السنة والشيعة يرفضون تقسيم العراق

01-10-2007

السنة والشيعة يرفضون تقسيم العراق

اتخذت كبرى الكتل السياسية العراقية السنية والشيعية، باستثناء الاكراد امس، موقفا موحدا رافضا لقرار مجلس الشيوخ الأميركي بتقسيم العراق الى ثلاثة أقاليم على أسس طائفية، واعتبرت أنه يؤكد التخطيط الأميركي »لاحتلال طويل»، مشددة على ضرورة قيام البرلمان بإصدار «قانون يمنع تقسيم العراق تحت أي ذريعة».
وجاء في بيان مشترك للكتل السياسية تلاه بالنيابة عنها النائب عن القائمة «العراقية الوطنية» عزت الشاهبندر، أن «مجلس الشيوخ الأميركي اعتمد في أحسن الظن على قراءة خاطئة وتقديرات غير واقعية لتاريخ وحاضر العراق ومستقبله ويمثل سابقة خطيرة تؤسس لطبيعة العلاقات بين العراق والولايات المتحدة»، مشيرا الى أن «مجلس الشيوخ يظهر وكأنه يخطط لاحتلال طويل».
وأكد بيان القوى العراقية أن «القرار بصيغته المعلنة وأبعاده الغامضة يتنافى مع جميع القواعد وقانون المجتمع الدولي ومؤسساته الشرعية التي تحفظ للشعوب حقها في تقرير مصيرها». وشدد على أن «القرار مخالف للدستور العراقي الضامن لوحدة العراق»، مطالبا «مجلس النواب بعقد جلسة خاصة لمناقشة القرار والخروج بقانون يمنع تقسيم عراقنا تحت أي ذريعة».

وقد مثل الكتل السياسية، «الائتلاف العراقي الموحد» و»جبهة التوافق العراقية» و»القائمة العراقية» و»الحوار الوطني»، أعضاء بارزون فيها. كما مثل الكتلة الصدرية الرافضة للقرار، والتي انسحبت من «الائتلاف الموحد»، رئيسها في البرلمان نصار الربيعي.
وفي السياق، حذر نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي من خطورة قرار مجلس الشيوخ الأميركي. وقال أثناء استقباله وفدا ضم رؤساء شيوخ عشائر مدينة البصرة انه «غالبا ما يتم تفتيت دول وتقسيم شعوب على خلفية قرارات غير ملزمة أو وعود أو تصريحات وردت هنا أو هناك». وتابع «حان الوقت لأن يعيد العراقيون النظر في حساباتهم ويحسموا أمرهم، ويصطفوا خلف مشروع وطني يكرس التوافق حول المشتركات الوطنية الجامعة».
وعقب بيان الكتل السياسة العراقية، أصدرت السفارة الأميركية في بغداد بيانا أعربت فيه عن دعمها «للعراق الموحد»، مدينة أي محاولة لتقسيم البلاد الى كيانات. وجاء في البيان ان «هدفنا في العراق يبقى هو نفسه: عراق موحد، وديموقراطي، وفدرالي، يستطيع حكم نفسه بنفسه وحماية أراضيه».
وأضاف البيان ان «على القادة العراقيين أن يأخذوا زمام المبادرة في تحديد كيفية تحقيق هذه التطلعات الوطنية.. ان محاولات تقسيم العراق، من خلال القوة أو الإكراه أو عبر طرق اخرى، الى ثلاث دول منفصلة، سيولد معاناة إضافية وحمام دم أكبر». وتابع «التقسيم ليس على طاولة البحث».
عربيا، جدد مدير إدارة العلاقات العامة في الجامعة العربية ومسؤول ملف العراق علي الجاروش، اعتباره ان قرار تقسيم «وصفة مسمومة ومشؤومة للرؤية المستقبلية الأميركية للمنطقة العربية». كما حذرت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» من «التداعيات الإقليمية الخطيرة للقرار»، فيما اعتبر الأمين العام لـ»جبهة العمل الإسلامي» الأردنية زكي بني ارشيد أن هذا الأمر بمثابة «جرس إنذار العراقيين وللعرب ولكل دول جوار العراق».
وفي طهران، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني أن قرار الكونغرس يمثل «تدخلا صارخا في الشأن الداخلي العراقي ويتعارض مع سيادة البلاد ووحدة ترابها». ورأى ايضا أن القرار «يثبت استمرار الأخطاء الأميركية في العراق.. هذا أحد الأخطاء التي سيضطر الأميركيون الى إصلاحها في ما بعد».
وقال حسيني ردا سؤاله حول إمكان إجراء المزيد من المحادثات مع الولايات المتحدة حول العراق، «لم نر أي تغيير في المواقف الأميركية.. نحن بحاجة الى دراسة إمكان مواصلة المفاوضات بصورة أكبر».
من جهة اخرى، انتقدت وزارة الخارجية الأميركية العقود التي توقعها شركات النفط في الولايات المتحدة مع «حكومة» إقليم كردستان العراقي، معتبرة أنها تضر بقانون النفط المرتقب أن يقره البرلمان في العراق وبعمليات المصالحة في البلاد. وأكد مساعد المتحدث باسم الوزارة توم كايسي أن «قانون النفط الوطني سيلغي قوانين النفط المحلية التي أقرتها حكومة إقليم كردستان».
ميدانيا، أعلن الاحتلال الأميركي خلال اليومين الماضيين مقتل 4 من جنوده في حوادث منفصلة في بغداد. كما أعلن مقتل أكثر من عشرين مقاتلا من تنظيم القاعدة شمالي غربي بغداد، واعتقال 15 شخصاً في بغداد يشتبه في انتمائهم إلى إحدى «المجموعات الخاصة» التي يتهمها بالارتباط بالحرس الثوري الايراني، مشيرا الى «ضبط صواريخ أرض ـ جـــو إيرانية الصنع». وأعلن الجيش العراقي انه قتل «40 متشددا» خلال اليومين الماضيين.
ورغم مقتل أكثر من 60 عراقيا وإصابة العشرات بجروح في هجمات في أنحاء البلاد خلال اليومين الماضيين، اعتبر الاحتلال الأميركي أن العنف خلال شهر رمضان انخفض بنحو 40 في المئة عما كان عليه في العام الماضي، على الرغم من تحذير من القاعدة بأنها ستزيد هجماتها خلال هذا الشهر.
وتعليقا على المجزرة التي ارتكبتها قواته في حي الدورة في بغداد الجمعة الماضي وراح ضحيتها 13 مدنيا على الأقل بينهم نساء وأطفال، اكتفى الاحتلال ببيان جاء فيه «نشعر بالأسف عندما يُلحق ضرر بمدنيين أو يتعرضون للقتل عندما تقوم قوات التحالف بعمليات تفتيش لتخليص العراق من الإرهاب.. الإرهابيون يواصلون تعمد وضع نساء وأطفال عراقيين أبرياء».
وأعلنت منظمة الصحة العالمية وفاة ثلاثة أشخاص في السليمانية وكركوك جراء إصابتهم بوباء الكوليرا الذي ينتشر في مناطق متفرقة من البلاد، ما يرفع عدد حالات الوفاة التي تسبب المرض الى ,14 علما ان هناك حوالى 2758 عراقيا مصابا بالكوليرا.
وشهد يوم امس عودة عدد محدود من طلاب المدارس في معظم أنحاء العراق الى مقاعد الدراسة مع انتهاء عطلتهم الصيفية وذلك قبل الموعد الذي كان محددا أصلا اثر صدور قرار وزاري ببدء العام الدراسي امس بدلا من نهاية شهر رمضان.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...