دمشق تتصدر موجة الغلاء في المعيشة بين المحافظات

04-01-2015

دمشق تتصدر موجة الغلاء في المعيشة بين المحافظات

تصدرت دمشق موجة الغلاء الفاحش الذي تعيشه البلاد، تلتها حلب، ثم اللاذقية وريف دمشق، وذلك حسب دراسة وتمحيص مفصل للأسعار للتعرف على أغلى المحافظات السورية بالنسبة للمعيشة.

دمشق أولاً

لاحظنا جنون أسعار دمشق مقارنةً ببقية المحافظات خلال جولته في الأسواق، حيث تبيّن أن الحد الأدنى لمصروف العائلة السورية يزيد عن 80 ألف ليرة، فتكلفة تجهيز طالب المدرسة الابتدائية يبلغ 10 آلالف ليرة، فيما بلغت تكلفة تجهيز طالب الثانوي 15 ألف ليرة.

وتضاعف ثمن المشتقات الغذائية 5 مرات، مع ازدياد الطلب عليها بشكلٍ واضح.

وعزى صلاح حفار، أحد تجار الجملة في سوق باب سريجة، هذه الزيادة إلى الكثافة السكانية العالية التي تشهدها دمشق خلال الأزمة، والتي افرزت بازديادها يوماً بعد يوم إلى الضغط الهائل على معظم مرافق الحياة.

وأضاف الحفار قائلاً: “إن ارتفاع الأسعار بشكل واضح في دمشق دون غيرها يعود أيضاً لثقافة المونة الموجودة في كل منزل دمشقي، والتي تقوم على شراء كمياتٍ كبيرة من المواد الغذائية تحسباً لغلائها أو انقطاعها بشكل كامل”.

جولة في الأسواق

وبلغ ثمن كيلو الفروج المذبوح 550 ليرة، بينما اجتاز ثمن اللحوم 2000 ليرة، واللية حوالي 900 ليرة، وبلغ ثمن كيلو الفريكة 600 ليرة، والبازلاء 250 ليرة، والحمص 190 ليرة، والعدس الحب 140 ليرة، والفول 180 ليرة، والفاصولياء 400 ليرة، والفاصولياء العريضة 500 ليرة.

فيما ارفع ثمن السكر لأكثر من 130 ليرة، وعبوة زيت دوار الشمس من فئة ليتر إلى 230 ليرة، أما الجبنة الشلل فبلغ ثمنها 800 ليرة، والجبنة البلدية 650 ليرة، والحلاوة 690 ليرة، وعبوة السمنة من فئة كيلو 430 ليرة.

وليست الخضار بمنأى عن هذا الغلاء، فهي تعيش حالة عدم استقرار في أسعارها منذ أكثر من شهر، حيث بلغ ثمن كيلو البندورة 170 ليرة، والبطاطا 135 ليرة، والفليفلة 190 ليرة، والليمون 150 ليرة.

وأما الفاكهة فحدّث ولا حرج، هذا الواقع يزيده صعوبةً وسائل النقل التي تتطلب ما يقارب نصف راتب موظف، فأجور الباصات ما زالت 35 ليرة للكيلو متر الواحد، التاكسي يعزف على وتر غياب مادة البنزين واحتكارها في محظات الوقود، لتصل أجور النقل في السيارات الخاصة إلى 300 – 400 – 500300 – 400 – 500 ليرة ضمن دمشق.

وما أن نسأل أي تاجرٍ عن سبب ارتفاع الأسعار حتى يتحجج بارتفاع أجور النقل وغلاء الدولار، موجهاً التهمة إلى تجار الجملة الكبار، وهكذا يصف المواطن، يوسف حمدان، أسواق دمشق هذه الأيام.

وأضاف حمدان قائلاً: “هناك جهة تحتكر المواد وتتلاعب بالأسعار، وهذا لسان الشارع السوري منذ 3 سنوات، لكن يبدو أن لا أحد ينظر إلى الجانب المظلم”، وبيّن حمدان أن مصروف عائلته المكونة من 6 أشخاص زادت عن 75 ألف ليرة لتأمين معظم متطلباتها.

وارتفعت إيجارات المنازل أيضاً عن العام السابق بشكلٍ فاحش، لتصل إلى أرقامٍ خيالية، ويعود هذا الغلاء بحسب أكثر من مكتب عقاري التقيناه إلى عدم الرضا من صاحب المنزل الذي يجد الأسعار في كل فترة ترتفع عليه فيقوم برفع الأجرة، فمنزل مكوّن من غرفتين بمنطقة ركن الدين زاد إيجاره عن 30 ألف ليرة، فيما تزيد إيجارات المنازل بمناطق المزة ومحيطها عن 60 ألف ليرة.

الوضع أسوأ في حلب

توجهنا باستطلاعنا شمالاً نحو حلب المنكوبة للوقوف على واقع الأسعار هناك، فوجدنا مفاجآتٍ لم نكن نتوقعها، ولا أحد يكترث هناك لثمن الخضار واللحوم والمواد الغذائية، فيما إذا كانت مرتفعة أم لا، بل يحمل الأهالي نوعاً آخر من العبء الاقتصادي، فالجميع يولي اهتمامه لثمن خزانات المياه وإيجار المولدات الذي يقفز ويهبط بين مطرقة أسعار المحافظة وسندان أصحاب المولدات الذين يضربون كل فترة بسبب غلاء الوقود، ورغم ذلك لم تكن الأسعار أحسن حالاً بكثير منها في دمشق.

وتبيع خزانات المياه كل ألف ليتر بألف ليرة، فيما يبلغ ثمن توليد الكهرباء 700 ليرة عن كل 4 ساعات.

وتنتشر في المدينة مافيات تحتكر الوقود لتبيعه لأصحاب التاكسي والمولدات بأسعار هائلة، ما زاد من صعوبة المعيشة على المواطن، ليصل ثمن ليتر البنزين لأكثر من 250 ليرة والمازوت 200 ليرة.

اللحوم والخضار ومعظم مستلزمات الحياة تقفز يومياً في المدينة المنكوبة، حيث وصل ثمن كيلو البندورة هناك لأكثر من 150 ليرة والخيار 130 ليرة والبطاطا 120 ليرة، أما أجور النقل فكانت كارثتها أكبر فأقل دورة لسيارات الإجرة تزيد عن 300 ليرة، في حين انتشر في المدينة غياب باصات النقل العامة بسبب غلاء الوقود ومن يعمل منها يأخذ 50 ليرة على الراكب الواحد.

ومع دخول فصل الشتاء، لم تسلم أي سلعة شتوية من ارتفاع الأسعار ابتداءً بالبطانيات والمدافئ ومروراً بالألبسة الشتوية، وليس نهايةً عند احتكار الحطب.

وقال المواطن اسماعيل ناصر، أن حجم إعالة اسرته المؤلفة من 5 أشخاص يزيد عن 70 ألف ليرة، موضحاً أن هذا المبلغ يغطي الأساسيات، كالماء والكهرباء والغذاء، دون الاشتراك بساعات طويلة في أمبيرات الكهرباء، والاعتماد على تأمين المياه بشكل ذاتي بواسطة عبوات خاصة.

المعيشة في اللاذقية وحمص واحدة

وإذا انتقلنا إلى بقية المحافظات، نجد أن الأسعار في حمص واللاذقية شبه موحدة، سواء في أسعار السكن والإيجارات أو المواد الغذائية والأساسية، حيث تتراوح كلفة إعالة عائلة مكونة من 5 أشخاص بين 50 و60 ألف ليرة شهرياً، وذلك حسبما وثّقنا في جولة الأسعار هناك.

وكانت المواصلات رخيصة مقارنة بها في العاصمة وحلب، إذ يبلغ ثمن قسيمة الصعود بمعظم باصات اللاذقية وحمص 15 ليرة ذهاباً وإياباً، بينما تدنى ثمن الخضار والفواكه نسبياً عن العاصمة التي سجلت أعلى ثمن في أسعار المواد الغذئية.

وقال المواطن غيث عكاش في حمص: “إنه رغم ارتفاع الأسعار بشكل عام خلال الأزمة، إلا أن الناس قادرة نسبياً أن تعيش، لاسيما في ظل سهولة المعيشة نوعاً ما في حمص مقارنة مع دمشق وحلب”.

أحمد حاج حمدو

المصدر: الاقتصادي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...