الحاجة حياة على طريق الأم بيلاجيا: شكرا قطر

07-04-2014

الحاجة حياة على طريق الأم بيلاجيا: شكرا قطر

استقبل أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، في الديوان الأميري في الدوحة صباح أمس، المخطوفين الأحد عشر المحررين من أعزاز، ترافقهم الحاجة حياة عوالي وسفير المفوضية الدولية لحقوق الإنسان في لبنان والشرق الأوسط علي عقيل خليل.

الزيارة التي جاءت تلبية لدعوة من الديوان الأميري، هدفها لقاء أمير قطر لشكره على المساعي التي بذلتها دولته في عملية تحريرهم، علماً بأن السفير التركي في لبنان إينان أوزيلديز دعا المحررين والحاجة حياة مرات عدة لـ«لقاء مصالحة» في السفارة التركية في بيروت، لقلب الصفحة السوداء بينهم بسبب اتهام تركيا بالتورط في عملية الخطف وحماية الخاطفين على حدودها مع سوريا، إلا أن الدعوة رفضت مراراً بشدة. فلماذا لُبّيت الدعوة القطرية بعد سبعة أشهر على إقفال الملف؟
 ظهر السبت، حزم وفد أعزاز حقائبه وتوجه إلى مطار بيروت ليطير عبر الخطوط القطرية إلى الدوحة. المحرر علي عباس لم يتمكن من اللحاق بهم لأن جواز سفره كان قد أنجز للتوّ في الأمن العام. وصل الخبر إلى الديوان الأميري بأن الوفد ناقص محرراً واحداً. أجرى اتصالاته ليحجز له مكاناً كرفاقه من الطائرة حتى مقر إقامتهم في أجنحة ملكية في فندق هيلتون. هذا الاهتمام سبقته وأعقبته رعاية رفيعة لا يوازيها سوى الدور القطري المستعاد.
في حديثه، أوضح خليل أن فكرة زيارة «شكراً قطر» طرحها على القنصل القطري في بيروت لحظة عودة المحررين. بعد أسبوع وبعد التنسيق مع المحررين والحاجة حياة، أرسل طلباً إلى السفارة بهذا الشأن. مرت الأشهر ولم يحصلوا على أي رد. قبل حوالى شهر، أرسل خليل بالتعاون مع سفيرة السلام الناشطة السورية رهاب بيطار (حضرت اللقاء)، الطلب إلى الديوان الأميري مباشرة. قبل أسبوع، تبلغا الموافقة وموعد الزيارة. في مطار الدوحة مساء السبت، كانت السيارات الدبلوماسية في انتظارهم عند درج الطائرة قبل أن يفتح لهم صالون الشرف.
أمير قطر استقبل المحررين لمدة نصف ساعة، متخطياً الوقت المحدد والبروتوكول. استقبال لا يخرج عن الاستدارة القطرية عوداً نحو محور المقاومة، إلى زمن كان شعاره «شكراً قطر». بحسب الحاجة حياة، رحب الأمير بهم بحرارة بالغة، والتقط صورة مع كل منهم وطلب تمديد مدة إقامتهم إلى ثلاثة أيام بحسب الضيافة العربية. أكد أن دولته تتخطى الخلافات في وجهات النظر سياسياً أمام القضايا الإنسانية كما فعلت إزاء قضيتهم. وقال إن «الموضوع الإنساني كان بالنسبة إلينا أولوية منذ اليوم الأول لخطفكم، وعملنا من أجل أن لا يمسّكم سوء ولكي تعودوا سالمين لعائلاتكم». ولفت نظرهم إلى أنه تلقّى دروسه في بيروت ويحب اللبنانيين والطائفة الشيعية التي يعرف أن ضيوفه ينتمون إليها. أكد لهم أنه لا يفرق بين السنة والشيعة ويحب بلاد الشام لأنها نموذج للعيش المشترك. وكأنهم دبلوماسيون أو سياسيون، أسهب في شرح المقاربة القطرية للأزمة السورية. قال إن دولته انحازت بداية لحقوق الشعب السوري، لكن الوضع اختلف لاحقاً وتحول إلى قتل ودماء يجب وقفهما، جازماً بأن لا حل في سوريا إلا سياسياً. شارك في اللقاء السفير القطري السابق في بيروت سعد بن علي المهندي الذي شهد عهده حادثة الخطف واعتصامات أهالي المخطوفين أمام مقر السفارة. على مسمع الأمير، ذكّر الحاجة حياة بأنها كانت تقود الاحتجاجات ضد قطر. فذكّرته بدورها بأنه لم يوافق على استقبال الأهالي. تدخل الأمير عندها ليبلغها بأن «مفتاح السفارة بات ملكك وأنت تدخلينها ساعة تشائين». في ختام اللقاء، قدموا له مصحفاً هدية وقصيدة مديح ألقاها المختار المحرر علي زغيب.
يدرك الطرفان أن «حوار الود والمحبة» الذي دار في الديوان الأميري والحفاوة التي شهدها المحررون سيصلان إلى الضاحية الجنوبية. رسالة الدوحة هذه جاءت بعد أقل من شهر على زيارة مبعوث قطري لطهران وخمسة أشهر على زيارة السفير القطري الحالي في بيروت علي بن محمد المري نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في حارة حريك. هذا بالنسبة إلى قطر. ماذا عن حزب الله؟ لا تقلّ البوادر الإيجابية من قبل الحزب عن القطرية منها. يعلم الأمير جيداً انتماءات ضيوفه المذهبية والسياسية والمناطقية. يدرك أن بعضهم ما كان ليلبي الدعوة الأميرية لولا الإذن الأصفر.

رسالة إلى تميم من البطريركية الأرثوذكسية

أعلن السفير علي عقيل خليل أنه سلم أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني رسالة من البطريركية الأرثوذكسية حول قضية المطرانين المخطوفين في حلب يوحنا ابراهيم وبولس يازجي. من جهته، كرر آل ثاني تعهدات قطر بمتابعة قضيتهما حتى الإفراج عنهما، مشيداً «بالعيش المشترك في لبنان وسوريا بين الإسلام والمسيحيين ويجب الدفاع والتمسك بهذا النموذج»، داعياً الى «الوحدة الإسلامية بين الشيعة والسنة». على صعيد متصل، كشف خليل عزمه على إجراء اتصالات مع المسؤولين القطريين لإطلاعهم على وساطة جديدة يشارك فيها، تهدف إلى قبول توبة جنود وضباط انشقوا عن الجيش السوري والتحقوا بـ«الجيش الحر». وتسعى الوساطة إلى الحصول على ضمانات من الدول المعنية بالأزمة السورية بعد تلقي المنشقين ضمانات من المفوضية العليا لحقوق الإنسان. ولفت الى أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم من أبرز الأسماء المرشحة لتلعب دور الوسيط مع النظام السوري لإتمام الوساطة.

آمال خليل

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...