بداية العد التنازلي لمرحلة الطلاق الأمريكي ـ الباكستاني

29-09-2011

بداية العد التنازلي لمرحلة الطلاق الأمريكي ـ الباكستاني

Image
_45771405_416map

الجمل: سعت الدوائر الرسمية الأمريكية والباكستانية إلى تبادل الاتهامات وإطلاق التصريحات التي تنطوي على قدر كبير من الشكوك والعنف الرمزي تجاه الآخر، الأمر الذي وصل مستوى التهديد بانفراط تحالف الطرفين الاستراتيجي إضافة إلى التلويح بخيار العمل العسكري: فما هي طبيعة الخلافات الأمريكية ـ الباكستانية، وهل هي حقيقية أم مصطنعة تعبر عن نوايا الرغبة في استخدام الذرائع بين الطرفين؟

* الخلافات الأمريكية ـ الباكستانية: ماذا تقول المعلومات
شهدت ساحة المواجهات العسكرية الأمريكية ـ الأفغانية خلال الأسابيع الماضية تزايداً غير مسبوق في العمليات العسكرية الشديدة الخطورة، والتي تضمنت إضافة إلى اغتيال الزعيم الأفغاني برهان الدين رباني، عدداً من الهجمات المسلحة والتفجيرات الانتحارية وعمليات إطلاق القذائف، بما أدى إلى سقوط عشرات القتلى الأمريكيين.
سعت واشنطن إلى إجراء المزيد من التحقيقات والتحريات في مصدر العمليات العسكرية المتزايدة، وتوصلت إلى أن شبكة حقاني هي المسؤولة عن هذه العمليات، وإضافة لذلك، أشارت وجهة النظر الأمريكية إلى النقاط الآتية:
•    إن شبكة حقاني هي الأكثر خطورة في الوقت الحالي، وهي تتمركز بشكل أساسي في مناطق القبائل الواقعة في شمال باكستان، المتاخمة للحدود الأفغانية ـ الباكستانية، وتقطنها قبائل الباشتون.
•    توجد المزيد من الروابط بين شبكة حقاني، وجهاز المخابرات الباكستانية، إضافة إلى الروابط بين شبكة حقاني وحركة طالبان الأفغانية (التي يقودها الملا محمد عمر)، وحركة طالبان باكستان (التي يقودها حكيم الله محسود).
جاءت الاتهامات الأمريكية ضد باكستان على لسان رئيس الأركان الأمريكي الأدميرال مايك مولين في إفاداته التي أدلى بها امام لجنة مجلس الشيوخ الأمريكي، حول تدهور الأوضاع الأمنية في أفغانستان، والتي اتهم فيها بشكل صريح ومباشر السلطات الباكستانية بأنها تقوم بالتنسيق وتقديم الدعم لحركات المعارضة الإسلامية المسلحة الأفغانية والباكستانية والكشميرية، وذلك من أجل شن الهجمات ضد الأمريكيين في أفغانستان. وأيضاً ضد الهند في إقليم كشمير، وداخل الهند. وأضاف قائلاً بأن السلطات الباكستانية تتعمد القيام بذلك من أجل ابتزاز الأمريكيين ودفعهم لجهة القيام بتقديم المزيد من الدعم لباكستان، إضافة إلى الإذعان لتوجهات باكستان الرافضة للتطورات الجارية في ملف العلاقات الأمريكية ـ الهندية.

* رد الفعل الباكستاني ضد الاتهامات الأمريكية
سعت إسلام أباد في بادئ الأمر إلى إنكار وجود أي صلات رسمية تجمعها مع الحركات الإسلامية المسلحة الأفغانية والباكستانية والكشميرية، وأكدت بأنها ظلت أكثر اهتماماً بملاحقة عناصر الأجهزة الرسمية الباكستانية الذين يثبت تورطهم في التعامل مع الحركات الإسلامية المسلحة، ولكن رد الفعل الباكستاني أصبح أكثر تشدداً، عندما برزت المعلومات الآتية:
•    قيام بعض كبار المسؤولين الأمريكيين بالمطالبة بقيام القوات الأمريكية باحتلال مناطق شمال باكستان، وتحديداً منطقة القبائل لجهة السيطرة عليها والقضاء على الجماعات الإسلامية الباشتونية المسلحة.
•    حديث بعض كبار العسكريين الأمريكيين لجهة مطالبة باكستان باستخدام قوات الجيش الباكستاني في السيطرة على هذه المناطق القبلية الشمالية، واحتلالها بالكامل، بما يؤدي إلى القضاء على نظام الحكم الفيدرالي الذي منح مناطق القبائل الباكستانية صلاحيات الحكم الذاتي الفيدرالي، والذي ظل مستمراً منذ عام 1947 وحتى اليوم.
•    تزايد وجهات النظر الأمريكية القائلة بضرورة حجب المساعدات والمعونات الأمريكية التي تقدم إلى باكستان، إلى حين التزام الحكومة الباكستانية بوقف التعامل مع الحركات الإسلامية المسلحة.
شهدت مختلف المناطق الباكستانية المزيد من الاحتجاجات الغاضبة ضد الأمريكيين، وإضافة لذلك، أكدت إسلام أباد بأنها سوف ترفض أي معونات أو مساعدات أمريكية مشروطة.

* التوترات الأمريكية ـ الباكستانية: المسارات المحتملة والخيارات
تقول المعلومات بأن واشنطن، أصبحت أكثر اهتماماً لجهة القيام باستغلال فرصة التوترات من أجل القيام باستهداف إسلام أباد، وبالمقابل أشارت التسريبات بأن باكستان ظلت على وعي وعلم كامل باحتمالات أن تسعى واشنطن في نهاية الأمر إلى اللجوء لجهة إنفاذ خيار استخدام القوة من أجل تقسيم رقعة باكستان وأفغانستان إلى ثلاث دول، ولإجراءات الحذر والوقاية، فقد سعت باكستان إلى تعزيز روابطها مع الصين، وعقدت صفقة بكين ـ إسلام أباد والتي تضمنت الآتي:
•    أن تسعى الصين لجهة القيام بدعم فعاليات البرنامج النووي والصاروخي الباكستاني.
•    أن تسعى باكستان لجهة دعم جهود القضاء على فعاليات التمرد الذي تقوم به الحركات الإسلامية الإيغورية في مقاطعة سينكيانج الصينية، وأيضاً تمرد الجماعات البوذية المتطرفة في مقاطعة التيبت الصينية.
سوف يكون من الصعب والخطير جداً سعي واشنطن لاستهداف إسلام أباد، وذلك لأن باكستان تمتلك القدرات العسكرية النووية، إضافة إلى أن قيام القوات الأمريكية بالتقدم لجهة احتلال مناطق القبائل الباكستانية سوف لن يؤدي سوى إلى توسيع مسرح المواجهات العسكرية المسلحة والتي سوف ينخرط فيها أكثر من 70 حركة إسلامية مسلحة، وحالياً تقول المعلومات والتسريبات بأن جماعات اللوبي الإسرائيلي الأمريكية وجماعة المحافظين الجدد تنخرط في تنشيط فعاليات واحدة من أكبر حملات الضغط على الإدارة الأمريكية لجهة القيام بالعمل العسكري ضد باكستان، وفي هذا الخصوص نشر معهد المسعى الأمريكي التابع لجماعة المحافظين الجدد، تحليلاً أعده الخبير ساداناند دومي (نشرته صحيفة وول ستريت جورنال التابعة لجماعة المحافظين الجدد) والذي قال فيه بكل صراحة ووضوح بأن على واشنطن السعي من أجل غزو واحتلال وتقسيم باكستان وبأنه على جنرالات باكستان أن يفهموا جيداً بأن باكستان ليست كبيرة على السقوط والانهيار على يد الأمريكيين.

الجمل ـ قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...