الحرب و "تبعاتها" تقسو على مدينة أريحا

24-05-2015

الحرب و "تبعاتها" تقسو على مدينة أريحا

لا تزال الحرب وتبعاتها تلاحق المدن السورية، واحدةً تلو أخرى، وحيث لا توجد اشتباكاتٌ عسكريةٌ هناك قذائف هاون، وحيث لا توجد قذائف هاون ترى حصار "الجهاديين" يشتدّ للضغط على المدن الآمنة.

الواقع الصعب بات جامعاً لكلّ السوريين، وهناك في مدينة أريحا، الواقعة جنوبي إدلب، تجمع ظروف الحرب وقسوتها أهل المدينة بضيوفهم من نازحي المحافظة.

المدينة الواقعة على تخوم الحرب، لم تكتف الرايات السود بتهجير جيرانها إليها، بل لاحقتهم حيث ذهبوا بنيران هاونها وصواريخها، محليّ الصنع منها، وأجنبيّه، يعيش سكّان المدينة وضيوفهم ضمن إيقاعٍ فرضته الحرب عليهم .

وترد  يوميا عدة شكاو ، انقطاعٌ مستمرٌ للمياه، يوازيه انقطاعٌ للكهرباء، وغلاءٌ شديدٌ في أسعار المواد الغذائية ضمن المدينة التي تستقبل مئات العائلات النازحة من مدينة إدلب.

رئيس لجنة الخدمات الإدارية والخدمية في مجلس الشعب الدكتور صفوان قربي، أوضح  أنه بعد لجوء آلاف النازحين من مدينة إدلب إلى مدينة أريحا أصبحت المعاناة أكبر نتيجة للازدحام السكاني الذي لا طاقة للمدينة على استيعابه .

وتابع الدكتور قربي أن "المعاناة الرئيسة للسكان هي انقطاع المياه منذ أكثر من شهرين ونصف مما أجبر السكان على الاعتماد على عدد قليل من الصهاريج المحلية التابعة للقطاع الخاص الذي يوزيع المياه بأسعار غالية جدا، وزاد من الضغط على "المناهل العامة" التي خصصتها الحكومة وبعض المنظمات الإنسانية لتساعد السكان في الحصول على المياه بعد أن فقدوا الأمل بعودة المياه إلى منازلهم".

ويستمر انتظار المواطنين أكثر من 8 ساعات للحصول على صهريج الماء الذي يبيعه القطاع الخاص بـ عشرة ألاف ليرة سورية وهو ما يعادل تقريبا راتب شهر كامل للموظف القائم على رأس عمله في مدينة أريحا والذي لم يستلم راتبه منذ أكثر من ثلاثة أشهر .

وأضاف الدكتور قربي أن "اعداد الصهاريج التي خصصتها الحكومة لتوزع مجانا على المواطنين غير كافية ولابد من زيادة عدد صهاريج الماء وتسهيل حركتها بعيدا عن تجاوزات عناصر اللجان الشعبية التي تقوم إما باحتكار صهاريج المياه أو بيعها للمواطنين بأسعار عالية جدا".

ونوّه إلى أن "نقص المياه أدى إلى انتشار العديد من الأمراض الجلدية التي أصابت الكثير من سكان المدينة الذين لا يتسنى لهم الحصول على المياه من الصهاريج نتيجة لعدم العدل في عملية التوزيع وانتشار الفوضى بشكل كامل".

وعن واقع الكهرباء، أوضح الدكتور قربي أن الكهرباء في حال انقطاع كامل وبشكل كلي ولا يوجد أي تحسن في واقع كهرباء أريحا، وأشار إلى أن المدينة تتعرض يوميا لقذائف الهاون التي تحصد عشرات الشهداء والجرحى .
 
وأشار إلى أن سكان المدينة "يعيشون ظروفاً انسانيةً صعبةً، فلا يتوفر في المدينة الحد الادنى للحاجات الانسانية البسيطة كالمياه والكهرباء ولا يستلمون رواتبهم ومهددون بأي لحظة بالموت نتيجة لقذائف الهاون فكيف يمكن لهم تحمل كل هذه الظروف الصعبة؟".

وتابع، "لابد من القيام بمبادرة إنسانية وأخلاقية لدعم هؤلاء المواطنين وتشجيعهم على الصمود وتحمل ظروف الحرب الصعبة بالقيام بتسهيلات بسيطة لهم وتخفيف العراقيل الادارية والروتينية التي تمنعهم من الحصول على رواتبهم، وهذا أقل ما يمكن تقديمه لهم لمساعدتهم على الصمود فكيف يمكن لمواطن أن يتحمل عدم حصوله على راتبه الشهري الذي يعتمد اعتمادا كليا عليه وهو أحوج ما يكون إليه في هذا الظرف".

وعن الواقع التعليمي في مدينة أريحا، أكّد الدكتور قربي، أن "امتحانات الشهادة الاعدادية تمت بشكل ممتاز رغم كل الإشارات السابقة التي أكدت انه لن يتم اجراء الامتحانات في المدينة".

وتابع، "الأهالي يطالبون بإجراء امتحانات الشهادة الثانوية والسماح لكل طلاب مدينة أريحا بإجراء امتحاناتهم الثانوية التي ستبدأ قريبا"، بينما يطالب الطلبة الجامعيون "بالسماح لهم بمغادرة المدينة إلى باقي المحافظات لاجراء امتحاناتهم الجامعية وتسهيل عودتهم إلى منازلهم بأمان".

يذكر أن مدينة أريحا تحمل أهمية كبيرة من الناحية الاستراتيجية كونها تعدّ ملتقى للطرق بين اللاذقية وجسر الشغور وحلب إضافة إلى طريق حماة – معرة النعمان إدلب ويحتضنها جبل الأربعين الذي تدور به معارك عنيفة .

المصدر: الخبر

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...