مؤتمر أنابوليس: المقدمات والكواليس والنتائج

11-11-2007

مؤتمر أنابوليس: المقدمات والكواليس والنتائج

الجمل: نشر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى على موقعه الإلكتروني تحليلاً من إعداد ديفيد ماكوفيسكي اليهودي الأمريكي وخبير اللوبي الإسرائيلي البارز في شؤون عملية سلام الشرق الأوسط، حمل التقرير عنوان "أنابوليس وعملية سلام مزدوجة المسار".
يحاول ماكوفيسكي في تحليله توضيح معالم سيناريو مؤتمر أنابوليس، التي ما يزال معظم المراقبون ينظرون إليها باعتبارها ما تزال غامضة ومبهمة بالنسبة إليهم، وذلك بسبب كثرة الخلافات الإسرائيلية – الفلسطينية، إضافة إلى عدم وضوح مواقف الأطراف التي يتوقع مشاركتها في هذا المؤتمر.
يتناول ديفيد ماكوفيسكي ثلاثة نقاط أساسية هي، المقدمةـ وتضمينات الأجندة الأخيرة، والاستنتاج. هذا، ويمكن تناول واستعراض هذه النقاط على النحو الآتي:
* المقدمة:
الملاحظات العامة المعلنة بواسطة كبار المسؤولين الأمريكيين والفلسطينيين  والإسرائيليين، تشير إلى أن ملامح مؤتمر السلام القادم في أنابوليس قد تغيرت:
• أولاً: سوف لن يتم التطرق إلى الإعلان الخاص بقضايا الوضع النهائي كقضايا اللاجئين وقضية القدس وقضية الحدود وقضية الأمن. وبدلاً عن ذلك سيركز المؤتمر على أن يكون مجرد نقطة البداية التمهيدية لإمكانية التفاوض مستقبلاً حول هذه القضايا.
• ثانياً: سوف يحاول المؤتمر إحياء ملف خارطة الطريق التي سبق أن تم إعدادها بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا في العام 2003م. ولكن بالتركيز على تنفيذ حيثيات المرحلة الأولى من خارطة الطريق والتي تتضمن التعاون على الأرضية العملية بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني لجهة تحسين الأداء الأمني الفلسطيني، والحد من أنشطة بناء بالمستوطنات الإسرائيلية الجديدة إضافة إلى قضايا أخرى.
• سوف تعمل الولايات المتحدة من أجل توظيف المؤتمر ليكون من بين وسائل تجميع وحشد التأييد الدولي لصالح رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
* تضمينات وتداعيات الأجندة الأخيرة:
وضمن هذه النقطة يشير ماكوفسكي إلى الآتي:
• لأول مرة منذ العام 1993م، يتم الاهتمام بعملية السلام بواسطة زعيمين إسرائيلي وفلسطيني يعتقد كل واحد منهما بأن الآخر يعمل بجدية من أجل السلام، وذلك بعكس ما كان سابقاً من عدم ثقة بين الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات والزعيم الإسرائيلي إيريل شارون، اللذان كان كل واحد منهما أكثر شكاً في مصداقية الآخر إزاء إنجاز السلام.
• يواجه كل طرف (الفلسطيني والإسرائيلي) مشكلة داخلية خاصة، فالزعيم الفلسطيني محمود عباس أصبح يواجه خطر تهديد حماس والسخط المتزايد ضده بواسطة قاعدة أنصار حركة فتح، أما الزعيم الإسرائيلي إيهود أولمرت فهو يواجه خطر معارضة الليكود والمتشددين، وخطر تفكك وانهيار الائتلاف الذي يقوده، إذا انسلخت وخرج من التحالف حزب إسرائيل بيتنا بزعامة اليهودي الروسي ليبرمان وحزب شاس الذي يتزعمه دينياً الحاخام أوفاديا يوسف، وسياسياً إيلي يشعاي.
• بالنسبة لكوندوليزا رايس، سوف يمثل انعقاد المؤتمر من جهة أولى نجاحاً لها، لأن عدم انعقاد المؤتمر سيوجه ضربة قاصمة لوجودها كوزيرة للخارجية، ولمستقبلها السياسي في الإدارات الجمهورية القادمة. ومن جهة ثانية سوف يمثل فشلاً وتراجعاً لها، لأن توقعاتها بإدراج القضايا الجوهرية المتعلقة بالصراع الفلسطيني – الإسرائيلي لم تتحقق، ولم يعد من بديل أمامها حالياً، بسبب ضيق الوقت سوى التركيز على أن يلعب المؤتمر دور الأرضية التمهيدية المستقبلية لعملية السلام، التي ظلت تلهث ورائها طويلاً..
• المعالم الواضحة حالياً لمؤتمر أنابوليس هي:
* سوف تقوم الإدارة الأمريكية باستخدام الترغيب والترهيب في عملية دفع الدول العربية المدعوة لكي تقوم بحضور المؤتمر.
* سوف تعلن الإدارة الأمريكية مساندتها لخارطة الطريق والتركيز حصراً على المرحلة الأولى منها، أما المرحلة الثانية والثالثة، فسوف ترفض الولايات المتحدة الالتزام بأي شيء تجاهها، إلا بعد تنفيذ الأطراف لالتزامات المرحلة الأولى حصراً..
• إذا اتفق الطرف الفلسطيني مع الطرف الإسرائيلي على إمكانية القيام بشكل متزامن بين تنفيذ التزامات المرحلة الأولى من خارطة الطريق، والتفاوض حول التزامات وبنود المرحلتين الثانية والثالثة، فإن الإدارة الأمريكية سوف تقبل ذلك ولكن بحذر بحيث تتيح مجالاً أكبر للمناورة والمساومة.
• المسوامات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، حتى الآن توقفت في النقطة التالية:
* أن يمنح الإسرائيليون التنازلات في موضوع القدس مقابل أن يمنح الفلسطينيون التنازلات في موضوع حق العودة.
* أن يمنح الإسرائيليون التنازلات حول موضوع القدس والضفة الغربية مقابل حق العودة.
وحتى الآن لا تزال الصورة غامضة، فالفلسطينيون يتمسكون بضرورة الحصول على كامل القدس والضفة الغربية مقابل إمكانية تقديم تنازلات فيما يتعلق بحق العودة وهو ما يرفضه الإسرائيليون تماماً.
* الاستنتاج:
يقول الخبير ديفيد ماكوفيسكي بأن الطبيعة المتغيرة لمؤتمر أنابوليس قد تم تصميمها لتلافي الفشل، أو حدوث أزمة فلسطينية – إسرائيلية في التفاوض حول القضايا الخلافية الجوهرية.
وقريباً سوف تتوضح الصورة أكثر فأكثر، وبالذات على الجانب الأمريكي الذي بدأ في ممارسة الضغط المتزايد على ثلاثة محاور:
• الفلسطينيين.
• الإسرائيليين.
• المعتدلين العرب.
عموماً، إن مخطط إفشال مؤتمر السلام الذي يتم الإعداد له بطريقة مزدوجة، هو مخطط يتم على النحو الآتي:
• على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية: تعمل كوندوليزا رايس على إنجاح المؤتمر بمساندة جورج بوش الفاترة، ومن وراء الكواليس يعمل ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي وإليوت إبراهام وجماعات اللوبي الإسرائيلي والمحافظين الجدد من أجل إفشال المؤتمر على النحو الذي يفتح الباب لجولة جديدة من الصراع في المنطقة.
• على مستوى إسرائيل:يعمل الرئيس أولمرت من أجل إنجاح المؤتمر بحيث يؤدي نجاحه إلى الحفظ على شعبية أولمرت وشعبية حكومته، ومن الناحية الأخرى تعمل جماعات الليكود والمتطرفين من أجل إفشال المؤتمر  بما يؤدي إلى إضعاف أولمرت وتحالف كاديما الحاكم نهائياً في الانتخابات الإسرائيلية القادمة.
وتحت السطح أيضاً، يوجد تنسيق كبير غير محدود بين معسكر ديك تشيني في أمريكا ومعسكر الليكود في إسرائيل.. وسوف ننتظر ونرى.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...