كيف يمكن أن تكون حياة السوريين تحت حكم الإسلاميين :بلدة الميادين نموذجاً

31-01-2013

كيف يمكن أن تكون حياة السوريين تحت حكم الإسلاميين :بلدة الميادين نموذجاً

في بلدة الميادين الصغيرة شرق سوريا، اخرج المسلحون الإسلاميون مجسمات لعارضات أزياء من محلات الثياب بحجة الإغراء الجنسي. كما منع عناصر «جبهة النصرة» الإسلامية المتشددة نساء القرية من ارتداء السراويل، وأجبروهن على ارتداء الثياب التي تغطي من الرأس إلى القدمين.
وتكشف قرية الميادين الموجودة على نهر الفرات، وكان يعيش فيها حوالى 54 ألف شخص، على بعد 42 كلم عن دير الزور، كيف يمكن أن تكون حياة السوريين تحت حكم الإسلاميين المتشددين. وكانت القوات السورية انسحبت من الميادين في تشرين الثاني الماضي، وفر حوالى نصف سكانها بسبب المعارك.
ويشير أهالي القرية إلى أن هناك حوالى 8 آلاف مسلح، من «جبهة النصرة» ومجموعات أخرى في الميادين. ويفرض مسلحون على الميادين تطبيقا صارما للإسلام، حيث تمت إزالة الكحول من المحلات، وتعليم الدين لأطفال القرية في مقابل ربطات خبز إذا حضروا الدرس. مسلحان يرفعان شارة النصر بعد سيطرتهم على قرية الجنودية في ريف ادلب امس (ا ف ب)
وقال طفل، يحضر الدرس الديني لوكالة «رويترز» انه يتم تعليم التلاميذ الصلاة ودور المرأة وتعدد الزوجات والجهاد ضد «نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد العلوي».
وتمثل «جبهة النصرة» تهديدا لكل من يريد تطبيق الديموقراطية في سوريا. ويجبر المسلحون المحلات على الإغلاق خلال أوقات الصلاة ويتم إجبار الناس على الذهاب إلى المساجد للصلاة خمس مرات في اليوم.
ويحاول الليبراليون في القرية مواصلة حياتهم العادية، لكن ما يقوم المسلحون به يؤثر عليهم. وقام غالبيتهم بتخزين العرق عند معرفتهم أن «جبهة النصرة» تغلق محلات الخمور. كما استطاع المسلحون السيطرة على حقل «الورد» النفطي والغازي وعملية بيع القمح.
وفي شوارع الميادين يمكن شراء البنزين بأسعار محددة، ويقوم عناصر «جبهة النصرة» بتبادل السلع مع الأعداء إذا كان هذا الأمر يعني الحصول على المزيد من الأموال. وقال أهالي الميادين إن «جبهة النصرة» تنقل النفط الخام بالصهاريج إلى دير الزور حيث لا تزال القوات السورية تسيطر على المنطقة.
وأشار الأهالي إلى أن «جبهة النصرة» وضعت حواجز على مدخل الميادين حيث يقوم المسلحون بتجنيد الرجال والمراهقين. ورفض عناصر الجبهة إجراء مقابلات صحافية معهم، لكن مسلحين آخرين تحدثوا عن تنسيق وتراتبية صارمة داخل «النصرة». وفي حين يعتبر العنصر في «فرقة أسامة ابن زيد» حسين (28 عاما) أن هناك منفعة إستراتيجية من الجبهة التي تحوي في صفوفها مقاتلين أجانب يعرفون حرب العصابات، فان أبو محمود (55 عاما) يتخوف من انضمام أولاده إلى المسلحين. وقال: «نحن لا نخرج من المنزل إلا للضرورة القصوى. لقد أرسلت أولادي الشباب إلى احد الأقارب في الحسكة لأنني لا أريدهم أن يحملوا السلاح».
وفي حين أن عماد يعرب عن أمله في أن يستطيع النظام منع الإسلاميين من السيطرة على المنطقة، فان عددا من السوريين تظاهروا ضد المجموعات المسلحة، ومن بينها «جبهة النصرة» لأن عناصرها يسرقون. وقام المسلحون في غالبية المناطق التي يسيطرون عليها باستخدام المدارس والمستشفيات كقواعد لهم، كما سرقوا المعدات الطبية لاستخدامها في تطبيب جرحاهم. وقالت الطالبة يمين: «لا يوجد أي شيء هنا، لا حياة ولا خدمات. إن الوضع السيئ سيجبر كل الشبان على الانضمام إلى النصرة»، فيما قالت فاديا: «لقد خسرنا مدينتنا وأطفالنا والآن سنخسر مستقبلنا. لا يوجد أي شيء هنا. اكره كل الأطراف: النظام والمعارضة والجيش السوري الحر والنصرة، لان لا احد منهم يهتم لأمر المدنيين».
وفي الآتي ابرز التطورات الميدانية في سوريا:
أصيب موفد شبكة «إنا» الإخبارية الروسية المستقلة الصحافي الروسي سيرغي بيرغوني برصاص قناص خلال تغطيته الأحداث في داريا في ريف دمشق.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «وحدة من قواتنا المسلحة قامت بالتعاون مع الأهالي بضبط مواد غذائية إسرائيلية الصنع آتية من تركيا في منطقة الجميلية بمدينة حلب».
وذكرت وكالة «الأناضول» التركية إن قوات الأمن أحبطت محاولة اختطاف احد المعارضين السوريين في مدينة أنطاكيا، واعتقلت أربعة أشخاص.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...