مؤتمر المعارضة السورية: قادة عسكريون يلقون السلاح

26-09-2012

مؤتمر المعارضة السورية: قادة عسكريون يلقون السلاح

على الرغم من التفجيرين اللذين ضربا وسط دمشق صباح اليوم، عقد مؤتمر المعارضة السورية في الداخل قرب مكان وقوع التفجيرين اليوم الأربعاء، وذلك بحضور طيف واسع من أحزاب المعارضة السورية التي تطالب بالتغيير الديموقراطي وترفض التسلّح، إضافة إلى سفراء كل من روسيا والصين والجمهورية الإسلامية الإيرانية.إحدى المجموعات التي أعلنت قبولها بالحوار وإلقاء السلاح .

مؤتمر معارضة الداخل شهد مواقف هامة للسفير الروسي لدى دمشق الذي دعا إلى الوقف الفوري للعنف وبدء حوار بين المعارضة والسلطة، مؤكداً أن إنعقاد المؤتمر هو سعي حر لكسر الحلقة المفرغة للقتل والعنف، وأن روسيا تسعى من أجل العمل على تحقيق المصالحة الوطنية بين السوريين.

من جانبه، أعاد السفير الصيني لدى دمشق التأكيد على دعم بلاده لمهمة مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، وبذلها جهوداً جبارة مع الأطراف المعنية بشكلٍ متوازن، آملاً من المجتمع الدولي أن يلعب دوراً إيجابياً لحل الأزمة، كما تمنى استمرار الإتصالات مع جميع الأطراف المعنية لحلّ الأزمة.

السفير الصيني أعرب عن دعم بلاده لمؤتمر قوى المعارضة السورية في الداخل، وأعلن أن موقف الصين من سورية ليس سياسياً، إنما هو موضوعي ومسؤول إنطلاقاً من الحرص على الشعب السوري، واعتبر أن الوضع السوري يزداد تعقيداً، آملاً أن يتحقق استتباب الأمن والسلام في سورية في أقرب وقت.

وفي كلمته أمام المؤتمر، رأى السفير الإيراني لدى دمشق أن الأزمة نسج خيوطها أعداء سورية، وأن الوصول إلى الديموقراطية لن يكون يوماً عن طريق فوهات البنادق، وشدد على أن اللجوء إلى العنف يؤجج الأزمة ويعقد المشكلة، وهو إذ دان التفجيرين "الإرهابيين" اللذين شهدتهما دمشق اليوم، إعتبر أن الحوار هو الحل الأنسب للوصول إلى الهدف المنشود.

وتحدثت في المؤتمر شخصيات معارضة عديدة تمثل مختلف أحزاب المعارضة في الداخل السوري، حيث تحدث الوزير المعارض قدري جميل معتبراً أن ما يميز هذه القوى هو أن تحالفاتها الوحيدة هي تحالفاتها المعلنة، وأنها لا تعمل في الخفاء، وانه ليس هناك من هوة بين قولها وفعلها.

جميل دعا إلى تغيير ديموقراطي سلمي تدريجياً، على المستويات الإقتصادية، الإجتماعية والسياسية، وكشف عن عزم قوى المعارضة عقد مؤتمر جامع لكل أطياف المعارضة الداخلية كخطوة أساسية للحوار.

وهاجم جميل القوى التي لا تريد الحوار ووصفها بـ"قوى الفساد الراغبة باستمرار العنف من أجل مصالحها". وأضاف "سنظل مدافعين عن مصالح الناس والدليل أن تشكيل وزارة للمصالحة كان اقتراحنا.. ولسنا نادمين على دخول الحكومة وتجربة الشهرين الماضيين تثبت صوابية خيارنا، ودخول الحكومة لا يعني أننا لم نعد في المعارضة".

ورأى قدري جميل أن التاريخ لن يرحم من يدعي أنه معارضة وهو ليس كذلك، أو من يدعي أنه موالاة وهو ليس كذلك، وهو لن يرحم من يعرقل الحوار ويقصي الآخر، ومن يستخدم العنف سبيلاً وحيداً لحل الأزمة، مضيفاً أن التاريخ سيرد على "الإتهامات بحقنا" وهو لن يرحم من يستدعي التدخل الخارجي علناً او سراً.

بدوره تحدث عضو رئاسة الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير عادل نعيسة متسائلاً "أليس الأجدى بنا توفير سفك الدماء بالذهاب إلى الحوار؟"، ورأى أن لا مجال لكسر العظم في سورية، مضيفاً "لن يكون في حساباتنا منتصر إلا الوطن".

مؤتمر المعارضة شهد مفاجآت لم تكن متوقعة، حيث حضرت أمامه مجموعة مسلحة سابقة، أعلنت أمام المؤتمرين تراجعها عن حمل السلاح، وتأييد الجهود السلمية لحل الأزمة. وتحدث بإسم المجموعة المقدم خالد عبدالرحمن الزالم، معلناً رفضه ومن معه "حمل السوري السلاح بوجه أخيه السوري".

وفي السياق نفسه، تحدث ياسر العبد وهو قائد سابق لمجموعات مسلحة في الجيش السوري الحر كانت تقاتل الجيش السوري في مدينة حلب قائلاً "أرادوا إحراق بلدنا والمستهدف هو وطننا ولذلك تخلينا عن السلاح"، متوجهاً إلى المؤتمر " نؤيد جهودكم لحل الأزمة ونحن معكم من أجل ذلك".

وشهدت دمشق صباح اليوم تفجيرين بالقرب من رسائة هيئة الأركان في وسط المدينة، و تبعهما إطلاق نار ومطاردات من الجيش لمجموعات مسلحة.

المصدر: الميادين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...