

المصدر: السفير

إقرأ أيضاً:

مفاعيل التعبئة الإسرائيلية ونواياها تجاه سوريا ولبنان
قراءة في خطوط سيناريو الأزمة القائمة عسكريا وسياسيا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...