الساحة التركية وجدول أعمال تصفية الحسابات القادمة

02-08-2008

الساحة التركية وجدول أعمال تصفية الحسابات القادمة

الجمل: بعد ظهور المعلومات الأخيرة حول تطورات قضية المحكمة الدستورية العليا التركية، وعدم حصول دعوى عريضة المدعي العام التركي على الأغلبية المطلوبة اللازمة لحظر حزب العدالة والتنمية الحاكم و70 من قادته، بدا المسرح التركي أكثر هدوءاً ولكنه هدوء يتضمن المزيد من الإشارات الجديدة التي تنذر باحتمالات هبوب العاصفة الجديدة.
* تركيا: جدول أعمال تصفية الحسابات القادمة:
تقول المعلومات والتسريبات الجديدة بأن الساحة التركية تشهد صراعاً جديداً يتضمن استخدام نوعين من القوة:
• استخدام "القوة الناعمة" بواسطة حزب العدالة والتنمية لجهة تصفية الحسابات مع خصومه ضمن ترتيبات الأمن الوقائي التي يتوقع أن تقوم حكومة حزب العدالة والتنمية بها لحماية نفسها من مكائد الخصوم الداخليين والخارجيين.
• استخدام "القوة الخشنة" بواسطة القوى العلمانية والأطراف الخارجية الحليفة لها إضافةً إلى الحركات المسلحة الإثنو-ثقافية الكردية المعادية لأنقرة.
تقول التحليلات بأن الثنائي غول – أردوغان سيباشران، إن لم يكونا باشرا فعلاً، عملية إعادة ترتيب أجهزة الدولة لجهة تعزيز استقرار النظام:
• تجري المشاورات على قدم وساق من أجل اختيار وتعيين رئيس الأركان التركي الجديد الذي سيحل محل رئيس الأركان الحالي اليهودي التركي الجنرال بيوكانيت أليسار والذي ستنتهي فترة خدمته نهاية هذا الشهر.
• أطلق الرئيس غول مبادرة جديدة قال بأن الهدف منها هو إعادة السلام وترميم العلاقات والروابط مع عناصر السلطة التركية الرئيسية الثلاث:
- السلطة التشريعية ويمثلها البرلمان المؤيد لحزب العدالة والتنمية.
- السلطة التنفيذية وتمثلها الحكومة التركية التي يسيطر عليها حزب العدالة والتنمية.
- السلطة القضائية وتمثلها المحكمة الدستورية العليا وهيئة  الإدعاء العام التركي المعارضتان لتوجهات حزب العدالة والتنمية.
• عقد الثنائي قول – أردوغان سلسلة من اللقاءات هدفت إلى التفاهم حول كيفية التنسيق بين جهود رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء وجهود البرلمان التركي لجهة تفعيل جدول أعمال إعادة ترتيب أجهزة الدولة التركية.
وتقول التسريبات بأن الرئيس التركي عبد الله غول سيعقد سلسلة اجتماعات مع الأطراف التالية:
• رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء.
• كوكزال تويتان رئيس البرلمان.
• حسن غيريكار رئيس محكمة الاستئناف العليا.
وتشير التسريبات التركية إلى أن الرئيس غول سيحاول التوصل إلى إجراء تسوية هيكلية – وظيفية لجهة الحفاظ على صيغة معادلة توازن القوى التركية الداخلي، بما يحفظ استمرار الحكومة وفي الوقت نفسه يحفظ استقلالية السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ضمن دائرة "التعايش السلمي" ولكن حتى الآن لم تتضح أبعاد مبادرة الرئيس غول بما فيها الكفاية لجعلهم يقبلون بالتعايش مع توجهات حزب العدالة والتنمية باعتبارها تمثل خيار أغلبية الشعب التركي.
* الخيط الواصل بين انفجارات اسطنبول التركية وانفجارات كركوك العراقية:
تناقلت وسائل الإعلام المعلومات المتعلقة بالآتي:
• انفجار في مدينة كركوك العراقية أسفر عن مقتل 23 شخصاً وجرح العشرات يوم الاثنين الماضي.
• الانفجار المزدوج الذي وقع في منطقة غونغورين بمدينة اسطنبول التركية، والذي أدى إلى مقتل 17 وجرح أكثر من 150 شخصاً.
تقول التحليلات أن الخبراء لاحظوا الآتي:
• تزامن حدوث انفجار كركوك واسطنبول.
• تطابق أسلوب تنفيذ العملية.
• معرفة مدبري الانفجار الدقيقة للمنطقة بدليل كثرة عدد الضحايا وحساسية المنطقة إضافةً إلى نجاح منفذي الانفجارات في الإفلات.
حتى الآن لا يوجد تفسير واحد لهذه التفجيرات ولكن الاتجاه السائد حولها يتضمن نوعين من الافتراضات:
• اتجاه يقول بأن الحركات الكردية الانفصالية تعمل هذه المرة على فتح جبهة واسعة تتضمن شن المزيد من العمليات العسكرية المحدودة بما يؤدي إلى:
- زعزعة استقرار العمق التركي عن طريق استهداف المناطق التركية غير الكردية، وعلى وجه الخصوص المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية لمستقبل تركيا، كمدينة اسطنبول والعاصمة أنقرة وميناء التصدير الشرق أوسطي الرئيسي لنفط بحر قزوين ونفط العراق والنفط الإيراني.
- ممارسة الضغوط على العراقيين لإدراك أن التخلي عن كركوك هو أمر مستحيل بالنسبة للحركات الكردية.
- تقديم رسالة لتحالف أنقرة – بغداد الذي تم بعد الاتفاق الاستراتيجي التركي – العراقي، الذي تم إبرامه خلال الأيام الماضية، والذي يتضمن صفقة عراقية – تركية بمباركة أمريكية حول الأكراد.
• اتجاه يقول بأن محور واشنطن – تل أبيب يسعى لاستخدام الحركات الانفصالية الكردية من أجل زعزعة استقرار تركيا وتقديم إشارة إلى الرأي العام التركي بأن حكومة حزب العدالة والتنمية قد فشلت في تحقيق الاستقرار والقضاء على الحركات الكردية بدليل أن خطر هذه الحركات انتقل من أقصى جنوب شرق تركيا إلى أقصى شمال تركيا على النحو الذي يهدد بانتقال العدوى إلى بقية المناطق التركية.
اتفقت التخمينات الاستخبارية على نظرية المصدر الواحد لانفجارات كركوك واسطنبول باعتباره يتمثل في الحركات الانفصالية الكردية المتمركزة في إقليم كردستان العراقي وتقول التخمينات بأن هوية المصدر لم تحدد بعد بشكل دقيق، وهي إما أن تتمثل في حزب العمال الكردستاني أو عناصر شبكة البرزاني. وتشير التخمينات أيضاً إلى أن الهدف ليس إضعاف حكومة حزب العدالة والتنمية أو الضغط على نوري المالكي وإنما ردع الأحزاب الكردية التركية المتحالفة مع حزب العدالة والتنمية وردع الأطراف الكردية العراقية التي أصبحت أكثر قبولاً لفكرة التعايش ضمن الإطار الوطني العراقي والقبول بفكرة إمكانية المساومة مع العرب السنة حول مستقبل كركوك.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...