زوما: القذافي يرفض مغادرة البلاد وغارات الأطلسي تعطل الوساطة

01-06-2011

زوما: القذافي يرفض مغادرة البلاد وغارات الأطلسي تعطل الوساطة

فشل رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما مجدداً في تسويق المبادرة الإفريقية لحل الأزمة في ليبيا، إذ أعلن، في ختام زيارته لطرابلس أمس، أن الرئيس الليبي معمر القذافي غير مستعد لمغادرة ليبيا، محملاً في الوقت ذاته حلف شمال الأطلسي، الذي يواصل غاراته على المواقع التابعة للقذافي، المسؤولية عن الإخفاق في التوصل إلى مخرج سلمي للصراع، في وقت اعتبر وزير الخارجية الإيطالي أن نظام القذافي «انتهى»، فيما أعلنت باريس أن نشر مروحيات تابعة للأطلسي في ليبيا سيتم في وقت قريب جداً.القذافي خلال استقباله زوما مساء أمس الأول (أ ف ب)
وقال زوما، في بيان عقب اجتماعه مع القذافي في طرابلس، إن الرئيس الليبي طالب بإنهاء حملة القصف التي يشنها حلف شمال الأطلسي للسماح «بإجراء حوار ليبي»، مؤكداً «عدم استعداده لمغادرة البلاد برغم الصعوبات»، ومجدداً دعوته لوقف إطلاق النار.
ورفضت المعارضة الليبية هذه الشروط الشهر الماضي، بعد مهمة سابقة لزوما في ليبيا للتوسط باسم الاتحاد الإفريقي، مشترطة رحيل القذافي أولاً قبل وقف إطلاق النار، كما شدد قادة غربيون يشرفون على العمليات العسكرية التي يقوم بها الحلف الأطلسي في ليبيا على أنهم لن يوقفوا القصف إلى أن يرحل القذافي.
وأضاف زوما «ندعو كل زعماء ليبيا إلى تبني قيادة حاسمة للتوصل إلى حل للأزمة في البلاد ووضع مصالح البلاد أولاً»، معتبراً أن «لا شيء إلا الحوار بين كل الأطراف يمكن أن يوصل إلى حل دائم».
واعتبر زوما أن الغارات التي يشنها حلف شمال الأطلسي تعطل الوساطة الإفريقية لإيجاد مخرج للازمة الليبية. وأشار إلى ان «مجرد طلب الإذن من حلف الأطلسي لزيارة ليبيا يضر بنزاهة الاتحاد الإفريقي»، مضيفاً «لا يمكننا ان نسمح باستمرار هذا النزاع أطول من اللازم. قد يفضي ذلك إلى وضع مأسوي بالنسبة إلى ليبيا وربما بالنسبة للقذافي نفسه».
وظهر القذافي في لقطات التلفزيون وهو يستقبل زوما ومسؤولين آخرين، ثم وهو يمشي معهم في ردهة. وعرض التلفزيون لقطات للقذافي ووفد زوما وهم جالسون في مقاعد بيضاء في غرفة كبيرة، من دون أن يذكر أين عقد الاجتماع.
وفيما استأنفت طائرات الحلف الأطلسي قصفها لطرابلس ومنطقة الجفرة الواقعة إلى الجنوب، بعد ساعات على مغادرة زوما العاصمة الليبية، قال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه إن نشر طوافات في ليبيا ربما يحدث «بسرعة جداً».
في هذا الوقت، اعتبر وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني، الذي افتتح مقر القنصلية الايطالية في بنغازي، ان «نظام القذافي انتهى، وعليه أن يتنحى ويغادر البلاد». وأضاف ان «مساعديه (القذافي) القريبين تركوه، ولم يعد لديه دعم دولي، وقادة دول مجموعة الثماني يرفضونه: عليه ان يرحل»، معتبراً أنه لإجبار القذافي على الرحيل «علينا أن نواصل ضغطنا العسكري ونشدد العقوبات الاقتصادية لضمان عدم تراجع التحرك لمصلحة الشعب الليبي».
وقال فراتيني إن شركة النفط الايطالية «إيني»، وهي أكبر شركة نفط أجنبية في ليبيا، ستساهم في حزمة لمساعدة المجلس الوطني الانتقالي بالمال والوقود، مشيراً إلى أنه وقّع مذكرة تفاهم تشمل حزمة مساعدة «لكميات ضخمة من الوقود ومبالغ كبيرة من المال بمئات الملايين من اليورو» لصالح المجلس.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش إن موسكو مستعدة لإرسال فريق من الخبراء إلى ليبيا للتأكد من صحة تقارير تحدثت عن مقتل ابن القذافي وثلاثة من أحفاده. وأوضح أنه «في حالة وجود طلب رسمي، فإن روسيا ستكون مستعدة لإرسال فريق من الخبراء المؤهلين إلى طرابلس... ذلك أنه من الأهمية توضيح الموقف لأن مسائل الحياة والموت يجب ألا تستخدم لأغراض الدعاية».
وكان رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني شكك في تقارير تحدثت عن مقتل ابن القذافي وثلاثة من أحفاده في غارة لحلف شمال الأطلسي، قائلاً إن الأمر ربما يكون «دعاية».
وحثت وزارة الخارجية الصينية جميع الأطراف في ليبيا على التوصل إلى وقف لإطلاق النار وحل الأزمة من خلال الوسائل السياسية، مشددة على ان «الصين تحترم خيار الشعب الليبي وتؤيد جميع الجهود التي تساعد في معالجة الأزمة بطريقة سياسية». وأضافت الخارجية الصينية أن بكين «تريد أن تظل على اتصال بجميع الأطراف وأن تضطلع بدورها الخاص في السعي لإيجاد حلول سياسية للأزمة».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...