المسلمون بين فكي الماسونية ونظرية الفوضى الخلاقة

31-12-2012

المسلمون بين فكي الماسونية ونظرية الفوضى الخلاقة

أولاً: تعرف "الفوضى الخلاقة" بأنها: "حالة جيوبوليتيكية تعمل على إيجاد نظام سياسي جديد وفعال بعد تدمير النظام القائم أو تحييده "[1].

 
ثانيًا: يقول خالد عبدالقادر أحمد في تحليله لنظرية الفوضى الخلاقة: "من المتفق عليه أن القوى الاستعمارية تستغل تناقضات المجتمعات الذاتية والبينية، وتوظفها من أجل إنهاك المجتمعات وتركيع أنظمتها، فهي كما تستغل وتوظف الخلافات الحدودية، فإنها تستغل أيضا التباينات الطبقية والمذهبية، وتفاقمها إلى أن تصبح انشقاقات سياسية ذات آلية مدمرة، تتيح للقوى الاستعمارية فرصة التدخل المباشر وتوجيه حركة الصراع بينها، بما يخدم مصالحها الخاصة، وفي النهاية تفرض شروطها على جميع أطراف الصراع...".

 
"ولهذا طورت الولايات المتحدة الأمريكية هذا النهج، وصاغته في نظرية تعامل إستراتيجي، تتيح لها ألا تضطر إلى اللجوء إلى العمل العسكري المباشر إلا مضطرة، خاصة بعد التجربة الفيتنامية، فكانت نظرية الفوضى الخلاقة....وتستهدف هذه النظرية استحداث حالة فوضى في مواقع الصراع بين أطراف محلية، تتيح للولايات المتحدة الأمريكية ركوب موجة الفوضى هذه وتوجيهها لصالحها، وتسخر من أجل تحقيق هذا الهدف مجموع الإمكانيات الأمريكية المتفوقة تقنيًّا وثقافيًّا وسياسيًّا، مستندة إلى أكبر حجم ممكن من المعلومات عن مواقع وأطراف الصراع المحلي...".

 
"وقد أثمرت هذه الحصيلة العامة التي خرجت بها الولايات المتحدة الأمريكية جراء هذا الجهد الضخم من العمل، عن إطلاقها مقولات ثقافية حضارية سياسية تحريضية، موجهة إلى مجتمعات الدول النامية، وإلى قواها الشبابية بصفة خاصة، تحدد لهم مطالبهم الثقافية والاقتصادية التي يعجز بها نظام الحكم في بلادهم عن الوفاء بها، فتحدث الاضطرابات والعنف في هذه المجتمعات، ويتاح للولايات المتحدة التدخُّل"[2].


ثالثًا: ألقى باحثون آخرون الكثير من الضوء على جذور هذه النظرية وتطوراتها وتطبيقاتها؛ ففي مقالة بعنوان: "الفوضى الخلاقة بين الفكر والممارسة" جاء ما يلي:

1- وُجِد هذا المصطلح في أدبيات الماسونية القديمة، أشار إلى ذلك الباحث الأمريكي "دان براون" الذي نسب إلى الأب "ديف فليمنج" بكنيسة المجتمع المسيحي بمدينة بتيسبرج ببنسلفانيا قوله: "إن الإنجيل يؤكد لنا أن الكون خلق من فوضى، وأن الرب قد اختار الفوضى ليخلق منها الكون، وعلى الرغم منعدم معرفتنا لكيفية هذا الأمر، إلا أننا متيقنون أن الفوضى كانت خطوة مهمة في عملية الخلق".


ومن المعروف أن الماسونية كانت وراء الثورة الفرنسية والبلشفية والبريطانية، وكانت تعمل على إسقاط الحكومات الشرعية، وإلغاء أنظمة الحكم الوطنية في البلاد المختلفة والسيطرة عليها، كما كانت تبثُّ سموم النزاع داخل البلد الواحد، وإحياء روح الأقليات الطائفية العنصرية"[3].


2- يؤكد "مارتن كروزرز" - وهو مؤسس مذهب جديد في علم العلاج النفسي - أن "الفوضى هي إحدى العوامل المهمة في التدريب والعلاج النفسي، فعند الوصول بالنفس إلى حافة الفوضى يفقد الإنسان جميع ضوابطه وقوانينه، وعندها من الممكن أن تحدث المعجزات.. فيصبح قادراً على خلق هوية جديدة، بقيم مبتكرة ومفاهيم حديثة، تساعده على تطوير البيئة المحيطة به".

 
3- يعد "مايكل ليدين" العضو البارز في معهد "America enterprise" أول من صاغ مفهوم "الفوضى الخلاقة" أو "الفوضى البنَّاءة" أو "التدمير البنَّاء" في معناه السياسي الحالي، وهو ما عبر عنه في مشروع "التغيير الكامل في الشرق الأوسط"، الذي أعده عام 2003م.

 
ارتكز المشروع على منظومة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الشاملة لكل دول المنطقة، وفقًا لإستراتيجية جديدة تقوم على أساس الهدم ثم إعادة البناء.

 
4- تعتمد نظرية "الفوضى الخلاقة" في الأساس على ما أسماه الأمريكي "صموئيل هنتجتون" بـ" فجوة الاستقرار"، وهي الفجوة التي يشعر بها المواطن بين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون، فتنعكس بضيقها أو اتساعها على الاستقرار بشكل أو بآخر. فاتساعها يولد إحباطًا ونقمة في أوساط المجتمع، مما يعمل على زعزعة الاستقرار السياسي، لاسيما إذا ما انعدمت الحرية الاجتماعية والاقتصادية، وافتقدت مؤسسات النظام إلى القابلية والقدرة على التكييف الإيجابي، فتتحول مشاعر الناس في أية لحظة إلى مطالب ليست سهلة للوهلة الأولى، وأحياناً غير متوقعة، ما يفرض على مؤسسات النظام ضرورة التكيف من خلال الإصلاح السياسي، وتوسيع المشاركة السياسية، واستيعاب تلك المطالب.

 
أما إذا كانت تلك المؤسسات محكومة بالنظرة الآحادية؛ فإنه سيكون من الصعب الاستجابة لأي مطالب، إلا بالمزيد من الفوضى التي يرى "هنتجتون" أنها ستقود في نهاية الأمر إلى استبدال قواعد اللعبة واللاعبين.

 
5- يرى البعض أن الفوضى الخلاقة ترتكز على أيديولوجيا أمريكية نابعة من مدرستين رئيستين:

الأولى: صاغها "فرانسيس فوكوياما" بعنوان "نهاية التاريخ"، ويقسم فيها العالم ما بين عالم تاريخي غارق في الاضطرابات والحروب، وهو العالم الذي لم يلتحق بالنموذج الديمقراطي الأميركي. وعالم آخر ما بعد التاريخي وهو الديمقراطي الليبرالي وفق الطريقة الأمريكية. ويرى أن عوامل القومية والدين والبنية الاجتماعية أهم معوقات الديمقراطية.

 
وصاغ المدرسة الثانية "صمويل هنتنجتون" في مؤلفه "صراع الحضارات"، معتبراً أن مصدر النزاعات والانقسامات في العالم سيكون حضاريًّا وثقافيًّا، وذهب إلى أن الخطوط الفاصلة بين الحضارات ستكون هي خطوط المعارك في المستقبل.

 
ورغم تناقض المدرستين، إلا أنهما تتفقان على ضرورة بناء نظام عالمي جديد تقوده الولايات المتحدة، إضافة إلى معاداة الحضارة الإسلامية باعتبارها نقيضًا ثقافيًّا وقِيَميًّا للحضارة الغربية.


6- طور"توماس بارنيت" - أحد أهم المحاضرين في وزارة الدفاع الأمريكية - نظرية "الفوضى الخلاقة"، فقسَّم العالم إلى: من هم في القلب أو المركز "أمريكا وحلفاؤها"، وصنف دول العالم الأخرى تحت مسمى دول "الفجوة" أو "الثقب" حيث شبهها بثقب الأوزون الذي لم يكن ظاهرًا قبل أحداث 11 سبتمبر.

 
يذهب "بارنيت" إلى أن دول الثقب هذه هي الدول المصابة بالحكم الاستبدادي، والأمراض والفقر المنتشر، والقتل الجماعي والروتيني، والنزاعات المزمنة، وهذه الدول تصبح بمثابة مزارع لتفريخ الجيل القادم من الإرهابيين.


وبالتالي فإن على دول القلب العمل على انكماش الثقب من داخله، فالعلاقات الدبلوماسية مع دول الشرق الأوسط لم تعد مجدية؛ ذلك أن الأنظمة العربية بعد سقوط العراق لم تعد تهدد أمن أمريكا، وأن التهديدات الحقيقية تكمن وتتسع داخل الدول ذاتها، بفعل العلاقة غير السوية بين الحكام والمحكومين.


ويخلص "بارنيت" إلى أن تلك الفوضى البنَّاءة ستصل إلى الدرجة التي يصبح فيها من الضروري تدخل قوة خارجية للسيطرة على الوضع وإعادة بنائه من الداخل، على نحو يعجِّل من انكماش الثقوب وليس مجرد احتوائها من الخارج، منتهيًا بتخويل الولايات المتحدة القيام بالتدخل بقوله: "ونحن الدولة الوحيدة التي يمكنها ذلك"!!.


7- يعتقد أصحاب وأنصار نظرية "الفوضى الخلاقة" بأن خلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار سوف يؤدي حتمًا إلى بناء نظام سياسي جديد، يوفر الأمن والازدهار والحرية، وهو ما يشبه العلاج بالصدمة الكهربائية لعودة الحياة من جديد.غير أن ثمة أهدافًا متوارية تهدف الولايات المتحدة إلى تحقيقها بتلك الفوضى.

 
8- يمثل "روبرت ساتلوف" المدير التنفيذي لمؤسسة "واشنطن لسياسات الشرق الأوسط" ذات الميول الصهيونية، أحد أقطاب نظرية الفوضى الخلاقة، وهو من أشد المعجبين بأفكار "برنارد لويس"[4]؛ حيث اقترح "ساتلوف" إقصاء مصطلَحَي العالم العربي والإسلامي من القاموس الدبلوماسي الأمريكي، وطالب بالتعامل مع العالم العربي من خلال مقاربة خاصة بكل بلد على حدَّة ومحاربة الأصولية الإسلامية بلا هوادة.


ويذكر الباحث الأمريكي "مايكل ماكفيل" أنه لم يعد في وسع الولايات المتّحدة الحفاظ على الوضع الراهن فقط، فهي تسعى إلى التغيير السريع، وهذه المهمة يجب أن تكون عدوانية بطبيعتها، وأن العدو الذي يجب تدميره هو أيديولوجي بالدرجة الأولى وهو "الشمولية الإسلامية".


9- سلم صناع السياسة الخارجية الأمريكية بأن التغيير في دول الثقب لم يعدفي حد ذاته كافيًا، وبالتالي فإن مفهوم السيادة والشأن الداخلي لم يعد شأنًا داخليًّا بالنسبة لأمريكا؛ طالما ارتبط بالأمن القومي الأمريكي، المرتبط أساسًا بتأمين أقدام أمريكا على حقول النفط العربية وحفظ مصالحها، وبذلك فإن الأوضاع الداخلية لبلدان الثقب تحتاج إلى تحول شامل، لن يحدث إلاعبر التدمير الخلاق، الذي سينتهي بإزالة الأنقاض ورفع الأشلاء، ثم تصميم نظام سياسي جديد ومختلف، لا يراوغ ولا يشترط ولا يهدد مصالح أمريكا الاقتصادية.


10- اعتبر "ساتلوف" أن الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط تقاس على مسطرة المصالح الأمريكية، وكان قد قدم ورقة توحي للإدارة الأمريكية، بتشجيع حالة الغليان وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، طالما أن خلاف الحكام مع المعارضة في دول المنطقة، سيحدث نوعًا من الهدوء والطمأنينة على الساحة الأمريكية، ويؤمِّن أهدافها الحيوية في بلدان الشرق الأوسط.


11- لم تنسَ الولايات المتحدة أن صواريخ صدام أقضت مضاجع تل أبيب ذات يوم، وما إن فرغت من حربها المعلنة على الإرهاب في أفغانستان، حتى توجهت نحو العراق دفاعًا عن حقوق الإنسان، والحد من أسلحة الدمار الشامل، وبعد سقوط بغداد في إبريل 2003 احتج العراقيون على صمت الإدارة الأمريكية عن عمليات النهب والسلب والحرق والتخريب في العراق، فعلق السيد "رامسفيلد" وزير الدفاع الأمريكي على تلك العمليات قائلاً: "إنها إيجابية وخلاَّقة وواعدة بعراق جديد".


12- جاء على لسان وزيرة الخارجية الأمريكية "كوندوليزا رايس": "إن الولايات المتحدة سعت على مدى ستين عامًا إلى تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط على حساب الديمقراطية، ولم تحقق أيًّا منهما.. وتتبنى الآن نهجًا مختلفًا.. إن هناك من يقول: إن الديمقراطية تقود إلى الفوضى والصراع والإرهاب، والحقيقة أن العكس هو الصحيح، بمعنى أن الفوضى تمثل الأساس المنهجي لخلق الديمقراطية الأمريكية المنشودة".

 وحول أحداث عدم الاستقرار في بعض البلدان العربية صرحت "رايس" أيضًا لصحيفة "الواشنطن بوست" بالقول: "إن الفوضى التي تفرزها عملية التحول الديمقراطي في البداية، هي من نوع الفوضى الخلاَّقة التي قد تنتج في النهاية وضعاً أفضل مما تعيشه المنطقة حاليًا، ولاشك أن الكيان الصهيوني في الأساس هو المستهدف بذلك الوضع الأفضل الذي قصدته رايس، بينما لن يجنِ العرب أكثر من ويلات الفوضى".


13- هناك أربع مراحل متتابعة لعملية الفوضى الخلاَّقة:

الأولى: خلخلة حالة الجمود والتصلب غير المرغوب في النظام المستهدف.

الثانية: الوصول إلى حالة من الحراك والفوضى المربكة والمقلقة لذلك النظام.

الثالثة: توجيه تلك الفوضى وإدارتها للوصول إلى الوضع المرغوب فيه.

الرابعة: استخدام المدخلات التي أججت الفوضى لإخمادها وتثبيت الوضع الجديد بشكله النهائي، إلى جانب الاطمئنان لترسانة القوة العسكرية، والأساطيل الأمريكية في المنطقة، وهي أهم عناصر المعادلة التي تستند إليها الفوضى.

 
14- لتحقيق تلك الرؤية وتحريك الفوضى الخلاَّقة بشكل عملي على الساحة الشرق أوسطية، جندت الولايات المتحدة الكثير من الإمكانات، والعديد من وسائل الجذب والضغط والإقناع الإيديولوجي، على مختلف الأصعدة (الإعلامي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي)، ومن ذلك: اتفاقيات التجارة الحرة، والحث على تعديل الدساتير الوطنية، وإنشاء واختراق القنوات الفضائية، والمحطات الإذاعية الناطقة بالعربية، وتقديم خدمات التواصل الإلكتروني المجاني بين أفراد المجتمعات، عبر الإيميلات والفيس بوك والمواقع التي تعج بها شبكة الإنترنت، والتواصل المكثف مع النشطاء والحقوقيين، والتركيز على بعض المسؤولين الحكوميين والأكاديميين الذين تلقوا تعليمهم في أمريكا، إضافة إلى دعم عدد من أطراف المعارضة في البلدان المستهدفة بشكل فردي أو مؤسسي.. إلى غير ذلك مما يحقق الالتقاء الجماهيري والشعبي مع آراء وميول ووجهات وطموحات أمريكا في المنطقة.


15- دأبت الولايات المتحدة في ذات الإطار على بث مفاهيم تقارن بين الإسلام والإرهاب، تدعمها بشكل مريب تصريحات منسقة ومتزامنة من قبل قيادات تنظيم القاعدة على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي، ولم تغفل أمريكا التلويح بملف المرأة والإيحاء بتخلف الإسلام في التعامل مع نصف المجتمع، كما خلقت جبهات عده من أجل حرية التعبير بالمفهوم الغربي كأزمة الرسوم المسيئة للرموز الإسلامية من جهة، ودعم الحريات الشخصية كحقوق الشواذ والمِثْليين منجهة أخرى، وتدخلت في كثير من الأماكن كداعم لحقوق الإنسان، ومساندة الأقباط ونصرة الأقليات، وحقوق المجتمع المدني، ولعبت أدوارًا خفية هنا وهناك لزرع النزعات والنزاعات الطائفية والمذهبية والعرقية والمناطقية وتشويه صورة المسلمين في عيون الآخرين، وزعزعة القيم الإسلامية داخل المجتمعات المحافظة.


أرادت الولايات المتحدة بذلك - ولازالت - فرض مناخ فكري يخلق لهابيئة آمنة للتواجد المستقر في إطار المجتمعات العربية والإسلامية، دون مساعدة أو تدخل النخب الحاكمة لتلك المجتمعات، وربط العالم بشبكة اتصال واحدة، من شأنها خلق عقل جمعي مبرمج وفق النمط الغربي، الأمر الذي أدخل الذات الحضارية لمجتمعاتنا في حالة من عدم التوازن، وجعلها قابلة لاختراق الطرح المعولم، وفقًا للصيغة الأمريكية البحتة[5].

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] What is Creative Chaos? www.wisegeek.com/what-is-creative-chaos.htm

[2] خالد عبدالقادر أحمد، كيف يجري تنفيذ نظرية الفوضى الخلاقة

www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=244558

[3] لم يعرف التاريخ منظمة سرية أقوي نفوذاً من الماسونية، وهي من شر مذاهب الهدم التي تفتق عنها الفكر اليهودي. والهدف الرئيس والنهائي للماسونية هوقيام دولة إسرائيل (مملكة إسرائيل العظمى) وتتويج ملك لليهود في القدس يكون من نسل داود، ثم التحكم في العالم، وتسخيره لما يسمونه (شعب الله المختار) اليهود.

والماسونية لغة معناها "البناءون الأحرار"، وهي في الاصطلاح منظمة يهودية سرية هدامة، إرهابية غامضة، محكمة التنظيم تهدف إلى ضمان سيطرة اليهود على العالم وتدعو إلى الإلحاد والإباحية والفساد، وتتستر تحت شعارات خداعه مثل ( حرية - إخاء - مساواة – إنسانية).
(د أحمد إبراهيم خضر، قراءة في فتاوى الأزهر والمجمع الفقهي واللجنة الدائمة، شبكة بوابتي تونس)

[4] "برنارد لويس" هو مستشرق بريطاني الأصل، يهودي الديانة، صهيوني الانتماء، أمريكي الجنسية. ولدفي لندن عام 1916م، وتخرَّج في جامعة لندن 1936م . وهو أستاذ فخري لدراسات الشرق الأوسط في جامعة برنستون . تخصص في تاريخ الإسلام والتفاعل بين الإسلام والغرب وأشهر أعماله يدورحول تاريخ الامبراطورية العثمانية. وهو من أشد الباحثين عداء للإسلام والمسلمين . كتب "لويس" كثيرًا عن تاريخ الإسلام والمسلمين؛ حتى اعتبرمرجعًا فيه، فكتب عن كلِّ ما يسيء للتاريخ الإسلامي متعمدًا، فكتب عن الحشاشين، وأصول الإسماعيلية، والقرامطة، وكتب في التاريخ الحديث نازعًا النزعة الصهيونية التي يصرح بها ويؤكدها. وهو صاحب أخطر مشروع في هذا القرن لتفتيت العالم العربي والإسلامي من باكستان إلى المغرب، والذي نشرته مجلة وزارة الدفاع الأمريكية. وَفَّرَ "لويس" الكثير من الذخيرة الإيدلوجية لإدارة بوش في قضايا الشرق الأوسط والحرب على الإرهاب؛ حتى إنه يُعتبر بحقٍّ منظرًا لسياسة التدخل والهيمنة الأمريكية في المنطقة.

ورغم أن مصطلح "صدام الحضارات" يرتبط بالمفكر المحافظ "صموئيل هنتينجتون" فإن "لويس" هوالذى قدَّم التعبير أولاً إلى الخطاب العام، ففي كتاب "هنتينجتون" الصادر في 1996م يشير المؤلف إلى فقرة رئيسة في مقال كتبها "لويس" عام 1990م بعنوان "جذور الغضب الإسلامي"، قال فيها: "ليس هذا أقل من صراع بين الحضارات، ربما تكون غير منطقية، لكنها بالتأكيد رد فعل تاريخي منافس قديم لتراثنا اليهودي والمسيحي، وحاضرنا العلماني، والتوسع العالمي لكليهما".

 

                                                                                          عن موقع د.أحمد إبراهيم خضر

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...