ما هي خيارات محمود عباس في ظل الدعم الأمريكي للسلطة

14-10-2006

ما هي خيارات محمود عباس في ظل الدعم الأمريكي للسلطة

الجمل:  منذ لحظة الخلاف على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، في منتصف أيلول، فقد أصبحت البيئة السياسية الفلسطينية أكثر خطورة، وعلى خلفية العزل السياسي والاقتصادي الدولي توقفت السلطة الفلسطينية تماماً، وأصبحت عاجزة عن القيام بأي دور وظيفي فاعل.
المعاناة الإنسانية الهائلة من جراء عملية عدم دفع الرواتب، إضافة إلى العنف الفصائلي، والاضطرابات والمواكب وحالة السخط المتبادل أصبحت تدفع جميعها باتجاه انفجار الصراع الفلسطيني- الفلسطيني.
يقول تقرير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الصادر يوم الخميس 12 تشرين أول 2006م، بأن المشهد الفلسطيني الراهن ينحدر كل يوم باتجاه الهاوية وحالة سلطة وحكم أمراء الحرب، وهي حالة سوف تهيمن عليها العشائر والعصابات المحلية التي باتت أكثر استعداداً وجاهزية.
تسعى كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية حالياً، إلى إنقاذ بعض الجوانب المتعلقة باتفاق تشرين الثاني 2005م، حول الحركة والمعايير، أيضاً من أجل تدعيم وتعزيز قوة حرس محمود عباس الرئاسي، وتوسيع قدرة رئيس السلطة الفلسطينية في توزيع الأموال على المؤسسات الفلسطينية والفلسطينيين.
خيارات محمود عباس المحدودة:
• تعديل الدستور: الدستور الفلسطيني يعطي كل من المجلس التشريعي الفلسطيني والرئيس الفلسطيني الاختصاصات والصلاحيات على نحو محدد، فالرئيس الفلسطيني –على سبيل المثال- يحتاج إلى موافقة المجلس التشريعي الفلسطيني في حل مجلس الوزراء، وفي إعلان حالة الطوارئ لأكثر من شهر.. وحالياً لا يستطيع أن يضمن هذه الموافقة، وذلك لأن حماس تسيطر على 74 مقعداً من إجمالي مقاعد المجلس البالغة 132 مقعداً، وبالتالي إذا حاول محمود عباس تغيير الدستور لكي يحصل على صلاحيات أكبر ويعزز موقفه إزاء المجلس التشريعي الفلسطيني، فإنه سوف يصطدم بأغلبية حماس في المجلس التشريعي وفي الشارع الفلسطيني.
• المفاوضات مع حماس: وبرغم أن محمود عباس قد انخرط في مشاورات طويلة مع حركة حماس، إلا أن جهوده ظلت تصطدم بعقبتين، الأولى تتمثل في إسرائيل الرافضة لأي تعامل مع حماس إلا ضمن شروط إسرائيلية ظلت ترفضها حماس بشكل قاطع، والثانية تتمثل في أمريكا وحلفائها الغربيين الرافضين لتقديم أي دعم وتأييد لمشاركة حماس، بسبب توجهاتها الإسلامية، إضافة إلى ارتباطهم بالموقف الأمريكي.
• مساعدة الأطراف العربية: وهذا المسار يتضمن الكثير من القيود والمحددات، منها أن محمود عباس أصبح مرتبطاً بمجموعة الدول المرتبطة بالسياسات الأمريكية في المنطقة، مثل: الأردن، مصر، قطر، السعودية... وغيرها، بينما حركة حماس ليس لها روابط وثيقة مع هذه الدول، وبالتالي فإن فرص النجاح في هذا المسار محدودة، لا بسبب تشدد حركة حماس، وإنما بسبب التدخل الأمريكي الواضح في المبادرات التي تقدمها هذه الدول.
وعموماً يمكن القول: إن هناك مخرج يعمل الإسرائيليون والأمريكيون من أجل تقديمه لمحمود عباس، يتمثل في أن يلجأ الرئيس الفلسطيني إلى خوض انتخابات رئاسية مبكرة، تحت شعار: الاعتراف بإسرائيل، نبذ الضعف، وتأييد حل إقامة الدولتين، وذلك على أساس اعتبارات أن فوز محمود عباس بالرئاسة تحت هذه الشعارات من الممكن أن يشكل في حد ذاته استفتاءاً  ضاغطاً على حركة حماس لكي تتراجع عن مواقفها الحالية.
وعلى أية حال يمكن القول: إن الانتخابات الرئاسية الفلسطينية بهذه الطريقة، إن أدت إلى هزيمة محمود عباس وفوز مرشح إسلامي للرئاسة الفلسطينية، سوف تقود على مواجهة أكبر داخل وخارج الأراضي المحتلة، وعلى ما يبدو هذا ما تريده إسرائيل، وذلك لكي تخلق ذريعة جديدة لضم المزيد من الأراضي الفلسطينية وإعلان حدودها من جانب واحد وإقامة الجدار العازل.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...