مستقبل التعاون الجورجي – الأمريكي - الإسرائيلي

05-02-2009

مستقبل التعاون الجورجي – الأمريكي - الإسرائيلي

الجمل: انتهت العمليات العسكرية في المواجهة الروسية – الجورجية، ولكن على ما يبدو، فإن الصراع الجورجي – الروسي لم ينته بعد، وتقول المعلومات والتسريبات أن طرفي الصراع ينخرطان حالياً في حشد القدرات وتمهيد المسرح لجولة المواجهة الجديدة التي برغم أنها غير وشيكة، ولكنها بالتأكيد قادمة طالما أن احتقانات العنف السياسي الكامنة ما تزال مسيطرة على خط الحدود الجورجية – الروسية.
* ماذا تقول آخر المعلومات؟
قبل أسبوع من تنصيب باراك أوباما ودخوله البيت الأبيض الأمريكي سارعت إدارة بوش الجمهورية إلى استباق إدارة أوباما الديمقراطية وتحديداً يوم 9 كانون الثاني 2009 حيث عقدت وزيرة الخارجية الأمريكية (آنذاك) كوندوليزا رايس اجتماعاً مع نظيرها الجورجي غريقول فاشادزه، شهد توقيع ما أطلقت عليه تسمية ميثاق الشراكة الاستراتيجية الأمريكية – الجورجية، وتقول التسريبات الأولوية أن هذا الميثاق يتضمن البنود التالية:
• التأكيد على مفهوم الأمن الجورجي باعتباره امتداداً ضرورياً لمفهوم الأمن الأمريكي.
• التأكيد على تلازم المسار الأمني الجورجي – الأمريكي.
• التأكيد على التعاون الثنائي الأمريكي – الجورجي الخاص وتحديداً في مجالات الأمن والدفاع.
هذا، وتقول المعلومات كذلك أن إدارة بوش قد سعت إلى استعجال هذا الميثاق قبل تولي إدارة أوباما الديمقراطية لمسؤولياتها وتقول التسريبات أن الرئيس الأمريكي جورج بوش تقدم طالباً على وجه السرعة من البنتاغون ووزارة الخارجية إعداد مسودات الاتفاق بما يتيح له إصدار موافقته النهائية عليها وتقول المعلومات بأن إدارة بوش قد بررت استعجال توقيع الشراكة الاستراتيجية على خلفية التعبير عن المخاوف الأمريكية من احتمالات استغلال روسي للفراغ الاستراتيجي الأمني – العسكري، الذي نشأ في منطقة القوقاز بعد هزيمة القوات الجورجية على يد القوات الروسية، وبالتالي فإن توقيع اتفاق الشراكة سيردع احتمالات قيام أمريكا باستهداف جورجيا في الفترة المقبلة.
* الشراكة الاستراتيجية الأمريكية – الجورجية: العامل الإسرائيلي:
خلال فترة ما قبل الحرب الروسية – الجورجية كانت إسرائيل تمثل اللاعب الرئيس في الساحة الجورجية فقد كانت واشنطن تقدم التمويل والعتاد والمساعدات لجورجيا عبر تل أبيب وكان ذلك يتيح لواشنطن الزعم بحزم أمام موسكو بأنها لم تقدم أي مساعدات وليس لها أي وجود في جورجيا وبأنها ما تزال ملتزمة باتفاقياتها وتفاهماتها الثنائية مع روسيا.
ولكن وبمجرد اندلاع المواجهة العسكرية الجورجية – الروسية فقد سارعت تل أبيب إلى سحب الإقامة من خبرائها العسكريين الذين كانوا متواجدين في جورجيا، هذا وتقول المعلومات أن المنظور الإسرائيلي للعلاقات الجورجية – الإسرائيلية يمثل جزءاً لا يتجزأ من مخطط تأمين الحدود الشمالية الإسرائيلية الذي يعتبر من أهم المكونات المذهبية الأمنية الإسرائيلية الخاصة بمرحلة ما بعد الحرب الباردة وصعود قوة النفوذ الأمريكي في العالم.
يقول الخبراء الإسرائيليون أن سحب الخبراء الإسرائيليين من جورجيا أدى إلى حدوث فراغات في المجال الحيوي الأمني الإسرائيلي الشمالي.
ولكن بعد حلول التهدئة على خط الحدود الجورجية – الروسية ونجاح نظام الرئيس الجورجي ميخائيل ساخاشفيلي في البقاء في السلطة بعد التغلب على المعارضة السياسية التي نشطت حملاتها لجهة إقصائه بسبب الهزيمة العسكرية فقد عاد الإسرائيليون مرة أخرى إلى الساحة الجورجية وتشير المعلومات إلى الآتي:
• قيام تل أبيب بإجراء مراجعة شاملة للقدرات الجورجية.
• قيام الخبراء الإسرائيليين بوضع الخطط اللازمة لإعادة بناء القدرات الجورجية.
• رعاية الإسرائيليين للتفاهمات على خط تبليسي – واشنطن وإقناعهم للإدارة الأمريكية بضرورة دعم جورجيا باعتبارها تمثل ركناً أساسياً في الدفاع عن أمن إسرائيل الحيوي من الاتجاه الاستراتيجي الشمالي.
إضافة لذلك، فإن واشنطن نفسها تعتبر جورجيا نقطة أساسية في مخطط تشديد الحصار على روسيا وتحديداً في السيطرة على البوابة القوقازية التي تمثل المنفذ الروسي الرئيس على العالم. إضافة لذلك، فإن واشنطن تسعى لتمهيد المسرح الجورجي لاستضافة القوات الأمريكية ويفكر الأمريكيون في إقامة قواعد جوية في جورجيا وأيضاً قاعدة بحرية رئيسية في ساحل جورجيا المطل على البحر الأسود.
التعاون الجورجي – الأمريكي – الإسرائيلي يرتبط بتوازنات الأوضاع الإقليمية في مناطق القوقاز الشمالي والجنوبي والبحر الأسود إضافة إلى منطقة شرق المتوسط الفائقة الأهمية للأمن الإسرائيلي. وتقول المعلومات بأن محور واشنطن وتل أبيب يسعى لإعداد المسرح الجورجي ليس تحسباً للمواجهات المحتملة مع روسيا وإنما لجملة من الأسباب الأخرى والتي من أبرزها:
• احتمالات تدهور العلاقات مع تركيا وذلك لأن استمرار وجود حزب العدالة والتنمية الإسلامي في أنقرة قد يترتب عليه تدهور علاقات محور واشنطن – تل أبيب مع أنقرة.
• تعزيز قدرة محور واشنطن – تل أبيب في الضغط على أنقرة بحيث تكون أنقرة أمام خيار التعاون لأقصى حد مع محور واشنطن – تل أبيب أو تواجه خيار تحويل أمريكا لمصالحها الاستراتيجية العسكرية والأمنية لجورجيا.
• تشديد قبضة محور واشنطن – تل أبيب على منطقة القوقاز بما يترتب عليه تعزيز القدرة في السيطرة على خطوط أنابيب نقل النفط والغاز القادمة من منطقة بحر قزوين ومنطقة آسيا الوسطى.
عموماً، تشير توقعات الخبراء إلى أن نظام ساخاشفيلي الجورجي يخطط لتعاون أمني – عسكري أكبر مع محور واشنطن – تل أبيب بما يتيح لجورجيا القيام بدور "إسرائيل القوقاز" وبدور "شرطي البحر الأسود"..

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...