الفنانون السوريون يشعلون الشموع لأهل غزة

01-01-2009

الفنانون السوريون يشعلون الشموع لأهل غزة

خرج الفنانون السوريون أمس الأول ليعبروا عما يجيش بصدورهم من غضب إزاء صمت الحكام العرب عن المجازر التي ترتكب بحق الفلسطينيين من قبل عصابات الصهاينة وقد سبق الفنانين إلى مكان الاعتصام بالقرب من المسجد الأموي بدمشق شباب يعتمل الغضب داخلهم وهم عاجزون عن فعل شيء إلا الهتاف وإطلاق الشعارات المنددة والمطالبة بالثأر للأطفال والنساء والشيوخ والمرضى وبعض كرامة العروبة التي تهدر كل يوم في ظل صمت رسمي عربي لا يفسره إلا بيت شعر لشاعر العربية الأول أبو الطيب المتنبي «من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إلام».
 وقد وقف الكاتب هاني السعدي وسط الجموع المتدافعة ليقول: ليس بوسع الشعوب العربية إلا الخروج بتظاهرات سلمية وإعلامية لا تؤثر على إسرائيل، وحتى الإعلام العربي مقصر لا يستطيع إيصال أصوات هؤلاء الناس إلى العالم كله.
وطالب السعدي بإيقاف ما يجري من مجازر « لا يُسكت عنها وها هي غزة تُدك بالطيران الأميركي وبألعن الأسلحة تقتل المدنيين» وخاطب السعدي أطفال غزة بالقول: اصبروا فأنتم منتصرون بإذن الله.
أما الفنان الشاب باسل خياط فأشار إلى أن ما «يحدث في غزة لا يقبله منطق ولا عقل ولا دين ونحن العرب تعودنا على أرقام القتلى حتى لو وصلت إلى الآلاف» وخاطب خياط بعض الرؤساء العرب بالقول: التاريخ سوف يسجل كل شيء ولن ننسى، واستشهد ببيت شعر شهير للشاعر الراحل محمود درويش: نيرون مات ولم تمت روما بعينيها تقاتل.
ومن بين الفنانين الذين أشعلوا الشموع كان الفنان فايز قزق وهو لا يضع اللوم على الإسرائيليين «لأنهم يعتقدون أنهم يدافعون عن حق ما يتوهمونه ولكن اللوم كله واللعنة على بعض الحكام العرب، اللعنة عليهم وهم أحياء، واللعنة على قبورهم عندما يموتون، واللعنة على من سيحملون نعوشهم».
وأضاف قزق بغضب واضح: محمود عباس يتباهى بأنه لم يحمل مسدساً طوال وجوده في منظمة التحرير الفلسطينية، كيف يمكن لي أن أصدق أنه يتفاوض من أجل الحصول على الحق الفلسطيني؟
ولفت فايز قزق إلى عبثية التفاوض مع العدو الصهيوني: «أنا لا أؤمن بالمفاوضات والحوار مع هذا العدو الذي إما أن يكون وإما لا يكون وإن كان فنحن لن نكون إما أن يبلعنا وإما أن نبلعه».
وأكد أغلب الفنانين السوريين أنهم يشعرون بالوجع والإهانة في هذه الأيام ومنهم الفنانة لورا أبو أسعد التي أكدت هذه الفكرة وأضافت: لا أستطيع أن أفعل إلا إشعال شمعة لكي أعبر عما يجول في داخلي إزاء ما يحدث.
ورأى الفنان علاء قاسم أن ما يجري في غزة من مجازر يعبر عن همجية العدو الصهيوني وأن بعض الحكام في العالم العربي سقطوا في نهر الاستسلام.
وتقول الفنانة سلمى المصري: جئنا لكي نشعل شمعة لأننا لا نستطيع أن نفعل أكثر، جئنا لكي نعبر عما يجيش بصدورنا من مشاعر وما يجري أكبر من الأقوال والأفعال التي نقوم بها، نتمنى أن تتاح لنا الفرص لكي نؤكد بالفعل لا بالقول فقط لأهلنا في غزة أننا معهم وهذا شعور العرب في كل مكان.
وخاطبت المصري الأمهات الفلسطينيات بالقول: حسبي الله ونعم الوكيل.
أما الفنانة الشابة كندة علوش فدعت الشعب العربي إلى عدم السكوت عن الذل والعجز بالخروج إلى الشوارع.
ويرى الفنان قيس الشيخ نجيب أن هذه التظاهرات قد تكون ملهمة للشعب العربي لكي يتحرك ولاحظنا أن الضغط الشعبي العربي أدى إلى فتح معبر رفح لدخول المساعدات الطبية على الأقل.
وشدد الشيخ نجيب على أن ما يجري في غزة «لا يحتمله عقل أو ضمير عربي حي وما نقوم به اليوم قد يكون مكملا للضغط الشعبي العربي لإيقاف العدوان».
ويؤكد الفنان فراس إبراهيم أنه بات يخجل من الكلام وباتت لديه رغبة في فعل شيء ما: أصبحت أخجل من التفرج على ما يحصل في غزة، إن إشعال الشموع لا يكفي لأننا سنعود بعد قليل إلى بيوتنا وسياراتنا وأسرّتنا وعطورنا ونترك أشقاءنا في غزة قتلى في الشوارع».
وأشار إبراهيم إلى أن «عدونا يتعامل بمنطق القوة ولا يثق بقدرتنا على فعل شيء نتيجة تاريخنا الطويل بالكلام والنسيان حيث نسينا كل المجازر ابتداءً من دير ياسين ومروراً بقانا وانتهاء بما يجري بغزة اليوم، لقد تعودنا على منظر الدم والجثث ولم نعد نتأثر، المطلوب التحرك بالمنطق الذي يفهمه الإسرائيلي وهو منطق القوة ما نفعله اليوم وهو إشعال الشموع تصرف حضاري ولكن عدونا ليس حضارياً ولا يفهم منطق الشموع ولو كان كذلك لما قتل الأطفال تحت ركام بيوتهم.
أما الفنان جمال سليمان فقد اكتفى بالقول مخاطباً أهل غزة: كلنا مسؤولون عما يجري.

محمد أمين

المصدر: الوطن السورية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...