توقيع اتفاق تعاون سوري- تركي في الصناعات الدفاعية

28-04-2009

توقيع اتفاق تعاون سوري- تركي في الصناعات الدفاعية

أبدت إسرائيل رسمياً قلقها من المناورات العسكرية التركية السورية التي بدأت أمس وتنتهي غداً. واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك هذه المناورات «تطوراً مقلقاً»، لكنه أكد أن العلاقات الاستراتيجية مع تركيا ستتغلب حتى «على الحاجة التركية للمشاركة في هذه المناورات».
في هذا الوقت، أعلن الجيش التركي انطلاق التدريبات العسكرية مع سوريا على الحدود المشتركة بينهما، من اجل تحسين قدرة البلدين على العمل معاً. وأوضح أن قوات تركية وسورية ستعبر الحدود المشتركة، من اجل زيارة المواقع الأمامية خلال التدريبات المشتركة التي ستنتهي غداً. وأشار إلى أن التدريبات «هي الأولى من نوعها» بين البلدين.
وذكرت وكالة (سانا) أن دمشق وأنقرة وقعتا اتفاقاً للتعاون الفني العسكري في مجالات الصناعات الدفاعية وتبادل المعلومات الفنية والعلمية. وأضافت أن وزير الدفاع العماد حسن توركماني، والوفد المرافق، جالوا في بعض أجنحة معرض الصناعات العسكرية الدولي التاسع «ايديف 2009» في اسطنبول، اطلعوا خلالها على محتوياته.
ونقلت وكالة «الأناضول» عن الرائد التركي بيازيت كاراتاس، وهو مسؤول عسكري رفيع المستوى، قوله في اسطنبول، إن أنقرة ودمشق وقعتا اتفاقاً للتعاون في مجالات الصناعات الدفاعية، موضحاً أن الاتفاق سيضع الإطار القانوني للتعاون مستقبلاً في مجالات الصناعات الدفاعية ويزيد من الاتصالات بين وزارتي دفاع البلدين.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي «إننا نرى اليوم مناورة سورية ـ تركية، وهذا بالتأكيد تطور مقلق. ولكني أؤمن أن العلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل وتركيا ستتغلب حتى على حاجة تركيا للمشاركة في هذه المناورة».
وفي وقت لاحق، أشار باراك، في حديث تلفزيوني، إلى أن «لدينا علاقات استراتيجية طويلة الأمد مع تركيا. وأفترض أننا سنتدارس الأمر سوياً معهم حول كل هذا الموضوع. فالمسألة لها خلفيات مع سوريا التي هي خصم لنا في العديد من الحروب، من معركة دغانيا إلى حرب يوم الغفران. صحيح أن الحدود مع سوريا هادئة، ولكن النزاع قائم».
وتهدف المناورات العسكرية الأولى من نوعها بين الجيشين التركي والسوري، وفق بيان رسمي تركي، إلى تعزيز علاقات الصداقة بين الجيشين. وإذا أضيف إلى ذلك الإعلان عن إبرام اتفاقيات بين البلدين للتعاون في الصناعات العسكرية فإن القلق الإسرائيلي له ما يبرره. فقد كانت المؤسسة العسكرية التركية الحليف الاستراتيجي الأهم لإسرائيل خارج الولايات المتحدة.
وتقدر دوائر في إسرائيل أن الاندفاعة التركية باتجاه سوريا تتغذى من عوامل عديدة بينها الدفء الذي ينبعث في العلاقات السورية الأميركية بعد انتخاب الرئيس باراك أوباما. غير أن هناك من يعتقد أن التطورات الداخلية التركية، وبينها تنامي قوة الأحزاب الإسلامية والاشتباكات الدبلوماسية التي وقعت مع رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان في مؤتمر دافوس، وفي أعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة لها بالغ الأثر في ذلك. ولا يخفي بعض الإسرائيليين اقتناعهم بأن الحاجة التركية للتعاون مع سوريا في محاربة حزب العمال الكردستاني تؤدي دوراً مفصلياً في إجراء هذه المناورات.
غير أن كل ذلك لا يخفف من القلق الإسرائيلي، خاصة أن تركيا ليست مجرد حليف لإسرائيل بل هي أيضاً عضو في حلف شمالي الأطلسي. ويتعاظم القلق عندما تترافق المناورات مع تقديرات باحتمال حدوث تغيرات في التوجهات التركية العامة. ويكتب المعلق العسكري في «يديعوت احرونوت» رون بن يشاي أن المناورات تشكل تطوراً في العلاقات الأمنية بين تركيا وسوريا بمباركة أميركية. ويشير إلى أن توقيت وعلنية المناورات تشهد على تغيير الوجهة.
واعتبر يشاي أن توثيق التعاون بين سوريا وتركيا سيقود بالضرورة، تقريباً، إلى إضعاف التعاون الأمني بين إسرائيل وتركيا في مواجهة سوريا وإيران. وأشار إلى التعاون الاستخباراتي الكبير بين أنقرة وتل أبيب والمناورات المشتركة والتدريبات الجوية لأسراب حربية إسرائيلية في تركيا. وتخشى الدولة العبرية من أن المناورات المشتركة قد تقود إلى تسرب معلومات حول التكتيكات الحربية، ومنظومات السلاح الإسرائيلية، بل ومعلومات استخباراتية إسرائيلية من تركيا إلى سوريا. وثمة احتمال بأن تعزيز العلاقات العسكرية التركية السورية قد يقيد بعد عام أو عامين النشاط العسكري الإسرائيلي في الأراضي التركية.

حلمي موسى

المصدر: السفير


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...