سيناريوهات إسرائيلية لحـرب خاطفـة علـى إيــران

30-03-2010

سيناريوهات إسرائيلية لحـرب خاطفـة علـى إيــران

اذا هاجمت اسرائيل المنشآت النووية الايرانية، فمن المرجح ان توجه ضربات دقيقة إلى تلك المنشآت، وأن تبذل في الوقت ذاته قصارى جهدها لئلا يصاب قطاع النفط.
وتشير العمليات الإسرائيلية السابقة مثل قصف المفاعل النووي العراقي في العام 1981، وغارة جوية على سوريا في العام 2007، إلى استراتيجية الغارات البالغة الدقة التي تشنها مرة واحدة، في ما يرجع في جانب منها إلى قيود عسكرية، وفي جانب آخر إلى الرغبة في تجنب حرب أوسع نطاقا.
وافترضت عملية محاكاة في «معهد بروكينغز» في واشنطن في كانون الأول الماضي، أن اسرائيل العازمة على وقف ما يشتبه الغرب بأنه مسعى سري إيراني لامتلاك أسلحة نووية، أن تشن اسرائيل هجوما خاطفا على ست منشآت نووية في ايران.
وكتب الخبير في كنيث بولاك في تلخيص للمناورة، أن اسرائيل قد تلجأ حينئذ إلى القول إن المهمة «أوجدت فرصة رائعة للغرب للضغط على ايران وإضعافها بل وربما تقويض النظام». لكن الخبير لا يرى فرصة تذكر لأن تنظر إدارة الرئيس الاميركي باراك اوباما بعين الرضا إلى هذه الضربة.
ويبلغ مدى الطائرات الحربية الاسرائيلية المتطورة من طرازي «إف - 15»و»إف - 16»، حدا يمكنها من قصف غرب إيران، بل ومناطق على مسافات أبعد نحو الداخل، عن طريق التزود بالوقود في الجو، واستخدام تكنولوجيا التخفي لعبور المجال الجوي لدول عربية معادية تقع بينها وبين ايران.
وذكر «مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية» في واشنطن في تقرير في العام 2009، ان اسرائيل قد تطلق ايضا صواريخ «اريحا» بعيدة المدى محملة برؤوس حربية تقليدية. ويعتقد أن الغواصات الثلاث الالمانية الصنع من نوع «دولفين» التي تملكها إسرائيل، قادرة على حمل صواريخ «كروز» ذات رؤوس تقليدية أو نووية. وسيتعين عليها عبور قناة السويس - كما فعلت إحداها العام الماضي - للوصول الى الخليج.
وربما تنشر اسرائيل قوات خاصة لرصد أهداف داخل إيران، ومن الممكن أن تشن هجمات تخريبية. وتقول مصادر أمنية ان اسرائيل يمكنها ايضا تطوير قدرات «حرب الكترونية» وانها قد تستخدمها إلى جانب أنشطة أخرى لعملاء الموساد على الأرض.
ولا تريد إسرائيل أن تجازف بجر حلفاء إيران، مثل «حزب الله» وحركة حماس وسوريا إلى حرب. كما لا تريد الإضرار بالعلاقات مع القوى العربية المحايدة او الولايات المتحدة. وأخيرا، فإن قواتها التقليدية - التي تعلن تأييدها لهجوم قصير ودقيق - مصممة لخوض حروب حدودية وجيزة، لا عمليات عسكرية طويلة الأمد.
وقالت الباحثة البارزة في «معهد دراسات الأمن القومي» التابع لجامعة تل ابيب، إميلي لانداو، إنه «اذا كان لإسرائيل ان تشن هجوما، فالشيء الوحيد الذي قد تفكر فيه هو ضربة دقيقة تركز على المنشآت النووية وحدها». وأضافت «ليس لإسرائيل مشكلة مع إيران سوى انها تطور قدرة نووية عسكرية إلى جانب اللغة القاسية التي تخرج من إيران».
ولن ترغب إسرائيل في مهاجمة أصول الطاقة الايرانية مثل منشآت إنتاج ونقل النفط. فمن شأن ذلك ان يؤجج زيادة حتمية في أسعار النفط محولا الرأي العام الدولي ضد اسرائيل، في حين يعزل الحركة الايرانية المعارضة. لكن لا يزال من المحتمل ان تضطر اسرائيل إلى توسيع نطاق أهدافها.
فإذا ردت ايران على ضربة اسرائيلية خاطفة بإطلاق صواريخ «شهاب» مثلا على تل ابيب، فستجد حكومة بنيامين نتنياهو أن من الصعب الا تصعد. وسيحتاج ذلك الى تطمينات خارجية بأن وابل صواريخ «شهاب» سيتوقف، مثل ان تشكل الولايات المتحدة جبهة عسكرية ضد ايران، او عن طريق هدنة. وتابعت لانداو «سيكون من الواضح انه ليس من مصلحة اسرائيل ان تدخل في صراع أوسع مع ايران لانه سيكون هناك دائما خطر أوسع للتصعيد. وعندما يندلع صراع فمن الصعب القول كيف سينتهي».
وبعد فقدها للقوة الدافعة التكتيكية لأي ضربة خاطفة أولية ستجد القوات الاسرائيلية أن من الصعب مواصلة الهجمات الدقيقة. وستتنبه إيران لأي طائرات حربية وغواصات وقوات خاصة معادية. وستغلق تركيا والسعودية والعراق مجالها الجوي وهي دول توقعت دراسة لـ»معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا» في العام 2006 ان تعبرها الطائرات الحربية الاسرائيلية في طريقها الى ايران.
من ناحية أخرى، سيحتدم غيظ الجمهور الاسرائيلي من العيش في الملاجئ وخسارة جنود. وفي مثل هذا الوضع، قد تعتمد اسرائيل بشكل متزايد على أسلحة «المواجهة»، مثل صواريخ «أريحا» التي يعتقد خبراء الصواريخ في مجلة «جينز» العسكرية انها تفقد دقتها بعد ألف متر فقط. وقد يعني ذلك مزيدا من الضرر للبنية الأساسية المدنية في إيران، بما في ذلك قطاع الطاقة الحيوي.

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...