ثالت أيام جنيف إعلامي بامتياز وفشل معارضة الرياض التشويش على مؤتمر صحفي للوفد الحكومي

01-02-2016

ثالت أيام جنيف إعلامي بامتياز وفشل معارضة الرياض التشويش على مؤتمر صحفي للوفد الحكومي

يوم إعلامي بامتياز كان أمس في جنيف، مع رغبة وفد معارضة الرياض تحويل جنيف إلى ساحة «معركة إعلامية» مع الوفد الحكومي الرسمي، مخالفاً بذلك رغبة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بعدم التصريح أو إقامة مؤتمرات صحفية لأي من الوفود المشاركة في المحادثات.
وبعد تعليق دي ميستورا الاجتماعات حتى الإثنين كان من المفترض أن يكون يوم أمس يوم استراحة للوفد الحكومي الرسمي، لكن رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري الذي التزم برغبة دي ميستورا تبلغ بزيارة لمعاون دي ميستورا رمزي عز الدين رمزي وللناطقة الرسمية باسم المؤتمر خولة مطر في حين كان وفد الرياض يعلن عن مؤتمر صحفي في الساعة الثانية عشر في مقر إقامته.
وأدت الخروقات المستمرة من قبل وفد الرياض إلى تلبية الجعفري مطلب عدد كبير من الصحفيين وحدد موعداً للقائهم في تمام الساعة الواحدة والنصف بتوقيت جنيف، أي بعد ساعة من المؤتمر الصحفي الذي حدده وفد الرياض.
وما إن علم دي ميستورا ووفد الرياض بوجود موعد محدد لتصريحات رسمية سورية حتى بدأت «معركة إعلامية» في محاولة للتشويش على موعد تصريحات الجعفري وقام، وفد الرياض بتأخير موعد مؤتمره وتمديد زيارة «المجاملة» مع دي ميستورا بحيث لا يتمكن الصحفيون من تغطية تصريحات الوفد الحكومي.
وما إن بدأ الجعفري كلامه كان الصحفيون ينسحبون من المؤتمر الصحفي لوفد الرياض واحداً تلو الآخر متوجهين إلى مقر إقامة الوفد الحكومي الذي امتلأ بالإعلاميين في الموعد المحدد لتفشل كل محاولات التشويش على التصريحات السورية، ولعل ما حصل في الأمس ينذر بحرب إعلامية على نطاق واسع في الأيام القليلة المقبلة.
وأكد الجعفري في المؤتمر جدية الوفد الحكومي في العمل للوصول إلى حل ينهي الأزمة المستمرة في البلاد منذ نحو خمس سنوات.
وأوضح أنه انطلاقاً من واجبات الحكومة وحرصها على احترام الدعوة الموجهة من المبعوث الأممي ومضمون القرار 2254 حضر الوفد الحكومي إلى جنيف للانخراط في حوار سوري سوري لإطلاق عملية سياسية من دون شرورط مسبقة وتدخل خارجي، لافتا إلى أن «المعارضات» «لم تحترم» القرار 2254 ودعوة دي ميستورا. وقال: «اليوم يوافق الـ31 كانون الثاني ولم يبدأ المؤتمر. المعارضة تأخرت من 5 إلى 6 أيام وهذا دليل على عدم الجدية والإحساس بالمسؤولية».
وأضاف: إن «تصريحات صدرت من مسؤولين غربيين توحي بأننا نفاوض تلك الدول وليس معارضين سوريين. وهذا يكف هشاشة الأطراف الأخرى التي انتهكت رسالة الدعوة الموجهة لها والقرار 2245». وأشار إلى تصريحات «صدرت باسمهم على لسان وزراء خارجية وبدؤوا يتحدثون عن الفشل قبل الانخراط والمشاركة ما يدل على هشاشة الفكر السياسي وضعف الفهم السياسي».
وأكد الجعفري أن أي حل سياسي للأزمة في سورية لا يمكن أن يتحقق دون وجود طرف جدي في عملية الحوار، مشدداً على أن مصلحة الشعب السوري ستكون البوصلة للوفد في جنيف ويجب أن تكون بوصلة الحوار.
ولفت إلى أن الأمم المتحدة لا تملك أي قائمة نهائية بأسماء المشاركين من الطرف الآخر وهناك جهات إقليمية وعربية ودولية تعيد الأمور إلى نقطة الصفر بإصرارها على فرض طرف واحد، مشدداً على أنه «نريد تطبيق ما تم الاتفاق عليه ونحن لا نبدأ من الصفر فهناك مسار أخذ شهوراً طويلة للتحضير لهذا اللقاء».
وقال: «من يتحدث عن شروط مسبقة يعنى أنه آت إلى الاجتماع لتقويضه». وأكد أنه عندما ينص قرار مجلس الأمن بجمع أوسع طيف من المعارضة وهذا القرار يتم انتهاكه فهناك من يريد أن يفرض أمرا واقعا واصطفائية وازدواجية في المعايير.
وأوضح الجعفري أنه وخلال لقاء الوفد مع دي ميستورا «أكدنا استعدادنا للعمل لإيجاد حل لانهاء الأزمة حالما يكون هناك أطراف تمتلك الارادة وليس من خلال ضمانات ووعود من دول تؤجج الأزمة..». وقال: «اليوم كأن المتحدث الرسمي باسم الطرف الآخر هو وزراء خارجية فرنسا والسعودية وبريطانيا وهذا لا يدل على عدم مصداقية الطرف الآخر بالتعامل مع أزمة بلاده والذين يجب أن يأتوا إلى جنيف بأجندة وطنية».
وأشار الجعفري إلى أن هناك جهات وعواصم تعيد الأمور إلى الصفر بالإصرار على تكرار تجربة جنيف 2 لفرض وفد الائتلاف كمحاور ما أدى إلى إخفاق الحوار واليوم يتكرر نفس الموضوع من قبل من يريدون فرض أمر واقع على جنيف 3»، لافتاً إلى أن «دي ميستورا هو المعني بتشكيل وفود المعارضة ونحن كحكومة لا نتدخل في هذا».
وأكد أن «كل الأمور ستكون مادة للحوار السوري السوري برعاية دي ميستورا، ومن يطلب شروط ينتهك اتفاق الدعوة والقرار 2254 وبياني فيينا». وأضاف «ليس لدينا محرمات وسنتحاور حول أي نقطة بشكل غير مباشر من خلال الميسر دي ميستورا، والقضايا الإنسانية ومكافحة الإرهاب ستكون جزءاً لا يتجزأ من الحوار بين وفدنا والوفد الآخر»، مضيفاً: «لن يكون هناك تفاوض نحن هنا لمباحثات غير مباشرة لحوار سوري سوري من دون شروط أو تدخل خارجي».
ورداً على سؤال أشار الجعفري إلى إخفاق السعودية في تشكيل وفد المعارضات وفشل الأردن في تقديم قائمة التنظيمات الإرهابية.
ورداً على سؤال قال: «كل شيء في حوار جنيف هو أولوية للحكومة السورية ولا توجد خيارات أهم من أخرى لأن كل الخيارات مرتبطة ببعضها البعض».
وحول مصطلح «هيئة حكم انتقالي»، قال الجعفري «الكلام الفيصل هو للقرار 2254 الذي لا يتحدث عن حكم انتقالي أو مرحلة انتقالية وإنما عن حكم ذي مصداقية».
وأضاف: «الجانب السياسي.. الحكم والدستور والانتخابات أيضاً جزء من جدول الأعمال لكن قبل ذلك يجب حل عدة معطيات منها مكافحة الإرهاب».
وأوضح أن «المباحثات غير المباشرة لم تبدأ بعد ولا نعلم تشكيلة الوفد الآخر»، مضيفاً «لن نتباحث مع الإرهابيين وهذا السبب الذي جعل دي ميستورا يجعل المباحثات غير مباشرة».
ووصف ما يتم الحديث عنه حول تفتيت سورية بـ«الوهم»، وأن «الأزمة طالت لأننا منعنا هذا الكلام بكل بساطة». وقال: «لن نقبل بأي شروط مسبقة، والحكومة السورية تفضل تشكيل حكومة وطنية موسعة من خلال إرادة الشعب السوري بشروط مناسبة في جنيف».
وشدد على أن أول ما يجب العمل عليه لحل الأزمة هو «إلزام الدول الراعية للإرهاب بوقف رعاية الإرهاب»، مضيفاً: «هناك من سيحضر في الوفود الأخرى تنطبق عليه صفة الإرهاب، وهناك صراعات وتناقضات داخل الوفد الواحد والبعض يهدد بدول غربية والبعض يفجر في السيدة زينب».
وقبل ذلك وبينما كان دي ميستورا يعقد اجتماعاً «غير رسمي» مع وفد الرياض بحسب المتّحدثة باسم المبعوث الخاص للأمم المتّحدة، خولة مطر، عقد أعضاء من الوفد المعارض مؤتمرهم الصحفي، وقالت خلاله بسمة قضماني: إن الوفد جاء إلى جنيف بعد أن تلقى ضمانات والتزامات وإن لديه التزامات محددة بأن يتحقق تقدم جدي بشأن الوضع الإنساني. وأضافت: إنه لا يمكن للمعارضة بدء المفاوضات السياسية قبل أن تتحقق هذه الأمور.
وأشارت قضماني إلى أن المعارضة حصلت على طمأنات من دي ميستورا والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية الأميركي جون كيري.
من جانبه قال المتحدث باسم «اللجنة العليا للمفاوضات» سالم المسلط: إن اللجنة مستعدة للتحرك عشر خطوات إذا ما تحرك وفد الحكومة خطوة واحدة فقط، لكنه ادعى أن الرئيس بشار الأسد «لا يعتزم تقديم أي تنازلات».
وزعم أن «النظام لم يأت للتوصل إلى حلول بل لكسب الوقت لقتل المزيد من أفراد الشعب السوري».
من جانبها قالت فرح الأتاسي وهي عضو آخر في وفد المعارضة إن من السابق لأوانه الحديث عن مدة بقاء الوفد في جنيف.
وليلة الأحد ذكرت وكالة «فرانس برس» أن «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض هددت بالانسحاب من مفاوضات جنيف 3 إذا لم يوقف إطلاق النار.

المصدر: الوطن+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...