إطلاق المرحلة الثانية من حملة بناء الذرائع الإسرائيلية ضد سورية

24-09-2007

إطلاق المرحلة الثانية من حملة بناء الذرائع الإسرائيلية ضد سورية

الجمل:      حملة بناء الذرائع ضد سورية، والتي يقودها اللوبي الإسرائيلي وجماعة المحافظين الجدد، دخلت طور المرحلة الثانية، بدءاً  من اليوم، كما تشير التقارير التي نشرتها صحيفة التايمز البريطانية الصادرة صباح اليوم 23 أيلول 2007م.
- التقرير الأول: حمل عنوان (الإسرائيليون يستولون على مواد نووية في الغارة السورية) والتقرير من إعداد عوزي ماهنايمي، وسارا باكيستر. ويقول التقرير بأن الكوماندوس الإسرئيليين، استولوا على مادة نووية ذات أصل كوري شمالي خلال الغارة التي قاموا بتنفيذها ضد الموقع العسكري السري السوري، وذلك قبل أن تقوم إسرائيل بقصف هذا الموقع.
أسند مراسلا الصحيفة المعلومات إلى (مصادر عليمة) في واشنطن وأورشليم، وأشار التقرير إلى أن العينات التي تم أخذها من سورية قد تم اختبارها وفحصها، بحيث تم التعرف عليها باعتبارها ذات أصل كوري شمالي. وأضاف التقرير قائلاً بأن هذا الأمر قد  أثار المخاوف إزاء إمكانية أن تكون سورية قد انضمت إلى كوريا الشمالية وإيران في عملية السعي والبحث من أجل امتلاك الأسلحة النووية.
كذلك أشار التقرير موضحاً بأن المواد النووية السورية، قد استطاع الإسرائيليون الحصول عليها بإحدى المنشآت القريبة من منطقة ديرالزور، وأضاف التقرير قائلاً بأن بعض الكوريين الشماليين الذين كانوا في الموقع لحظة الغارة قد قتلوا، وبأن بعض المسؤولين السوريين قد غادروا إلى كوريا الشمالية من أجل المزيد من التنسيق بين البلدين.
- التقرير الثاني: حمل عنوان (تم الإمساك: غارة الكوماندوس الإسرائيليين النووية)، والتقرير من إعداد عوزي ماهنايمي (مراسل الصحيفة في تل أبيب)، سارا باكستر (مراسلة الصحيفة في واشنطن)، والمحرر ميشيل سيريدان.
يقول التقرير بأن الكوماندوس الإسرائيليين من وحدة النخبة سايريت ماتكال، والذين كانوا يرتدون البزات السورية، شقوا طريقهم خلسة باتجاه مجمع عسكري سري يقع بالقرب من ديرالزور الواقعة شمال سورية، وذلك من أجل البحث عن الدليل الذي يؤكد تعاون سورية وكوريا الشمالية حول البرنامج النووي.
ويقول التقرير بأن الموقع الموجود بالقرب من دير الزور قد تحول إلى حطام بعد قيام الإسرائيليين بقصفه، بطائرات إف-15 يوم 6 أيلول الحالي، ويقول التقرير أيضاً بأنه قبيل قيام الإسرائيليين بإصدار الأمر بالضربة، فقد توجهت وحدة الكوماندوس واستطاعت سراً الحصول على عينات المواد النووية، وعادت بها إلى إسرائيل، حيث ثبت بعد الفحص والاختبار بأنها مواد منشؤها كوريا الشمالية، ومن ثم قام الإسرائيليون بإخطار الأمريكيين بالمعلومات.
كان الأمريكيون كما أورد التقرير، يعارضون قيام إسرائيل بتوجيه أي ضربة إلا بعد موافقة الرئيس بوش، وفي الصيف الماضي عارض الرئيس بوش –كما يزعم التقرير، قيام إسرائيل بتنفيذ الضربة، مشترطاً الحصول على دليل ملموس، ولكن بعد تقديم الإسرائيليين لهذا الدليل مؤخراً، وافق بوش على تنفيذ الضربة الإسرائيلية.
أشرف ايهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي، شخصياً على توجيه العملية، أورد التقرير بأنه كان مهموماً بعملية تنفيذها منذ لحظة توليه منصب وزير الدفاع في 18 حزيران الماضي، خاصة وأنه كان القائد السابق لوحدات قوات النخبة المسماة باسم سايريت ماتكال التي نفذت العملية –كما يزعم الإسرائيليون-
كذلك أشار التقرير إلى أن الأمريكيين سوف يستخدمون موضوع التعاون النووي السوري- الكوري الشمالي في توجيه المزيد من الانتقادات حول مصداقية التزامات كوريا الشمالية إزاء المحادثات الجارية حالياً بواسطة اللجنة السداسية التي تضم: الصين وكوريا الشمالية، إضافة إلى أطراف أخرى، والتي سبق تكوينها من أجل معالجة أزمة الملف النووي الكوري الشمالي.
ويخلص التقرير إلى أن قائد الجيش الإسرائيلي قد هنأ جنرالاته إضافة إلى أن مشهد الجيش الإسرائيلي على شاشات التلفزيون الإسرائيلية قد أصبح مختلفاً فلأول مرة -بعد حرب الصيف الماضي وهزيمة حزب الله للجيش الإسرائيلي- يظهر جنرالات إسرائيل أمام الرأي العام الإسرائيلي، في حالة من الخيلاء والغرور.
• المحافظين الجدد.. أصل (القصة):
المحلل خودي أخافي، في تحليله الذي حمل عنوان (المحافظين الجدد وضعوا سورية نصب أعينهم) ونشرته صحيفة آسيا تايمز، أشار إلى النقاط الآتية:
- ماتزال الصورة غير واضحة حول ما حدث في الساعات الأولى من يوم 6 أيلول الحالي.
- الكثير من الأسئلة حول ما حدث يوم 6 أيلول مازال بلا إجابة.
ويشير خودي أخافي إلى أن جون بولتون، السفير الأمريكي السابق في الأمم المتحدة قد كتب مقالاً في صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية التابعة لجماعة المحافظين الجدد، قبل أكثر من أسبوع من وقوع الحادثة، قال فيه:
(... نحن نعلم أن كلاً من إيران وسورية تعاونوا لفترة طويلة مع كوريا الشمالية حول برامج الصواريخ الباليستية، وأفق التعاون حول المسائل النووية ليس بعيد المنال.. والمدى الذي بالنسبة إليه قد أصبحت إيران وسورية أو آخرون (ملاذاً آمناً) لتطوير أسلحة كوريا الشمالية النووية، أو انتفعوا واستفادوا بالأساس من ذلك، هو أمر يجب أن يكون واضحاً...).
وأضاف خودي أخافي قائلاً بأن تعليقات أندروا زيميل المسؤول الرفيع المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية، قد أشعلت وعززت من ذريعة المحافظين الجدد، وقد تحدث اندرو زيميل (نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لسياسة منع انتشار الأسلحة النووية) لوكالة الأسوشيتيد برس قائلاً بأن الولايات المتحدة تعتقد بأن لسورية عدد من مصادر الإمداد والتزويد السرية بالمعدات والمواد النووية، وذلك لجزء من البرنامج السري.
• أبرز الانتقادات للمزاعم الإسرائيلية- الأمريكية:
أورد خودي أخافي في تحليله الذي نشرته صحيفة آسيا تايمز، الانتقادات التي برزت في مواجهة المزاعم الإسرائيلية- الأمريكية، على النحو الآتي:
- جوشوا لينداس، الخبير الأمريكي في الشؤون السورية قال: (إن جون بولتون يمثل مجموعة أحزنها وضايقها جداً ما أطلقوا عليه وصف أن الولايات المتحدة قد أعلنت الانهزام في مواجهة كوريا الشمالية، عندما قررت أن تضع ثقتها في الكوريتين الشماليتين..
- كرينسيوني، المدير السابق لشؤون عدم نشر الأسلحة النووية بمؤسسة كارنيجي قال: (...مرة أخرى، يبدو هذا الأمر من عمل مجموعة صغيرة من المسؤولين...) الذين يقومون بطبخ المعلومات الاستخبارية وتسريبها للصحفيين والمراسلين من أجل تصعيد وتطوير أجندة تم وضعها مسبقاً.. ووصف كرينسوني ما يحدث الآن إزاء سورية وكوريا الشمالية بنفس ما حدث في الماضي إزاء موضوع الحرب ضد العراق.
- ان وسائل الإعلام الإسرائيلية، سوف تظل تنشر الأخبار والمعلومات نقلاً عن الصحف الأمريكية، وذلك لأن القانون الإسرائيلي يحظر على الصحف الإسرائيلية التطرق لأي معلومات حول الجيش،  إذا لم يقم الجيش الإسرائيلي بإعلانها رسمياً، ويبدو أن سيناريو الحملة الإعلامية قد تم تصميمه بناء على ذلك، بحيث لا تجد الصحافة الإسرائيلية أي فرصة للبحث ومتابعة الأمر، وذلك لأنه بقيل من الجهود، من الممكن لأي صحيفة إسرائيلية أن تصل إلى حقيقة (الكذبة الاستخبارية الكبيرة التي ابتكرتها جماعة المحافظين الجدد، وتقوم بالترويج لها الحكومة الإسرائيلية وإدارة بوش).
وعموماً، المرحلة الثانية من حملة المحافظين الجدد واللوبي الإسرائيلي أبرزت بعض النظريات التفسيرية الخاصة بطبيعة أهداف المؤامرة الجديدة:
- إتاحة السبيل لجواسيس إسرائيل وأمريكا المبثوثين داخل فرق التفتيش الدولي، من أجل الدخول إلى سورية والتجسس على قدراتها العسكرية.
- استخدام ذريعة جديدة من أجل إفشال المحادثات الجارية حالياً بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية عبر اللجنة السداسية.
- إعطاء دفعة لمخطط الضربة الأمريكية ضد إيران.
- إعطاء إسرائيل المزيد من الذرائع للقيام بتوجيه ضربات ضد سورية وإيران دفعة واحدة.
من الواضح أن جماعة المحافظين الجدد قد لعبت دوراً كبيراً في ترتيب المخطط وتنفيذه، وتصعيد حملته من أجل ممارسة الضغوط ضد الرأي العام وإدارة بوش.
كذلك تجدر الإشارة إلى أن ما أورده جون بولتون في صحيفة وول ستريت جورنال الصادرة قبل أكثر من أسبوع من (الحادثة) المزعومة) يشير بوضوح إلى دور جون بولتون نفسه في هذا المخطط، خاصة وأن بولتون ظل لفترة طويلة المسؤول الأول عن شؤون سياسة عدم انتشار الأسلحة النووية في وزارة الخارجية الأمريكية، إضافة إلى ارتباطه القوي بوكالة الأمن القومي، وبوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وبوكالة الطاقة الذرية.. وقد لعب جون بولتون دوراً رئيسياً في القيام بدور (الذراع الأمريكي) الخفي في إدارة سيناريو عمل فرق التفتيش الدولي السابقة في العراق، والتي كان من أبرز مسؤوليها كبير المفتشين بالوكالة ريتر، والذي اعترف لاحقاً بأنه كان يؤدي عمله في العراق، وفي الوقت نفسه يقوم بالتجسس وجمع المعلومات الاستخبارية لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية.. وبأن (معلمه) الذي يشرف عليه هو (جون بولتون) الحالي بلحمه ودمه.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...