تظاهرة العيد العالمي للسينما بدمشق

18-07-2006

تظاهرة العيد العالمي للسينما بدمشق

تتواصل تظاهرة العيد العالمي للسينما »التي نظمتها المؤسسة العامة للسينما ويعرض فيها 45 فيلما عبر ثلاثة اسابيع في سينما راميتا بدمشق وهنا متابعة للافلام :
"شارلي ومصنع الشوكولا"

عالم من البراءة والدهشة والسحر هذا هو ما صنعه المخرج «تيم بيرتون» في.. «شارلي ومصنع الشيكولاتة» يبدو اسم الفيلم من عنوانه وكأنه مصنوع فقط للأطفال، ولكنه في الحقيقة لديه هدف أعمق من ذلك انه يخاطب الطفل الكامن داخل كل منا يوقظه وينعشه لكي نعيد تأمل كل ما هو ثابت ويقيني في حياتنا.. في "تشارلي ومصنع الشوكولا"، المقتبس من رواية لرولد دال، في طريقها من أصفر الورق الى بياض الشاشة، اتخذت العناصر الروائية مدلولاً بصرياً، وجاءت تيمات برتون لتغني هذه العناصر بباروكيتها وميلها الى السخرية والتهكم. لا نعني الديكور وحده حيث تجري معظم الاحداث، جاعلةً منه مسرح استيهامات أو لوحة سريالية تلوّنها ريشة برتون بألف لون ولون: فالكاراكتيرات لها ايضاً دور في اشاعة جو الغرابة في ارجاء الكوكب "البرتوني"، من تشارلي (فريدي هايمور) ابن العائلة الفقيرة، الحالم مثل سائر الاولاد بزيارة مصنع الشوكولا الاسطوري، الى ويلي ونكا (جوني ديب) صاحب المصنع المتقوقع في سماء امبراطورية لا يعرف لمن يورثها، مرورا بالشخصيات الميسورة اجتماعياً التي يدعوها ونكا الى مصنعه كي يلقنها درساً لن تنساه.
يحمل فيلم "شارلي ومصنع الشوكولا" نكهات عديدة وقراءات مختلفة. متابعتنا رحلة شارلي الفتى الصغير والفقير الذي ربح مع اربعة اولاد آخرين دعوة لزيارة احد اهم مصانع الشوكولا في العالم واكثرها ضخامة او غرابة، بصحبة صاحب المصنع ويلي ونكا الغريب الاطوار، ستجعلنا نعتقد اولا اننا دخلنا بلاد العجائب مع اليس، ديكورات ضخمة وعالم خرافي سيجعلنا نظن اننا ضائعون في مكان ما بين كوكب "الزهرة" و"جوبيتر" لكن طبقة الكريما الشهية للعين والحواس، التي تغلف حبة شوكولا الفيلم، تخفي تحتها طبقة اخرى من الكاكاو المر واللاذع، قسوة وسادية خفيفة ونقد كاريكاتوري للتربية والمجتمع وطريقة تصرف الاهل مع الاولاد، في قالب من قصة خرافية حيث الاولاد السيئون سيلقون عقابهم فيلتهمهم الوحش او يضيعون في الغابة او يتغير شكلهم بسحر ساحر.
تشارلي هو أفقرهم ووحيد المجموعة الصحيح أخلاقياً، والفيلم يرينا كيف يصل كل واحد من الأولاد الى عقاب نتيجة أفعاله وعصيانه تحذير ويلي: البدين يتحوّل الى شوكولا (يخرج ماضغاً أصابعه) عندما يرمي نفسه في بحر الشوكولا من شدة شراهته، والدلوعة الأميركية تتحوّل الى ثمرة زرقاء بعدما مضغت حلوى قُدّمت إليها، الفتاة البريطانية المتعجرفة لا تستمع الى تحذير ويلي وتصرخ بأبيها طالبة منه شراء سنجاب مدرّب ما يؤدي بها الى مزبلة المصنع هي وأبيها. أما الصبي الأميركي المتيّم بلعب العنف فيلاقي نهاية مناسبة.
في هذا الشريط تمكن بورتون من الاستفادة جيدا من الموازنة التي بلغت 150 مليون دولار، لقد سخر 75 مليون دولار لخلق ديكورات خيالية لا نراها الا في الاحلام، جاءت وفية جدا لمخيلة المؤلف دال المجنونة والحنونة والقاسية في الوقت عينه، وطبعا قدرات بورتون في التحكم في كل ما هو بصري وتقني لا تقبل الشك، وخصوصا ان بورتون يرى العالم بعين طفل بريء ومتحمس للدهشة والانبهار دائما، معه سنغرق في بحور من الالوان وانهار من الشوكولا داخل استوديوهات نوود في انكلترا التي تحولت مصنعا غريبا عجيبا للشوكولا.
إن أول ما يستوقف عالم الطفولة هو التناقض بين الأشياء والأفعال والمواقف والملامح والألوان والأحجام ويبدو للوهلة الأولى أن اللعب بتيمة التناقض والتي برع فيها المخرج «تيم بيرتون» لا تحتاج إلى مهارة في استخدامها لأنها واضحة، كما الشمس، والعثور عليها ليس عزيز المنال، بل هو في متناول أي مبدع، ولكن عبقرية هذا المخرج وسر هذا الفيلم يكمن في أنه لم يشعرك لحظة واحدة أنه يتعمد تقديم كل هذه المتناقضات، ولكنها تبدو دائما أمامنا نباتا طبيعيا ينمو في أرض وسماء الفيلم ويحلق به بعيدا إلي دنيا السحر بمذاق وطعم ولون الشيكولاتة!!

"زهور محطمة"

يهندس جارموش فيلمه "زهور محطمة" كما لو كان يشيّد كاتدرائية، قطعةً قطعة، الى ان تلتقي اجزاء التحفة في صورتها النهائية المبهرة.. فيلم جارموش يرسم بورتريهاً لاميركا في دهاليزها ومتاهاتها وعوالمها المختلفة، ازهار العنوان المتكسرة ليست الا اشارة الى الشتات العائلي والاجتماعي، ورمزاً لاستحالة تجميع هذه الازهار في باقة واحدة.
يبدأ كل شيء في مدينة اميركية نائية ومجهولة ذات صباح عابر بيل موراي الذي يؤدي دور العازب «دون جونسن» شبه المتقاعد الذي أربى على الخمسين، ويعيش هادئاً متأملاً ولم تعد لديه أي رغبة سوى في الصمت والعيش في حالة سكون صوفي داخل بيته،ولا يكاد يطلب الآن من الدنيا شيئاً بعدما جمع ثروة من عمله في أجهزة الكومبيوتر، وكشخصيات جارموش السينمائية الاخرى، ليس "دون" من أصحاب الفعل بل هو ينجرف مع التيار، يعيش الحاضر من دون ايمان بقدرته على تغييره،وأقصى امانيه الامساك باللحظة، هكذا يسلم بهجر صديقته له من دون ان نعرف السبب سوى انها تنعته بالدونجوان المسن، بعد رحيلها، يقضى نهاراته ولياليه على كنبة اما نائماً او جالساً بدون حراك، هل هي علامات افتقاده لها؟ ولكنه يؤكد لجاره "وينستن" انه لا يعرف اذا كان حزيناً على رحيلها، هل هي اذاً علامات الضجر؟ او الانغماس الشخصي؟ او نوع من الرضا؟ حتى ما يبدو انه سيكون نقطة تحول في حياته، فبينما هو يعيش وحدته اذا برسالة تصله من امرأة لم يتوقعها، زهرية اللون، مكتوبة على آلة كاتبة، تخبره فيها ان له منها ولداً في نحو العشرين الآن، انطلق ليبحث عن أبيه... أي عنه.. في البداية لايهتم للأمر ، فهو الـ"دون جوان" المتعب الذي يخيّل الينا انه ابكى الكثيرات، يستصعب العودة الى الخلف والمشي على خطا ماضيه "غير المشرّف"، ولكن جاره المهووس بالحل ، ينظم له رحلة لزيارة خمس من عشيقاته في محاولة لاكتشاف من هي صاحبة الرسالة، ويحثه على زيارة كل واحدة منهن وهو يحمل باقة زهور وردية  ليستشف من استجاباتهن الحقيقة ويعرف من هي أم ابنه، ويقوده ذلك الى رحلة حول البلاد ليلتقي بنساء ارتبط بهن في يوم ما، ورحلة اخرى في اسرار الماضي المنسي هكذا يتحول الفيلم فيلم طريق ويتخذ كل جزء صفاته الخاصة، كل زيارة الى بيت واحدة من عشيقاته هي بمثابة فيلم قصير، وكل زيارة تؤثر فيهن من دون ان تؤثر فيه، انه هناك فقط من اجل البحث عن ورق رسائل زهري كالذي كتبت عليه الرسالة وآلة كاتبة او اي شيء يدل على ان صاحبة المنزل هي المرسلة... ولكن دوافع "دون" الى القيام بالرحلة تبقى غامضة، فهو حتماً ليس مؤمناً بانه سيجد حلاً للغز لأنه في الأصل غير مؤمن بوجود لغز بعكس جاره.. حتى انه لا يبدو محتفظاً بأي مشاعر لنسائه القدامى.. وهكذا يتحول الفيلم من بحث فتى عن ابيه، الى بحث الأب عن الأم، او لنقل بالأحرى، بحثه عن ماضيه، من خلال نساء هذا الماضي، ونحن نزور معه كلاً من أولئك النساء ونلاحظ ان لكل منهن اسماً له دلالة: يتنقل "دون " بين نساء ماضيه اللاتي يقابلنه غالبا بابتسامة وترحاب لا يتفقان مع لامبالاته وسكونه الواضح.. يتقدم "بيل موراي" وفى يده باقة زهور وردية فخمة يقدمها للسيدة التي لم يقابلها منذ عشرين عاما وعلى وجهه ابتسامة مترددة ،قلقة... هل يمكن أن يسألها الآن اذا كانت هي أم ابنه ، هل يحدثها عن حمل أثقل به كاهلها منذ عشرين عاما ثم رحل، ينتهى المشهد وينتهى لقاؤه مع السيدة ليعود من جديد ويعيد الكرَّة مع سيدة أخرى، يستمر فى رحلته ، وعند كل واحدة منهن يجد شيئا وردي اللون، عند كل واحدة منهن يجد دليل إثبات ودليل نفي، وعند كل واحدة يتجدد شكه حول هذا الابن الذي ظهر فجأة والذي قد لا يكون له أي وجود حقيقي، فمن امرأة كانت حبيبته لامرأة أخرى يستمر "دون" في رحلته مكتشفا كم أصبح غريبا عما كانه يوما ، وكم أصبحت كل منهن غريبة عنه.
هكذا ، يبدأ الفيلم وينتهي من غير أن يصل البطل والمشاهد إلى يقين.
" آرسين لوبين "

الفيلم عن سيناريو وإخراج لجان ول سالومي، مستمدة احداثه عن عمل روائي متسلسل في ثمانية عشر جزءا وضعها الكاتب الفرنسي موريس لوبلان (1864-1946) في قالب من المغامرة والفرادة البوليسية إبان اواخر القرن ماقبل الماضي وبدايات القرن الفائت، لكن آرسين لوبين بطل سلسلة قصص الكاتب الفرنسي موريس لوبلان لا يشبه كثيراً بطل فيلم سالومي، ربما لأن سالومي ارتأى تجديد أسلوب لوبين ومهاراته القتالية التي وصلت الى حد الكونغ-فو، وربما لأن حوادث الشريط تعيدنا الى بداية اللص الظريف قبل أن يصبح تلك الأسطورة الشهيرة، يروي الفيلم الطويل نسبياً (ساعتان وعشر دقائق) بداية انطلاقة في عالم اللصوصية عندما اختفى والده وقتل بشكل غامض، لقاء آرسين بالكونتيسة جوزيفين دو كاليوسترو (كاثرين سكوت طوماس) سيحوله لصاً محترفاً، لكن رغم وقوعه تحت سحرها وانطلاقه معها للبحث عن كنز ملوك فرنسا، سيظل اللص الظريف خائفاً وغير واثق بتلك المرأة الغامضة التي يتهمها الجميع بالسحر والشعوذة.
الفيلم مليء بالحركة والمغامرات والأجواء البوليسية التي تدور في حقبة تاريخية استلزمت موازنة ضخمة لاعادة خلقها سواء من ناحية الديكورات وتطعيمها بالمؤثرات والتقنيات التكنولوجية، والأزياء والاكسسوارات، فيه يظهر أسلوب جان-ول سالومي البصري والمشهدي الاستعراضي المطعم بالتكنولوجيا والمؤثرات والديكورات القوطية الباروكية آرسين لوبين شريط يجمع التاريخ بالمغامرات في قالب من الاستعراض البصري المليء بالمؤثرات الخاصة.
"فندق رواندا"

فيلم " فندق رواندا"، للمخرج الإيرلندي تيري جورج يسرد حكاية مشبعة بالقهر والموت، تعرضت لها الشعوب الافريقية، خصوصاً في " رواندا" البلد الذي ذبح فيه حوالى المليون، والعالم الحر يتفرج على هول المجزرة، بين قبيلتي "الهوتو" و"التوتسي".
هذا الفيلم وثيقة ، وقصته حقيقية، والشهود عليها، ما زالوا أحياء وكاتب السيناريو نقلها عن لسان بول روسيسا باجينا مدير الفندق، الذي احتمى فيه الكثير من الهاربين من هول المجزرة.
تبدأ الأحداث في نيسان من عام 1994 ، حيث تنقلنا الكاميرا إلى فندق راقٍ يدعى (فندق الألف هضبة) يقع في العاصمة الرواندية، كيغالي وحتى اليوم يمكن أن يقيم فيه المرء، فضلاً عن ذلك، فقد تحول الفندق إلى رمز، وإلى معسكر للهرب من الجحيم أو إليه،  ونتعرف على پول روسيساباغينا (يؤدي دوره الممثل دون تشيدل ، الذي ادهش النقاد بقدرته على ان يؤدي ادواراً، يلزمها قدر عميق من الدقة، والدراية) وهو مساعد مدير الفندق والمشرف على كل شيء فيه، وبول هذا ينتمي إلى قبيلة الهوتو، ويعيش حياة هادئة مع زوجته تاتيانا (تؤدي دورها الممثلة صوفي أوكونيدو) والتي تعود أصولها إلى قبيلة التوتسي، وأطفالهما وهما ابنتان وصبي، وبحكم منصبه في الفندق ودماثة أخلاقه ومعاملته الطيبة مع النزلاء، وهو ذو شخصية ذكية ذات خبرة مكنته من أن يفهم كيف يدور العالم من حوله، فنجده يتحكم في مسألة التموين والأغذية في سوق تلك المدينة، وذلك نتيجة علاقته بالموظفين الحكوميين المهمين في البلد، ويستقبل بول السائحين الألمان من خلال إدارته للفندق والذي يضم مكتبة ضمن مكوناته.. ويحرص بول على أن كل من يرتاد الفندق لا ينقصه شيء.
تسير الحياة على ما يرام في هذه المدينة خاصة بالنسبة إلى بول وفندقه لكن عام 1994 يحمل له مفاجأة مأساوية تقلب الموازين، وذلك عندما يخيم على البلاد شبح الحرب الأهلية وتنغمس في مذابح لا أول لها من آخر والفيلم يصور بالفعل مذبحة المئة يوم في رواندا والتي كان سببها سوء العلاقات بين اثنتين من القبائل هناك، قبيلة (توتسي) وقبيلة (هوتو)..
وتتسارع الأحداث وتتعرض الميليشيا لسائق پول ويدعى ديوب الذي يصاب بالهلع، غير أن پول يخفف من حدّة هلعه ويطمئنه ويؤكد له أن الأمور ستعود إلى حالتها الطبيعية لا سيما وأن الرئيس الرواندي وقّع على اتفاقية سلام وبإشراف الأمم المتحدة نفسها، مع ذلك يرى پول بعض أفراد من ميليشيا الهوتو يضربون جاره ضرباً مبرحاً ويسحبونه إلى جهة مجهولة، وتهلع زوجة پول حين تكتشف أن ابنها غير موجود في المنزل، فيخرج پول للبحث عنه ويراه في حالة صدمة مطبقة وذهول شارد وثيابه ملطخة بدماء صديقه، وتزداد الأمور سوءاً إلى أن تصل ذروتها مع انتشار نبأ مقتل الرئيس الرواندي في حادث تحطم طائرة، وتطالب إذاعة الهوتو بالقضاء على كل شخص من قبيلة التوتسي، ومع انتشار الفوضى وانعدام الأمان يضطر مدير الفندق، وهو من البيض، إلى مغادرة البلاد ويكلّف پول بمهمة إدارة الفندق، وهنا يستغل بول إمكانياته وتكتيكاته التي يستخدمها في إدارة الفندق لإخفاء ليس فقط زوجته ولكن زوجته وعائلتها التي تزيد عن ألف لاجئ وهارب من أعمال القتل والإبادة.. تحول فندقه في وسط المجزرة البشرية إلى حصن للإنسانية، لجأ إليه عشرات الهاربين من جحيم الموت، ولا يخفى هذا الأمر عن ميليشيات الهوتو فقد راحت إذاعتها تعلن أن هناك خائناً، والمقصود هو پول لأنه من قبيلة الهوتو في الأصل، يحمي الأعداء في فندقه، وكانت قوات الأمم المتحدة برئاسة الضابط الكندي أوليفر (يؤدي دوره الممثل العريق نك نولت) لاتتدخل، لكن أوليفر يؤكد لپول أن قوات دولية ستصل على جناح السرعة، ولكنها حين تصل نكتشف أنها جاءت فقط لإخلاء البيض من البلاد ولم تسمح حتى لمجموعة من الراهبات السود بالانضمام إلى البيض المزمع إخلاؤهم...
" العين الحمراء "

الفيلم بطولة راشيل ماك آدامز التي تلعب دور امرأة في طائرة تضطر لمساعدة قاتل على اغتيال رجل أعمال.
ليزا ريسارت (راشل ماك آدمز) تكره الطيران، ولكن تشعر بارتياح بعد مقابلة بطريق الصدفة مع شاب وسيم يدعى جاكسون (سيليان ميرفي) والذي يستقل نفس الرحلة معها والمتوجهة إلى ميامي، بعد الإقلاع تواجه ليزا خوفاً آخر حيث يكشف لها جاكسون أنه متورط في مؤامرة لقتل رجل أعمال غني وأنها هي المفتاح لنجاح العملية، وفي حال عدم تعاون ليزا معهم سيقوم بالاتصال بشريكه الذي سيقتل والدها بدوره.
من السهل، بل من السهل جدا ان تقضي اكثر من ساعة ونصف الساعة وأنت مشدود الى مقعدك في صالة السينما، تماما مثلما كان جاكسون وليزا مشدودين الى مقعدهما فى الطائرة، جليان ميرفي يلعب دور الشرير ويجيد تقمص الشخصية كثيرا ويجعلك في الكثير من المواقف تتمنى ان تلعن اليوم الذي رأيته، ويعتبر هذا الممثل من الجيل الجديد ويؤكد بأدائه في هذا الفيلم موهبته التي تؤهله ليأخذ مكانة مميزة في السينما الأميركية خلال السنوات القليلة المقبلة، وتلعب أيضا راشل آدمز دورها ببراعة وقد توفرت للاثنين فرصة كبيرة لاظهار كل الإمكانات والأدوات المتاحة للممثل للتعبير عن مكنوناته الداخلية والخارجية، كذلك تفعل الشخصيات الثانوية في حدود ادوارها.. وعلى رغم كمّ التشويق والاثارة يمكنك ايضا ان تبتسم الى حد الضحك، وعلى رغم ان الفيلم لا يصل بك الى الذروة التي تتمناها للأحداث، وعلى رغم ان الاحداث ايضا لا تحقق العدالة الشعرية المطلوبة، فإنك حتما ستشعر بالرضا لأن الشخصيات مقنعة الى حد كبير.
" قلعة هاول المتحركة "

 إخراج: هاياو ميازاكي، تمثيل (أصوات): تشيكو بييشو، تاكوايا تيمورا : صوفيا، الفتاة ذات الثمانية عشر عاما، تسحرها إحدى الساحرات، لتجعلها تبدو كعجوز في التسعين من عمرها، تذهب بعدها للعمل كمدبرة منزل في قلعة متحركة، يملكها الساحر هاول الذي يهوى جمع قلوب الفتيات الشابات، بعد التحوّل لا تستطيع صوفي مواجهة أهلها وأصحابها بالأمر الواقع وتذهب للبحث عن الساحرة التي تحولها لتعيدها إلى الشباب مرة أخرى..آخر أفلام ميازاكي سيد الأفلام الرسومية اليابانية، والذي حقق في الأسواق اليابانية أكثر من 200 مليون دولار... الفيلم كنز، عجائبه تأتي متواصلة حتى تبدأ في اعتبارها أمرا مسلما فيه، ميازاكي يحافظ على سلطته القوية على قصة واسعة، وبمهارة يقوم بإغراء المشاهد بتحليل دوافع الشخصيات.
" دم الغزال "

يدخل بنا المخرج محمد ياسين وحيد حامد إلي عالم الفقراء والمهمشين المنتشرين بطول الأرض وعرضها - بفيلمه «دم الغزال» للمؤلف وحيد حامد - ليكشف لنا عن احباطاته وانفعالاته، جنوحه وجنونه، وقلة حيلة الضعفاء، ويسلط الضوء على مساوئه ويفضح المستور، ينزع اللافتات التي تخفي أكوام القمامة لتبدو الصورة بقسوتها، حيث تستوطن الهمجية وتفرض سطوتها على المكان والزمان، فنرى البيوت المتاخمة والأزقة الضيقة، والرغبات المتصادمة، والأقدام التي تتعثر في السير، وتختلط رائحة البانجو بالمجاري، وتضيق فرص العيش الكريم في ظل هذه الظروف التي تتشعب بها الجريمة حتي تصبح تلالاً لا نستطيع تحريكها، وعند أول عاصفة تطيح في وجوهنا بكل ما تعفن وتراكم بها من مشاكل، إنهم أناس يعيشون في الجانب المظلم من الحياة، يتم استخدامهم في أدوار (كومبارسية) إما للتهليل أو للتصفيق، مجرد مجاميع لتزيين المشهد المعدني الذي لا يشعر ولا يحس ولا يتغير!!
يتناول هذا الشريط قصة حقيقية حصلت في مصر بين 1991 و1994، حين وقع حي شعبي عتيق من أحياء الجيزة الملاصقة للقاهرة (هو حي إمبابة) تحت سطوة شاب من الجماعات الإسلامية تحوّل إلى التطرف الديني ومن ثم حمل السلاح وفي رفقته "جماعته" التي استولت على الحي في ما يشبه الدولة المستقلة، وأخذوا يطبقون حدود الشريعة الإسلامية الجنائية في الشارع، وفي وضح النهار على سكان الحي حتى انتبهت الدولة لذلك، وحررت الحي واستعادت السيطرة عليه، وكان ذلك في ذروة صعود المد الإرهابي في مصر (شهد هذا المد ذروته بين أواسط الثمانينيات ومذبحة الأقصر( 1997).

محمد عبيدو

المصدر: البعث

المصدر: البعث

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...