بعد تنطع مبارك لتقييم الطوائف: التهاب طائفي متجدد في مصر

16-04-2006

بعد تنطع مبارك لتقييم الطوائف: التهاب طائفي متجدد في مصر

بعد أيام من تنطع الرئيس المصري حسني مبارك لتوصيف المشهدية الطائفية بين السنة والشيعة في العراق خصوصاً ، والشرق العربي عموماً ، تجدد الالتهاب الطائفي في مصر ، استمراراً لأحداث المسرحية القبطية التي اشتعلت قبل ستة أشهر ، وأحداث الكشح التي بدأت اشتعالها في نهاية عام 2000 ، وطفت على السطح أزمة (البطين ) القبطي في القلب المصري .
فاليوم " الأحد " تجددت الاشتباكات بين المسلمين والأقباط في مدينة الإسكندرية شمال مصر، بحسب وكالات الأنباء. في حين ذكرت جريدة المساء اليوم أن عدداً من كبار القادة الأمنيين تم استبعادهم من وظائفهم. جاء ذلك بعد يومين من هجمات شنت على كنائس قبطية في المدينة، بينما أعلنت الشرطة أن شخصا توفي متأثراً من جروح أصيب بها أثناء الاشتباكات التي جرت بين الطرفين أمس السبت.
وذكرت المصادر الأمنية أن أقباطاً ومسلمين اشتبكوا الأحد أمام إحدى  الكنائس في وسط الإسكندرية، بينما كان الأقباط يتهيئون لبدء أسبوع من احتفالات عيد الفصح الذي يصادف الأحد المقبل لدى الطوائف الشرقية.
وأضافت المصادر أن الاشتباكات أسفرت عن وقوع عدد من الجرحى بين الطرفين. وأرسلت وزارة الداخلية تعزيزات مكثفة إلى المدينة الساحلية.
من ناحية أخرى قال مسؤولون في الشرطة إن مصطفى مشعل وهو مسلم جرح في  الاشتباكات التي وقعت السبت توفي في المستشفى جراء إصابات بليغة تعرض لها.
وكانت قوات الأمن قد أطلقت غازات مسيلة للدموع السبت لفض الاشتباكات أثناء قيام مسيحيين بتشييع جنازة قبطي قتل في هجوم بالسكاكين على كنيسة في المدينة الجمعة أثناء قداس.
وقالت الشرطة إن 18 شخصا أصيبوا في اشتباكات يوم السبت تبادل مسيحيون ومسلمون الضرب بالحجارة والعصي أثناء وبعد مراسم التشييع. وذكرت الشرطة أن سيارتين أحرقتا وأتلفت بعض المحال التجارية وأن الشرطة ألقت القبض على 15 شخصاً.
وكانت وزارة الداخلية قد ذكرت أن مهاجماً واحداً، هو من قام بالاعتداء على ثلاثة كنائس في المدينة، واصفة إياه بأنه مختل عقلياً. غير أن المسيحيين رفضوا ذلك واتهموا الحكومة بالتقاعس عن حمايتهم إزاء تصاعد موجات العنف من متطرفين.
وقتل  ثلاثة أشخاص في الإسكندرية في اشتباكات مع الشرطة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أثناء احتجاجات نظمها مسلمون ضد مسرحية عرضت داخل إحدى الكنائس ادعوا أنها معادية للإسلام. 
وكانت بوادر هذه الفتنة الطائفية قد اندلعت في حي محرم بك بالاسكندرية بعد أن حاصر متظاهرون مسلمون كنيسة مارجرجس احتجاجا علي عرض مسرحية "كنت أعمي والآن أبصر"، شارك فيها ما يزيد علي خمسة آلاف مسلم معلنين استياءهم من عرض الكنيسة لمسرحية قيل إنها تتهجم علي الإسلام والمسلمين وتسيء للرسول والصحابة.
وردد المتظاهرون الذين حضر اغلبهم من القاهرة والشرقية وكفر الشيخ سورة الإخلاص وشعارات مثل فداك يا رسول الله والله أكبر، وبدأت المظاهرة بعد صلاة التراويح مباشرة ليلة الجمعة 14/10 واستمرت حوالي ساعتين حيث خرجت من مسجد أولاد الشيخ المجاور للكنيسة التي أغلقت أبوابها تماما فور بدء المظاهرة، بينما انتشرت قوات الأمن خشية حدوث صدامات أو اعتداء علي الكنيسة التي طالبها المتظاهرون بتقديم اعتذار رسمي عن المسرحية ومحاسبة المسؤول عن خروجها للنور.
وأكد المتظاهرون أن "سي دي" مسجلا عليه المسرحية انتشر بين طلبة الجامعات المصرية، وعرضت داخل الكنيسة تحت رعاية الأنبا أوغسطينوس فؤاد والأنبا أنطونيوس فهمي.
وقال الشيخ محمد حسن هيكل إمام مسجد أولاد الشيخ الذي خرجت منه المظاهرة إنه علي مدار سنوات الجوار مع كنيسة مارجرجس لم تحدث أية تجاوزات أو اعتداء علي حرية كل من الكنيسة والمسجد في ممارسة الشعائر الدينية.

وأشار الشيخ هيكل الي أن حوالي 40 شخصا أغلبهم من طلبة الجامعة بالقاهرة والشرقية وكفر الشيخ حضروا للمسجد وشرحوا للمصلين ما يعرضه "السي دي" .. اعتبر أن المسرحية التي أثارت غضب المتظاهرين يتم عرضها منذ عامين وتحديدا في عام 2003 ولم ينتبه إليها احد، فيما تدخل النائب المستقل محمد البدرشيني والداعية الإسلامي محمد عبد الهادي، والدكتور ياسر برهامي، ونجحوا في إقناع المتظاهرين بفض مظاهرتهم، مؤكدين في الوقت نفسه أن ما حدث ـ حال ثبوت صحته ـ لن يمر دون مساءلة من البابا شنودة لما فيه من تهديد للوحدة الوطنية في مصر.
وقال أحد الطلبة بجامعة القاهرة : "تلقيت أنا وزملائي الـ C.D وشاهدنا ما عليه، ثم توجهنا علي الفور إلي مباحث أمن الدولة، بعدها قمنا بالاتصال بزملاء آخرين عبر الانترنت، وتوجهنا جميعا إلي الإسكندرية لتنبيه من يهمه أمر المسلمين بهذه المهزلة، ثم توجهنا جميعا إلي الدكتور وجيه زيادة إمام وخطيب مسجد أولاد الشيخ الكبير المجاور للكنيسة التي عرضت المسرحية، لكنه رفض أن نتحدث مع المصلين في صلاة العصر، فحاولنا مرة أخري في صلاة العشاء لكنه رفض، بل ومنعنا عمال المسجد من الدخول" .
ورغم تأكيد مصادر كنسية أن المسرحية لا تحمل إساءة للإسلام، لكنها عبارة عن نقد للسلبيات في كل الأديان، وأن الجميع يحترمون الإسلام والمسلمين. إلا أن مسئولي كنسية مارجرجس رفضوا إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام حول ظروف وملابسات العرض المسرحي، حيث رفض الأب شاوييم الباخومي الوكيل الأول للبابا شنودة بالإسكندرية مقابلة رجال الإعلام، وامتنعت الكنيسة عن الإدلاء بأية تفاصيل حول جهود وتطويق الأزمة والمصالحة.
المسرحية ـ الشرارة

وذكرت تقارير صحفية أن المسرحية عرضت برعاية الأنبا اوغسطينوس فؤاد، والأنبا انطنيوس فهمي وأنها تسخر من الدين الإسلامي وتهاجم القرآن الكريم، وتبدأ مشاهدها بظهور رجل ملتح يرتدي جلبابا ابيض وعباءة سوداء يطلقون عليه الأمير "أمير الجماعة".
وجاءت مجموعة من  أتباع هذا الأمير الذي يمثل الإسلام ليعرفوا منه الطريق إلي الجنة.. فقال الأمير: الطريق إلي الجنة هو الجهاد.. وللجهاد طرق عدة، ففي السابق كان الجهاد في الهجرة وقتال المشركين أما الآن فالجهاد في إعلاء كلمة الإسلام.. والجهاد كما وصفه رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام هو قتل كل شخص ليس علي دين الإسلام، أو طردهم ونهب أموالهم وهدم معابدهم وكسر أصنامهم..
فيسأله احد أتباعه.. يا أميرنا لم يعد الآن كفار بهذا الشكل يقومون بعبادة الأصنام فيرد عليه الأمير قائلا: إن المشركين يملأون كنائسهم بالصور والتماثيل فهم يشركون بالله.. ويعبدون المخلوق دون الخالق، ويسجدون أمام صور وتماثيل ويحلون شرب الخمر في كنائسهم، ونساؤهم متبرجات كاسيات عاريات.
ويرد احد أتباع الأمير ويقول: والله إني اذكر قول رسول الله صلي الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فيرد عليه واحد آخر من الأتباع.. لكني اعلم أن الله تعالي قال في سورة البقرة لا إكراه في الدين، ويقول الرسول ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن. وهنا يأتي دور الأمير ليرد علي السؤال قائلا: إنكم مازلتم أطفالا لا تعرفون شيئا عن القرآن الكريم أو قواعد الفقه أو تعاليم الأئمة الأربعة، فذلك يندرج تحت بند الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم، وطبعا هتسألوني إيه هو الناسخ والمنسوخ إنهما أساس التشريع الإسلامي، فقد انزل الله تعالي علي رسوله تشريعا وهو في مكة وأمره أن ينشر الدين بالمودة والموعظة الحسنة لأنه كان ضعيفا ويمكن القضاء عليه بسهولة، ولكن بعد الهجرة انزل الله عليه آيات القتال لكي يقتل الكفار ومن وقتها وقف العمل بآيات السلم، فأصبحت آيات القتال ناسخة لآيات السلم..
التنصير والأسلمة
وتناقش المسرحية في احد جوانبها مشكلة التنصير والاسلمة، فيأتي إلي مقر الأمير احد المسيحيين يدعى مينا بعدما أقنعه أصدقاؤه في الجامعة بدخول الإسلام. ومينا هذا كان بعيدا عن الله كما صورته المسرحية ويسعي للحصول علي المال، وهنا استغل المسلمون هذه النقطة ليقنعوه بالدخول إلي الإسلام.
ومن هذا المشهد إلي مشاهد أخرى ساخنة منها: "مبروك يا طه.. الأمير اختار لك اسم طه، وهو اسم من اسماء المصطفي صلي الله عليه وسلم، وبيقولك بلاش تروح الجامعة اليومين دول أصل الحكاية لسه ساخنة، حتى نستطيع أن ننهي الإجراءات وستظل في بيت الأمير حتى يتم ذلك"
يقول الأمير لأحد أتباعه "خذه واجعله يرتدي الزي الإسلامي وعلمه كيف يتوضأ وكيف يصلي.. فيرد عليه تحت أمرك يا أميرنا، وبإذن الله هيكون من أفضل المسلمين.. يتجه الأمير لباقي أتباعه ويسألهم وانتوا عملتوا ايه.. فيقول حسن: البنت اللي اتعرفت عليها اتفقنا علي الزواج العرفي خلال عشرة ايام وبعد الزواج كل شئ سيكون سهلا يا أميرنا".. 
وفي مشهد آخر يدخل الشاب الذي أعلن إسلامه وهو طه يرتدي جلبابا ابيض فيقول الأمير الله أكبر.. مبروك عليك نعمة الإسلام يا أخ طه، ثم طلب الأمير من جميع أتباعه الانصراف وتركه بمفرده مع العضو الجديد وان يحضروا لهم الطعام.. ويقول له :طه.. يا بني مش عايزك تكون قلقان.. ربنا بيحبك انه هداك للدين الإسلامي فهو يقول في كتابه "يهدي من يشاء".. فيرد طه: «بصراحة الجو لسه جديد عليا ومش عارف اعمل إيه".
وفي مشهد ثالث يأتي طه ويجلس أمامه ومعه المصحف فيقول الأمير يا بني اقرأ سورة "العاديات" فيقوم طه بقراءتها خطأ ويصحح له الأمير، ثم يبدأ الأمير في القراءة وهو يتمايل، فيقول له طه أنا مش فاهم حاجة فيقول الأمير: ألم تلاحظ يا بني الموسيقي في الكلام... ألم تلاحظ القافية.. ألم تدرك البلاغة يقول طه: كل ده كويس بس أنا مش فاهم حاجة فيقول الأمير الإعجاز القرآني في اللفظ والموسيقي والشعر، أما المعني فقد لا تدركه الآن، ولكن إذا اجتمع الأنس والجن لن يستطيعوا أن يأتوا بمثله مددا..
فيقول طه: "يعني المعني مش مهم، يظهر إن العملية هتكون صعبة شوية". وفي مشهد رابع يجلس طه مع نفسه حزينا ويعاتبها قائلا "معقولة أنا سايب بيتنا وسايب أمي واختي بيبكوا وفي الآخر أنام علي الأرض كمان من غير عشا!.. انا استاهل علشان اخترت السكة دي علشان عايز اعيش واسيب الفقر.. يا تري هيصدقوا وعدهم معايا ولا هبقي خسرت الدنيا والآخرة.. لكن مش ممكن الناس دي تضحك عليا.. دول استقبلوني احسن استقبال ولبسوني هدوم جديدة.. هي صحيح مش أد كده.. لكن لما آخد الفلوس ابقي اشتري اللي انا عايزه"
يتابع طه حديثه مع نفسه ضاحكا: "غريب قوي كلام القرآن ده.. مش مفهوم خالص.. هو ربنا هيكلم الناس كده بكلام مش فهمينه.. حتى الامير عجباه اوي الموسيقي والشعر والقافية.. لكن بردة هو مش فاهم.. بالذمة دي مش حاجة تضحك؟! اما لو طلعوا كلهم كده مش فاهمين!! ها ها ها ها".
ثم ينام طه... وبعدها يأتي الأمير ليوقظه لصلاة الفجر قائلا: قوم يا بني واتوضى علشان تصلي الفجر.. فيقول طه هامسا "ده اللي انت فالح فيه.. اتوضي.. صلي لما نشوف اخرتها ايه".

توضيح من المجلس الملي
وقال بيان من المجلس الملي للأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية أن الكنيسة تحققت أن المسرحية المنوه عنها عرضت داخل أسوار الكنيسة فقط في مكان مغلق منذ أكثر من عامين ولمدة يوم واحد في إطار محاربة الإرهاب في ذلك الوقت ولم تحدث أثراً ، وإثارتها حالياً هو البحث عن مشكلة لتفتيت الوحدة الوطنية، في الوقت الذي تعرض فيه وسائل الإعلام ما يتعرض للمسيحيين في عقيدتهم وإيمانهم للجمهور كله ولم يحدث أي ردود فعل لدي المسيحيين لهذا التعرض.

وتساءل البيان: ما معنى أن ألافاً من المتظاهرين من إخوتنا المسلمين يتجمهرون أمام الكنيسة يقرعون أبوابها بعنف ويثيرون الرعب بين الشباب والشابات الذين بداخلها، فما مدي شعور المسيحيين بالأمان في بلدهم الغالية مصر .
وأضاف "إننا نعتقد أن هذه المشكلة ربما قد أثيرت الآن بمناسبة الانتخابات البرلمانية القادمة بعد أن كان للكنيسة والأقباط موقفاً إيجابياً واضحاً خلال الانتخابات الرئاسية السابقة"، وعبر البيان عن خشيته أن يكون ما حدث هو بداية مخطط لإحداث فتنة لا يقدر أحد مداها

 بيان الهيئة القبطية الكندية بشأن قضية الكشح
أخيرا أسدلت محكمة النقض المصرية الستار على قضية أحداث الكشح التي جرت أحداثها الاجرامية في مستهل العام 2000 وراح ضحيتها 21 شهيدا قبطيا حيث رفضت محكمة النقض طعن النيابة العامة على براءة 94 متهما.
ترجع أحداث الكشح إلى شهر كانون الأول (ديسمبر) من العام 1999 بعد شجار بين سيدة مسلمة وتاجر أقمشة مسيحي أدت إلى اندلاع الأحداث وإستشهاد 21 مسيحيا مما أدى إلى غضب الأقباط في مصر وفي المهجر.
إن هذا الحكم الهزيل ليس بجديد على الأقباط فكم من أحكام مخففة أو أحكام تبرئة القتلة صدرت في حوادث مماثلة قتل فيها مواطنين أقباط بأيدي قتلة مسلمين سواء في قرية الكشح أو دير المحرق قرب أسيوط وحادث حرق كنيسة الخانكة وحوادث إحراق عدد من الكنائس ومهاجمة بعض القساوسة وقتل أحدهم في مدينة سمالوط هو الشهيد القمص إبراهيم ميخائيل وحرق كنيسة بمنطقة أبو زعبل بالقاهرة ومقتل إثنين من الأقباط بمنشأة دلو-قليوبية ومقتل الشهيد القمص غبريال عبد المتجلي ومن كانوا معه ومقتل الشهيد الأنبا مكاري أسقف ايبارشية سيناء ومقتل الشهيد القس رويس زاخر وحرق كنيسة قصرية الريحان الأثرية بمصر القديمة والتهجم على كنائس قبطية أخرى والهجوم المسلح على الأقباط بمنطقة الزاوية الحمراء الذي أسفر عن مقتل أحد القساوسة وحرق 22 عائلة مسيحية وتدمير عشرات الصيدليات والمحلات المملوكة للأقباط وأحداث الشغب في مدينة سوهاج وتحريض المواطنين المسلمين على حرق كنيسة السيدة العذراء الملاصقة للمسجد بسوهاج وحرق كنيسة في روض الفرج بالقاهرة وإلقاء عبوة متفجرة أثناء حفل زفاف في كنيسة العذراء بشبرا – القاهرة وإعتداء الجماعات الاسلامية على مواطنين أقباط بمدينتي المنيا وأسيوط وأحداث الفتنة الطائفية في أبوقرقاص والمنيا وحرق بعض المحلات المملوكة للأقباط ومقتل 7 أقباط من بينهم كاهن وطفل في مدينة الاسكندرية وإلقاء عبوة ناسفة على كنيسة السيدة العذراء بعين شمس بالقاهرة وإشعال النار في ثلاث صيدليات كبرى يملكها أقباط في بني سويف والعديد من حوادث السطو على محلات للذهب يملكها اقباط بعين شمس وشبرا والزيتون (بالقاهرة) ومقتل 12 قبطيا بينهم طفل ومدرس أثناء القاء الدرس في ديروط – أسيوط- ومقتل صاحب متجر قبطي وإصابة ثلاثة على أيدي عناصر من جماعة الجهاد في ديروط أيضا و9 إعتداءات على دير بطمس كان آخره يوم 5 يناير 2004 والاعتداء على سور دير الأنبا أنطونيوس والاعتداءات على المصلين الأقباط في كنيسة الشهيد الأنبا جورج الأثرية بمنطقة البيسري شمال غرب مدينة أسيوط (المصدر: مركز الوثائق والمعلومات بمركز ابن خلدون للتنمية 2000).
كل هذا يحدث في دولة يتم تقسيم مواطنيها في البلد الواحد إلى مسلمين وغير مسلمين مثل كفرة وذميين ومستأمنين ومرتدين... إلى آخر هذه المسميات. وتطبيقا للمادة الثانية من الدستور المصري الذي قنن الشريعة الاسلامية وجعلها المصدر الرئيسي للتشريع. فهذه المادة أعطت الأفضلية لمن يدينون بالدين الاسلامي وإعتبرت غير المسلمين من أهل الذمة ومعاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية فلا مساواة بين المواطنين (المسلم وغير المسلم) فأية مساواة هذه التي تعتبر أن المسلم وغير المسلم –لا تتكافأ دماؤهم- "فلا يُقتل مسلم بكافر" (صحيح البخاري – جزء 50:9 – كتاب القصاص في الشريعة الاسلامية للمستشار محمد سعيد عبد اللطيف – توزيع مكتبة دار التراث – القاهرة 1989).
في الدول المتحضرة، رمز العدالة إمرأة معصوبة العينين تمسك بيدها ميزانا لا يختل إشارة إلى أن العدالة لا ترى سوى القانون ولا تتأثر بأية مؤثرات خارجية سوى تطبيق القانون بكل حيدة كاملة وتجرد.

أما في هذا العهد الأغبر ومنذ ثورة العسكر (23 يوليو 1952) إلى يومنا هذا يبدو أن رمز العدالة هي امرأة ليست معصوبة العينين بل تلبس نظارة مكبرة لتفرز فرزا دينيا المتقاضين الذين يمثلون أمام القضاء. رحم الله القضاء المصري الشامخ في العصر الليبرالي أي قبل ثورة البكباشية.
فهل نسينا محاكم الغدر والدحوي والشعب ومذبحة القضاء في الستينات وإعتداء الغوغاء على مجلس الدولة والاعتداء الوحشي على رئيسه الفقيه العلامة السنهوري باشا عام 1954.
يا سادة يا أفاضل المسئولين عن حكم مصر أفيدونا "من الذي قتل الواحد وعشرين شهيدا قبطيا إذن؟؟؟ هل انتحر هؤلاء الشهداء؟؟ هل قتلهم الأنبا ويصا أسقف البلينا؟؟ هل قتلهم أقباط المهجر؟؟ هل قتلهم الخونة عملاء وأذناب أمريكا واسرائيل...؟؟؟ هل استشهدوا قضاء وقدر؟؟؟ من الذي قتل هؤلاء الأطفال وائل الضبع ميخائيل (10 سنوات) والطفلة ميسون غطاس فهمي (11 سنة). أليست الشرطة ومباحث أمن الدولة التي تتبع إداريا وزير الداخلية ورئيس الدولة هي المسئولة عن عدم تقديم الفعلة الحقيقيين وتقديم محاضر تحقيقات كاذبة مضللة لتمييع القضية وتضليل العدالة وعدم تقديم المسئولين الحقيقيين لمحاكمتهم جنائيا ليكونوا عبرة لمن يعتبر مستقبلا ولكن ماذا نقول والسلطة القضائية خاضعة للتوجهات السياسية والتدخلات في أمورها.
ومحاضر أقسام الشرطة والأمن المركزي يعبثون في أقوال الشهود ويتدخلون في التحقيقات لعدم تجريم الجناة الحقيقيين.

أفيدونا بحكم واحد فقط صدر منذ أحداث الخانكة أي منذ 1972 حتى يومنا هذا ضد معتدي مسلم اعتدى على الأقباط (كنائسهم – ممتلكاتهم – متاجرهم وأرواحهم) وبعد ذلك يتشدقون بأن مصر تعيش أزهى عصور الحرية والديمقراطية وسيادة القانون وإحترامه. حقيقة كما يقول المثل الشعبي "اللي اختشوا ماتوا".

اننا سنستأنف الحكم أمام الله كما قالها قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث ونحن نقول إن محكمة التاريخ لم ولن ترحم ونحن نصرخ بصوت عظيم "حتى متى أيها السيد القدوس والحق لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض".

إننا نؤمن بأن الله سوف يجازي كل أحد حسب أعماله التي صنعها بالجسد خيرا كانت أم شرا.

 

د. سليم نجيب

رئيس الهيئة القبطية الكندية دكتوراه في القانون والعلوم السياسية

محام دولي وداعية حقوق الإنسان - قاض سابق

عضو اللجنة الدولية للقانونيين بجنيف

مطالب وآلام أقباط مصر
1-    عام 1972 حدد تقرير الدكنور العطيفى لمجلس الشعب  الأم ومآسى أقباط مصر واعطى توصيات لاصلاح هذه الماسى.
2-    أهمل هذا التقرير وأصبح حبيس الأدراج إلى يومنا هذا.
3-    تولى الرئيس مبارك الحكم سنة 1981 وترك البابا حبيس الدير 41 شهرا متوالية.
4-    الرئيس مبارك لم يقابل البابا ولا مرة واحدة ولمدة عشرين عاما.
5-    و قابلة أخيرا قبل سفرة لأمريكا ليحصل من البابا على توصية لأقباط المهجر لحسن استقبال مضطهدهم ومعذبهم   وكارههم اثناء زيارته لأمريكا فى شهر مارس  2001 .
 
6-    كانت ال 23 سنة الماضية (حكم مبارك) هى أسوأ فترة  فى تاريخ الأقباط فى مصر فى القرن العشرين والتى لقوا فيها كل صنوف الهوان والعذاب والاضطهاد وساءت حالتهم عن أيام  تقرير العطيفى وأصبحوا يعاملون كمواطنين من الدرجة الثالثة مما يؤكده بالأرقام وبكل وضوح وجلاء الجدول الاتى:
                                             المسلمون              الأقباط
نسبه تعداد السكان                               80 %              20 %
حربة بناء دورة العبادة                           100%              صفر%
مناصب المحافظين                              100%              صفر%
رؤساء الجامعات وعمداء الكليات                  100%              صفر%
منصب قواد الشرطة والجيش                     100%              صفر%
رؤساء تحرير الصحف والمجلات                 100%              صفر%
المناصب الوزارية                           93,75%             6,25%
مناصب السفراء                             99,60%             0.40%
أعضاء مجلس الشعب                        98,70%             1,30%
المناصب القضائية العليا                          99 %                 1%   
الالتحاق بكليات الشرطة والجيش                   99%                 1%   
     
•        والآن وفى مطلع القرن الواحد العشرين استقبله الأقباط بأشنع مجزرة فى الكشح بالقتل وحرق الجثث واغتصاب الممتلكات بواسطة المتعصبون وقال الرئيس  هذه مشاجرة تجارية على ما يعادل 5 دولارات والبوليس والقضاء والصحافة تمارس التدليس بمباركة هذه المذابح والمآسى.
 
•        وبعد ان  كان الأقباط يتصدرون المواقع الأولى في السياسة والاقتصاد والتعليم والطب والصحافة وكان لهم دور بارز فى كافة المجلات حتى ثورة يوليو 1952. أصبح الأقباط يعيشون في عصر من الاضطهاد يفوق ما سبقه من عصور الرومان او المماليك ونذكر على سيبل المثال لا الحصر مظاهره باختصار:
 
1-  أحداث الاعتداءات والقتل الجماعي للأقباط :
 
امبابة 1991- قرية ام دميانة 1995- كفر دميانة 1996- عين شمس 1990-  1996- الاسكندرية 1991 –1994- 1995- الفيوم 1996 - ديروط 1992- 1993 - القوصية 1994 - ابو قرقاص 1990- 1997 سمالوط 1991 ملوى 1995- المنيا 1989- منشية ناصر 1992- اسيوط 1992 - 1995 -1996 - طما 1992- 1996 – طهطا 1996 قنا 1993- 1995
 –  صنبو1996 -  2004الكشح 1998 -2000.محافظة البحر الاحمر دير الانبا اطونيوس اغسطس2004 ومركز بطمس لخدمة المعوقين 1996-1997-  1999 -2003 و 5يناير2004 وقرية جرزا مركز العياط محافظة الجيزه يوم  7/ 11 /2003
 2-      
v    فى يوم 5 أغسطس 1999 تم الاعتداء الوحشى على القمص اسطفانوس يوسف راعى كنيسة مار جرجس بالمحلة الكبرى فى منطقة حى السبع بنات.
v    فى يوم 3 سبتمبر 1999  أستشهد الراهب أغناطيوس المحرقى أثناء تجوله في زراعات الدير حيث أطلق علية الجناة الرصاص من مزارع الذرة.
v    فى يوم 28 سبتمبر 1999 تعرض الأب الكاهن بسادة اسكاروس فى أسيوط لاعتداء غاشم إذ أطلق علية الرصاص أثناء عودته من الكنيسة متوجها الى منزله

 

المصدر: وكالات ـ أرشيف ـ الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...