ماجد الماجد «الكنز الثمين».. من يفتح صندوق أسراره؟

03-01-2014

ماجد الماجد «الكنز الثمين».. من يفتح صندوق أسراره؟

الماجد الكنز الثمين في انتظار صدور نتائج فحص الحمض النووي (DNA)، والتثبّت من ان الموقوف بعهدة مخابرات الجيش اللبناني هو ماجد الماجد «أمير كتائب عبدالله عزام»، الصيد الثمين الذي استعصى على العديد من اجهزة المخابرات في المنطقة والعالم، فان الاهتمام لا يزال متمحورا حول طريقة التوقيف أولا، ومجريات التحقيق ثانيا، وموضوع تسليمه أو مشاركة جهات خارجية في التحقيق معه ثالثا، فضلا عن ارتدادات توقيفه على «كتائب عبدالله عزام» على الوضع الأمني في لبنان من جهة، وعلى المؤسسة العسكرية من جهة ثانية.
ووفق المعلومات المتوافرة، فان الماجد الذي يعاني من وضع صحي دقيق، يخضع للعلاج في أحد المراكز الطبية في بيروت في ظل اجراءات أمنية مشددة واستثنائية اتخذتها المؤسسة العسكرية وشملت كل ثكناتها ومواقعها وحواجزها على كل الأراضي اللبنانية.
وبعد حسم هوية الماجد بنسبة 100 في المئة، ستبدأ المرحلة الثانية والمتعلقة بالتحقيق مع هذا الموقوف المتورّط في ملفات أمنية متشعبة آخرها التفجير الانتحاري المزدوج قرب السفارة الايرانية في بئر حسن في تشرين الثاني الماضي.
وقد استبعدت أوساط قضائية لبنانية بارزة تسليم الماجد لجهات خارجية، وأكدت تمسّك السلطات القضائية اللبنانية بحقها في متابعة هذا الملف، كون الموقوف قد ارتكب جرائم ارهابية عدّة على الأراضي اللبنانية قبل أن يصبح على رأس تنظيم ارهابي وبعده، حيث صدر بحقه حكم غيابي من القضاء اللبناني بالأشغال الشاقة المؤبدة في العام 2009 في قضية معركة مخيم نهر البارد التي خاضتها «فتح الاسلام» ضد الجيش اللبناني.
وطلبت السلطات الايرانية عبر مذكرة رسمية تقدم بها سفيرها في بيروت غضنفر ركن أبادي الى وزارة الخارجية اللبنانية المشاركة في التحقيق مع الماجد، في قضية تفجير السفارة الايرانية. وقال وزير الخارجية عدنان منصور ان إيران طلبت رسمياً من لبنان المشاركة في التحقيق، مشيراً إلى أن «موضوع الماجد مرتبط بعدد من الدول ومنها إيران وسوريا، وتسليمه إلى دولة ما بحاجة إلى اتفاقيات بين البلدين». وأوضح منصور لقناة «المنار» أن «من حق لبنان أن لا يسلمه إلى احد، وتطبيق الحكم عليه».
واذا كانت السلطات السعودية، ستطالب بتسليم الماجد لأنه يحمل الجنسية السعودية وكونه ارتكب جرائم ارهابية على الأراضي السعودية (راجع الكادر المرفق)، فان الولايات المتحدة، التي لعبت دورا أمنيا في عملية رصد ماجد الماجد وصولا الى توقيفه، فإنها ستطالب، على الأرجح، بالمشاركة في التحقيق مع الماجد وربما بتسليمه إليها، حسب جهات ديبلوماسية غربية في بيروت.
وذكرت قناة «ال بي سي»، أن ماجد الماجد شارك بالتخطيط لمحاولة اغتيال شخصيات من الصف الأول في «حزب الله» واستهداف أبرشيات مسيحية في لبنان. وأشارت الى أن الماجد تلقى تعليمات من سعوديين في «القاعدة» للإعداد للانتقال من لبنان إلى سوريا فالعراق «والتعليمات التي كان سيطلب منه تنفيذها هدفها قلب المعادلات في لبنان والمنطقة».
وكان رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي قد أشاد بجهود أجهزة الأمن اللبنانية الرامية لكشف واعتقال العناصر الضالعة في التفجير الذي استهدف السفارة الإيرانية في بيروت في تشرين الثاني الماضي، داعياً السلطات اللبنانية للتدقيق في مسألة أن «العنصر الرئيسي في العملية سعودي الجنسية».
وأضاف في حديث لوكالة «فارس» الايرانية: «على الحكومة اللبنانية المسؤولة عن توفير الأمن في البلاد، الالتفات اكثر من غيرها الى مسألة ان العنصر السعودي يأتي على رأس الجهة الضالعة بتنفيذ عملية التفجير أمام السفارة الإيرانية في بيروت».
وقال رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية: «تتردّد اخبار عن مطالبة دول بتسليم ماجد الماجد، علما ان تسليمه، ليس فقط يشكل سابقة خطيرة، بل انه انتهاك فاضح لسيادة لبنان وضرب للإنجاز النوعي الذي تحقق في إلقاء القبض عليه».
واكد ان «الدولة التي تحترم سيادتها وقوانينها لا تتنازل عنها بطلب من اي دولة اخرى، فكيف اذا كان الموقوف مرتكبا وخطيرا ومشروع تخريب وفتنة»، مطالبا «بان تُحترم سيادتنا وان لا يُسلم المدعو ماجد الماجد لاي دولة اخرى، بل تتم محاكمته في لبنان حفاظا على ما تبقى من هيبة دولتنا وسيادة وطننا وامن مواطنينا».
واعتبر السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي «أن ماجد الماجد بادواره المعلنة وغير المعلنة هو ارهابي في تنظيم ارهابي يشكل خطراً ليس فقط على لبنان بل على العالم»، مشيراً الى أن «الارهاب المتنقّل الذي يعبر الحدود الى سوريا من لبنان وتركيا والاردن، هو مدعوم من السعودية التي أعلنت انها لن توقف دعم هؤلاء المسلحين حتى ولو توقف الغرب عن ذلك»، متمنّياً «التنسيق بموضوع الماجد وعدم القفز على الحقائق، وعدم التساهل في ارضاء والاستجابة الى امور لا تخدم أمن لبنان». واكد «أن هناك تنسيقاً بين لبنان وسوريا ولكن في حدوده الدنيا».
يذكر أن الماجد يحمل ألقابا عدة بينها عبد الرحمن - طلحة - ابو اليحيى ــ مصطفى، واسمه الحقيقي ماجد محمد عبد الله الماجد، والدته هيلة، من مواليد العام 1973.
كما أن الماجد هو المطلوب الرقم 70 في قائمة الـ85 الارهابية، التي صدرت قبل سنوات عن وزارة الداخلية السعودية، وعيّن بداية تموز 2012 قائداً لـ«كتائب عبدالله عزام» بعد اصابة زميله الموقوف لدى السلطات السعودية صالح القرعاوي بعاهة مستديمة. ووضعت الولايات المتحدة «كتائب عزام» على لائحة المنظمات الارهابية في 24 أيار 2012.
يذكر أن «كتائب عزام» ظهرت الى العلن في العام ٢٠٠٤ بتبنيها ثلاثة تفجيرات في منتجع طابا وشاطئ نويبع وشرم الشيخ في مصر. كما تبنت قصف بارجتين أميركيتين في ميناء العقبة في العام ٢٠٠٥، واستهداف سياح أجانب قرب المتحف المصري، وقصف مدينتي إيلات والعقبة بخمسة صواريخ «غراد» في آب 2010. وأعلنت «الكتائب» نفسها مسؤوليتها عن تفجير انتحاري ضد ناقلة نفط يابانية قبالة السواحل الإماراتية في السنة نفسها، فضلا عن مسؤوليتها عن تفجير السفارة الايرانية في بيروت وضرب صواريخ «كاتيوشا» من الجنوب اللبناني.

السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...