لبنان: 7 قتلى و20 جريحاً في تظاهرات الكهرباء

28-01-2008

لبنان: 7 قتلى و20 جريحاً في تظاهرات الكهرباء

تطورت حركة احتجاجية على انقطاع التيار الكهربائي في الضاحية الجنوبية في بيروت إلى توتر أمني عنيف، سقط فيه 7 قتلى و20 جريحاً، أكد متظاهرون ومراقبون أن القتلى والجرحى سقطوا نتيجة عمليات قنص استهدعناصر من الجيش يزيلون إطارات مشتعلة في شارع مار الياس في بيروتفت المتظاهرين الذين كانوا يحرقون الإطارات، وقد دعت حركة أمل وحزب الله إلى عدم القيام بأي رد فعل، وإلى الهدوء وضبط الأمور، وإفساح المجال أمام القوى الأمنية المختصة لمعالجة الموقف.وتأتي اعمال العنف هذه في وقت عقد وزراء الخارجية العرب أمس اجتماعهم الاستثنائي المستأنف في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة بتأخر نحو ساعتين مساء أمس، وقال مصدر ل “الخليج” أن اجتماعا تشاوريا غير رسمي عقد قبل الاجتماع العام، وضم رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني ووزراء خارجية مصر أحمد أبو الغيط وسوريا وليد المعلم والسعودية الأمير سعود الفيصل وعمان يوسف بن علوي والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.وناقشوا فيه الأوضاع على الساحة اللبنانية، في محاولة للتوصل إلى صيغة يمكن بموجبها تنفيذ المبادرة العربية لحل الأزمة اللبنانية، وخصوصا التفسير الخاص بالبند الثاني فيها، والمتعلق بتوزيع الحصص الوزارية في حكومة الوحدة الوطنية بين الأكثرية والمعارضة ورئيس الجمهورية.

وعرفت منطقة مار مخايل  الشياح في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية توتراً أمنياً ملحوظاً عصر أمس، إثر نزول متظاهرين ومحتجين إلى الشارع بسبب انقطاع التيار الكهربائي، فعملوا على قطع الطرقات بواسطة حرق الإطارات. وعلى الفور، توجهت دورية لقوى الأمن الداخلي إلى المنطقة للعمل على إعادة فتح الطريق. وفي هذه الأثناء، سمع إطلاق نار في المنطقة، فكثفت قوى الجيش والأمن دورياتها وقطعت الطريق المؤدية إلى الشويفات عند مفرق الحدث والطريق المؤدية إلى الشفروليه، حفاظاً على سلامة الناس وإفساحاً في المجال أمام الجيش لمعالجة الموقف، وأدى إطلاق الرصاص إلى سقوط سبعة قتلى بينهم قتيل من حركة أمل يدعى أحمد حمزة، تبين أنه كان ضمن لجنة تنسيق مع مخابرات الجيش لتهدئة الأمور في منطقة مار مخايل وأربعة من حزب الله. وسقط جريح آخر يدعى يوسف شقير، نقل إلى مستشفى، لكنه ما لبث أن فارق الحياة متأثراً بجراحه، وسقط قتيلان آخران هما محمود حايك ومحمود منصور.

وفور شيوع خبر سقوط القتلى، نزل الأهالي في مناطق عديدة إلى الشوارع، وقطعوا طريق المطار بالإطارات المستعملة، وطريق السفارة الكويتية بالإطارات المشتعلة، وانتشر عدد كبير من الجمهور في المنطقة، وعلى تقاطع منطقة المشرفية عند اوتوستراد هادي نصر الله.

وانسحبت قوى الجيش اللبناني إثر ذلك من بعض مراكزها لاستيعاب الموقف وتنفيس الاحتقان، وسجل ظهور مسلح على مفرق مستشفى الحياة  فرن الشباك، وسجل تحرك شعبي في بيروت في منطقة مار إلياس  مفرق حي اللجا، عمل الجيش على معالجته ومنع أي محاولة للإخلال بالأمن، وسجل أيضاً تجمع شعبي في حسينية زقاق البلاط من دون أي مظاهر احتجاجية أو قطع طرقات.

وصدر في وقت لاحق بيان عن قيادة الجيش  مديرية التوجيه، جاء فيه أنه عند الرابعة من بعد الظهر تجمع حشد من المواطنين اللبنانيين في حي معوض وتقاطع كنيسة مار مخايل  الشياح، ولاحقا في مناطق أخرى، وأقدموا على إشعال الإطارات وقطع الطرقات احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي، وعلى إثر ذلك تدخلت وحدات الجيش لإعادة فتح الطرقات وتفريق المتظاهرين، وتزامنت هذه الاحتجاجات مع حصول إطلاق نار أدى إلى مقتل مواطنين لبنانيين اثنين، أحدهما كان يعمل في إطار تهدئة الوضع، إضافة إلى إصابة آخرين بجروح، في ما بوشر التحقيق لكشف ملابسات الحادث وتحديد هوية مطلقي النار.

وقال البيان إن قوى الجيش لا تزال تعمل على ضبط الوضع، وإعادة الهدوء بصورة تامة إلى أماكن التجمعات، وتهيب بالمواطنين اللبنانيين التحلي بروح المسؤولية الوطنية والتعاون مع هذه القوى الساهرة على أمنهم واستقرارهم.

وكان قد صدر عن حركة “أمل” بيان دعت فيه جميع مناصريها إلى الهدوء وعدم القيام بردات فعل في الشارع، ولفتت إلى أن الذي سقط في منطقة الشياح أحمد حمزة كان يعمل ضمن لجنة التنسيق مع مخابرات الجيش لتهدئة الأمور في منطقة مار مخايل، وأنه أصيب برصاص مجهولين ما أدى إلى استشهاده. وأضافت أن قيادة الجيش سوف تفتح تحقيقا جديا في الحادثة، لمعرفة الأسباب التي أدت إلى توتر الوضع، ووصول الأمور إلى ما وصلت إليه.

ونزلت عناصر انضباط من حزب الله إلى مناطق الإشكالات ودعت المحتشدين عبر مكبرات الصوت إلى إخلاء الشوارع والعودة إلى منازلهم.

وأعلن النائب علي حسن خليل من “أمل” أن لا علاقة للحركة بالإشكالات التي حصلت في منطقة مار مخايل، وغير معنية مباشرة بهذه الأحداث، وناشد باسم الحركة “كل المناصرين والمؤيدين الذين التبس عليهم الأمر أو نزلوا إلى الشوارع، العودة إلى الهدوء والتزام المنازل وترك الأمر للجيش اللبناني، ليأخذ دوره في معالجة الإشكالات التي حصلت، والتي تكررت أساسا خلال الفترة الماضية”.

ووجه النائب خليل نداء إلى كل مناصري “أمل” للانسحاب من الشوارع إفساحا في المجال للقوى الأمنية للقيام بواجباتها في إعادة ضبط الأمن، أكد أن الجيش اللبناني يعرف تماما بقيادته العسكرية أن هناك تنسيقا تاما وكاملا معه في هذا الخصوص.

وفيما ذكر خليل أن هذا الموقف موحد مع حزب الله، وناشد باسم حركة “أمل” وحزب الله الجميع الانسحاب من الشارع، ناشد النائب من حزب الله حسن فضل الله أيضاً باسم حزب الله و”أمل” جميع المحتجين الخروج من الشوارع لقطع الطريق على بعض الذين يحاولون توتير الأجواء، وللإفساح في المجال أمام القوى الأمنية لتهدئة الأمور وإعادة الأمور إلى طبيعتها.

وتعليقا على الأحداث التي سقط فيها 19 جريحا إضافة إلى السبعة الذين قتلوا، أكد التيار الوطني الحر في بيان له رفضه اللجوء إلى أعمال العنف والشغب، ودعا السلطات الأمنية والقضائية إلى فتح تحقيق فوري لتحديد المسؤوليات ومعاقبة المخالفين. وكرر تذكير السلطة بأن معالجة الشؤون الحياتية الملحة يجب أن تحظى بالأولوية بصرف النظر عن الخلافات السياسية. ودعا اللبنانيين إلى ضبط النفس والتزام الهدوء وعدم الانجرار إلى ما يحقق أهداف من يريدون الفتنة وضرب الاستقرار في بلدهم.

وأصدر رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور زهير شكر بيانا أعلن فيه تأجيل الامتحانات التي كانت مقررة اليوم في مختلف الاختصاصات، في كل فروع الجامعة في بيروت والمناطق، بسبب الظروف الراهنة.

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...