الجبهة الجنوبية: معارك التلال وتجاذبات المسلحين

23-06-2015

الجبهة الجنوبية: معارك التلال وتجاذبات المسلحين

أسبوع مضى على الهجوم باتجاه القنيطرة، من دون أن تحقق المجموعات المسلحة أي إنجاز يذكر، في وقت يستمر التجاذب بين الفصائل حول مصير الجبهة الجنوبية والعمليات العسكرية التي تبرد تارة وتسخن تارة أخرى.
واستهدف المسلحون بلدة حرفا على سفح جبل الشيخ بقذائف الهاون، فيما أشار مصدر محلي إلى زوال الخطر جزئياً عن بلدة حضر ذات الغالبية الدرزية، التي تحدثت مصادر المعارضة عن حصارها مجدداً وتطويقها تماما، وهو ما تبين عدم دقته، وسط استمرار الاشتباكات لاستعادة السيطرة على التلول الحمر المحيطة بالمنطقة وعلى طريق حرفا ـ حضر.جندي اسرائيلي قرب دبابة في الجولان السوري المحتل امس الاول (ا ب ا)
أما في ريف درعا، فقد هز انفجار سيارة مدخل مدينة ازرع، ما أسفر عن سقوط إصابات، من دون ان تتبنى أي جهة الهجوم.
وبدا لافتاً أمس، إصدار المجموعات المسلحة، التي تنضوي تحت راية «الجيش الحر»، بيانات متتالية تؤكد انتماءها الى «الجبهة الجنوبية»، ورفضها التعامل مع «جيش الفتح»، المشكل من «جبهة النصرة» و «أحرار الشام» وعدد من المجموعات الصغيرة في الجنوب، من دون أن يعرف ما هو مصير «جيش الحرمون» الذي أعلن عن تشكيله، قبل أسبوع، في بداية الهجوم على حضر وقرى جبل الشيخ، وهو ما يعني وجود عدد من الفصائل في المنطقة من دون تنسيق أو اتصال بين بعضهم البعض. وبالإضافة إلى «جيش الفتح» و «جيش الحرمون»، فإن هناك «الجيش الأول» و «جيش اليرموك»، وهما يتبعان إلى «الجيش الحر»، بالإضافة إلى عشرات الألوية والكتائب التي تمثل ثقلاً في مواقع سيطرتها.
ويبدو أن عمل المجموعات المسلحة يعتمد على معارك التلال المحيطة بالمدن والقرى في القنيطرة، وهو ما يشير اليه الخبير العسكري العميد علي مقصود،  إذ إن التلال الحمر، الواقعة بين حضر وحرفا وبيت جن ومزرعة بين جن، الركيزة الأساسية والحامية لحضر وكذلك لمدينة البعث.
ويضيف «تشرف التلال الحمر على مدينة البعث وحضر، لذا عندما قرر المسلحون السيطرة وربط جبل حرمون بجبال القلمون تحركوا عبر محور الحميدية وبريقة وبير عجم، ومن الجهة الثانية عبر بيت جن والمزرعة، ثم حضر وحرفا، لتكون المدينة مطوقة بشكل قوس، فيما سعى مسلحو ريف درعا الغربي للتحرك عبر محور الرفيد والسويسة والصمدانية بهدف السيطرة على تل بزاق والشعار، فتكون المدينة مطوقة تماما، وهو ما لم يتحقق بتصدي الأهالي والجيش وإسناد وحدات المقاومة من ظهرة قيروع في عرنة التي تعتبر بدورها منطقة تشرف على المعبر بين بيت جن السورية وشبعا اللبنانية».
ويوضح مقصود أن «هناك موقعين في المنطقة يحملان اسم التلول الحمر، الأول يضم التل الأحمر الشرقي والغربي في ريف درعا الغربي بجوار كل من تل الجابية وتل الجموع، ويقع تحت سيطرة المسلحين منذ عام تقريباً، أما التلول الحمر في القنيطرة فهي سلسلة تتصل بعضها ببعض، وتمتد بين بيت جن وحضر وحرفا وتطل على البعث وخان أرنبة، حيث استعاد الجيش السيطرة على التل الشمالي منها، فيما يتمركز المسلحون في النقاط الباقية».
في المقابل، تعتبر المجموعات المسلحة المعركة بالأهمية بحيث تعيد ربط الجولان بسهل حوران والغوطة الغربية، عبر مثلث يمتد إلى خان الشيح في ريف دمشق وللعمق نحو جباتا الخشب وبيت جن، مع إنهاء سيطرة الجيش على المواقع في القنيطرة، وخاصة البلدات التي تشرف على مواقع سيطرتها، كما تعني سيطرتهم على التلول الحمر خلق مثلث آخر جنوباً يمتد بين الأراضي السورية والأردنية والجولان المحتل، على أن نقطة الارتكاز الأساسية تبقى بلدة حضر، خاصة مع تمكن وحدات عسكرية من فك الطوق حولها والوصول إلى محيطها.

طارق العبد

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...