طهران تقترح تعديلات على اتفاق فيينا وكوشنير يهدّدها بضربة إسرائيلية

27-10-2009

طهران تقترح تعديلات على اتفاق فيينا وكوشنير يهدّدها بضربة إسرائيلية

ألمح وزير الخارجية الايرانية منوشهر متكي، امس، الى ان بلاده قد تعلن في الأيام المقبلة موافقتها على اتفاق فيينا النووي، مع إمكان ان تقترح إدخال تعديلات عليه، تتعلق بكمية اليورانيوم التي من المفترض ان ترسلها الى الخارج لتعاد إليها مخصبة بدرجة أعلى، في وقت دعت باريس الى الإسراع في إقرار الاتفاق، محذرة طهران من ان فشله سيقود اسرائيل، على الأرجح، الى توجيه ضربة عسكرية الى ايران. متكي
وفي ما يبدو انه اكثر تصريحات كبار المسؤولين الايرانيين ايجابية حتى الآن، ويشير الى نقاش في كواليس القيادة الايرانية بشأن إمكان قبول اتفاق فيينا، قال متكي ان «الوقود اللازم لمفاعل طهران هو وقود مخصب حتى درجة 20 في المئة.. للحصول على هذا الوقود، قد ننفق المال كما كان الحال في الماضي، أو قد نقدم جزءاً من الوقود الموجود لدينا حاليا ولا نحتاجه في الوقت الراهن لمزيد من المعالجة»، مضيفا إن القرار سيعلن «في الأيام القليلة المقبلة».
ويلفت بعض المسؤولين في تصريحات غير علنية، الى أنه من المرجح أن تقبل ايران الاتفاق في نهاية المطاف، رغم انه ليس واضحا كمية اليورانيوم منخفض التخصيب التي ستوافق على إرسالها الى الخارج، ومتى ستفعل ذلك. وقال محلل في طهران إن استنكار النواب لمشروع الاتفاق، سيتيح لايران أن تصور موافقتها في النهاية على أنها تنازل كبير، أملا في أن يخفف هذا من حدة الضغوط عليها لتعليق التخصيب، وهي خطوة تستبعدها.
وتدعو مسودة الاتفاق ايران الى إرسال نحو 75 في المئة من مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 3,5 في المئة، وقدره 1500 كلغ، بدفعة واحدة، الى روسيا لإخضاعه لمزيد من التخصيب، ثم الى فرنسا لتحويله الى ألواح وقود، وإعادته الى ايران.
غير ان رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن القومي في مجلس الشورى الايراني، علاء الدين بروجردي، اقترح في صحيفة «خبر»، أن ترسل ايران «اليورانيوم منخفض التخصيب الى الخارج تدريجياً وعلى مراحل عديدة، مع الحصول على الضمانات اللازمة.. لأن الغرب انتهك الاتفاقات مراراً في الماضي». وكتب ان «النقطة الايجابية تكمن في انهم قبلوا ان تقوم ايران بتخصيب اليورانيوم... النقطة السلبية اننا نحتاج الى اليورانيوم المخصب الذي نملكه».
وبينما يترقب الغرب الرد الايراني، الذي بات من الواضح ان السجال الداخلي حوله يدور حول كمية اليورانيوم التي سترسلها ايران الى الخارج، دعت روسيا المجتمع الدولي الى التحلي بـ «أقصى قدر من الصبر» في الازمة النووية الايرانية. وقال نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف ان «حلولاً محددة يمكن ان تنجح» طرحت على طاولة المفاوضات، من دون أن يستبعد «الا تتطور الأمور في الشكل المكثف» الذي يرغب فيه البعض.
في مقابل ذلك، لوّح وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير لايران، باحتمال ان تتعرض لضربة عسكرية اسرائيلية، في حال فشل المحادثات النووية في التوصل الى نتيجة، بعد وقت قصير من قول متكي ان الدولة العبرية لا تجرؤ على مهاجمة بلاده. وقال كوشنير لصحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية، ان «الوقت آخذ في النفاد، وهناك حاجة ملحة الآن للتوصل إلى اتفاق مع ايران حول برنامجها النووي وإزالة خطر قيام اسرائيل بشن ضربة استباقية».
وتابع كوشنير ان «الإسرائيليين لن يحتملوا امتلاك ايران قنبلة نووية ونحن جميعاً نعرف ذلك، وهذا بحد ذاته يمثل خطراً إضافياً يملي علينا تخفيف التوتر وحل المشكلة، ونأمل أن نتمكن من وقف السباق نحو المواجهة بين ايران واسرائيل»، مشدداً على أن تل أبيب «ستتحرك» ضد طهران «حالما تشعر بوضوح أن هناك خطراً».
واتخذت فرنسا موقفاً متشدداً نسبياً في المفاوضات مع ايران واشارت الى انها ستؤيد فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية عليها ما لم يتم تحقيق تقدم كبير. غير ان كوشنير قال انه شخصياً يشكّ في ان العقوبات ستكون فعالة. واوضح «من المؤكد ان الفئات العليا في الحكومة الايرانية لن تعاني من العقوبات، ولكن التجار والناس في الشارع، النساء والصغار، من المؤكد سيعانون منها».
في هذا الوقت، وبينما قال رئيس المنظومات الدفاعية في إيران العميد غلام رضا جلالي، ان منشأة تخصيب اليورانيوم قرب قم «محصنة تماماً» إزاء التهديدات العسكرية، أنهى مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية معاينة الموقع الجديد لتخصيب اليورانيوم.
من جهة أخرى، قال نائب رئيس مجلس الشورى محمد رضا باهونار، إن «المجلس الأعلى للأمن القومي والزعيم الأعلى (مرشد الجمهورية آية الله السيد علي خامنئي)، يؤكدان على أن سياساتنا الإستراتيجية ترتكز على عدم إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة... ولهذا لن نجري أي مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة». وعندما سئل متكي عن تصريحات المسؤول الإيراني، قال «نحن نقبل رأي السيد باهونار». 

المصدر: وكالات  

إقرأ أيضاً:

وضات مجموعة "5+1" والعقدة الإسرائيلية تجاه النووي الإيراني

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...