على خطى ساركوزي أمريكا تبحث تحسين علاقتها مع ليبيا

27-07-2007

على خطى ساركوزي أمريكا تبحث تحسين علاقتها مع ليبيا

قال مسؤولون أمريكيون يوم الخميس ان واشنطن تسعى الى علاقات أوثق مع ليبيا الان بعد أن وجدت قضية الممرضات البلغاريات طريقها الى الحل وان أول مؤشر ملموس على ذلك سيكون على الارجح زيارة وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس هذا العام لطرابلس.
وهناك أيضا خطط أخرى متوقعة لتعزيز التبادل الثقافي والتعليمي بين البلدين بالاضافة الى زيادة الروابط التجارية مع البلد المصدر للنفط والذي كان مدرجا على القائمة الامريكية للدول الراعية للارهاب حتى عام مضى تقريبا.وقال شون مكورماك المتحدث باسم الخارجية الامريكية " العلاقات الان على مسار مختلف تماما."لكن عددا من الخبراء يقولون ان الطريق الى الامام قد لا تعترضه مشكلات مشيرين الى طبيعة الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي التي لا يمكن التكهن بها واحجام البعض في الكونجرس الامريكي عن اقامة علاقات أوثق مع ليبيا الى أن يتم حل قضايا التعويضات النهائية المتعلقة بضحايا أمريكيين سقطوا في هجمات ليبية خلال الثمانينيات.
وقال نيد ووكر وهو سفير أمريكي سابق في مصر واسرائيل "الطبيعة الغريبة الاطوار للنظام الليبي تمثل مشكلة أساسية. اذا استيقظ (القذافي) على الجانب الخطأ من الفراش فسيكون لذلك تأثيره الضار على العلاقات."ويأتي التحرك نحو تحسين العلاقات في وقت تسعى فيه واشنطن الى دعم العلاقات مع كبار منتجي النفط بسبب أسعار النفط المرتفعة. وتملك ليبيا احتياطات نفطية كبيرة.
ويمارس كبار رجال الاعمال أيضا ضغوطا على ادارة الرئيس جورج بوش مشيرين الى الصفقات التي اقتنصتها الشركات الفرنسية والشركات الاخرى التي ترتبط حكوماتها بعلاقات أوثق مع ليبيا.ورغم ما شهدته العلاقات من تحسن كبير منذ 2003 عندما تخلت ليبيا عن أسلحة الدمار الشامل فان قضية الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني الذين أدينوا بتعمد اصابة مئات الاطفال الليبيين بفيروس (اتش.اي.في) المسبب لمرض الايدز كبحت المساعي الرامية الى اقامة علاقات أوثق.وباطلاق سراحهم هذا الاسبوع بموجب اتفاق مع الاتحاد الاوروبي قال مسؤولون أمريكيون كبار ان هناك الان توجها لتمتين هذا التحسن في العلاقات.
وقال مسؤول أمريكي كبير طلب عدم الكشف عن هويته "ما تريده ليبيا هو الاعتراف بها.القذافي على وجه الخصوص يتوقع أن يعامل كزعيم. كان صريحا للغاية بهذا الشأن."
وأضاف المسؤول أن زيارة رايس لليبيا ستكون مؤشرا قويا على بدء عهد جديد. وتوقع المسؤول أن تتم هذه الزيارة قبل نهاية العام في شهر أكتوبر تشرين الاول أو نوفمبر تشرين الثاني على الارجح. وقال مكورماك انه لم يتم بعد تحديد موعد.
وقال المسؤول الكبير ان أي زيارة لرايس ستقترن باصدار بيان يعلن زيادة التبادلات الثقافية والتعليمية فضلا عن فرص التجارة والسياحة.
ومضى المسؤول قائلا "نحاول بالاساس أن نجعل ما يحدث في أغلب البلدان الاخرى في المنطقة أمرا طبيعيا."
وقال ديفيد جولدوين المدير التنفيذي لجمعية رجال الاعمال الامريكية - الليبية ان غياب الاتصال الدبلوماسي الرفيع أعاق التبادل التجاري بين البلدين وان كلا الجانبين يتلكأ في اصدار التأشيرات.
وقال جولدوين الذي تعتزم منظمته عقد مؤتمر تجاري في وقت لاحق من العام الجاري "ليبيا أوضحت أنه عندما تكون الحكومة بصدد اتخاذ قرارات استثمارية فانها تفضل بلدانا ترتبط معها بعلاقات دبلوماسية وثيقة."
وقال جولدوين ان هناك فرصا تجارية ضخمة وبخاصة في صناعتي النفط والغاز فضلا عن مجالات البنية التحتية والاتصالات والمعمار.
لكن ما زال هناك قضايا بين الخصمين السابقين يمكن أن تتسبب في عرقلة الخطط الرامية لاقامة علاقات أوثق ولا سيما فيما يتعلق بالتعويضات النهائية لضحايا حادث تفجير طائرة الركاب الامريكية التابعة لشركة بان أمريكان فوق بلدة لوكيربي الاسكتلندية عام 1988 بالاضافة الى هجوم وقع عام 1986 على ملهى ليلي في برلين الغربية يرتاده عسكريون أمريكيون.
ويعطل الكونجرس تمويل الانشطة الدبلوماسية الامريكية في ليبيا بسبب النزاع حول التعويضات وتأكيد مجلس الشيوخ على أن عملية ارسال أول سفير أمريكي الى طرابلس منذ عقود من المتوقع أن تكون صعبة.
وقال مكورماك ان الخلافات لن تعطل زيارة رايس لليبيا وانها ستطرح تلك الموضوعات على الارجح خلال أي اجتماع.

 

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...